لا زال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يراوغ ويعرقل مسار المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة الفلسطينية. لا يريد بي بي الاقرار بالضعف والفشل في تحقيق حربه أهدافها، لا يريد الاقرار بأن من سيعيد الأسرى هي المفاوضات وليس جيشه الذي هو نفسه يؤكد ضرورة التفاوض لأنه بات مستنزفاً، ويعاني من نقص في العديد، عقب تسعة أشهر على بدء العدوان على غزة.
وهو أي نتنياهو يثبت بتعنته هذا ما يعتقده أكثر من 50% من أبناء كيانه بأن “الحرب مستمر بسبب مصالحه السياسية”، بحسب استطلاع الرأي الذي أجرته “القناة 12” الاسرائيلية.
وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدرين أن قادة الأجهزة الأمنية في كيان الاحتلال صُدموا من بيان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن صفقة التبادل.
كما أن مشاركين في مباحثات دعا إليها نتنياهو لبحث مسار المفاوضات انتقدوا سياسته ووضعه شروطاً قبل بدء الاجتماع.
فما هي هذه الشروط؟
في التفاصيل، فقد زعم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أمس أن “إصراره على شنّ عملية عسكرية على رفح، جنوبي قطاع غزة، دفع حركة حماس إلى طاولة المفاوضات”، حسب قوله، مشيراً إلى أن “مقترح الصفقة الذي تم الاتفاق عليه مع “إسرائيل” والذي حظي بمباركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيسمح بإعادة الرهائن دون الإضرار بأهداف الحرب” المتواصلة منذ 275 يوماً، وفق زعم نتنياهو.
وقال نتنياهو إنه يواصل تمسكه بما أسماه المبادئ التي اتفق عليها كيانه الغاصب والتي تتمثل بأن “أي صفقة يجب أن تسمح لإسرائيل بالعودة للقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب، لن يُسمح بتهريب الأسلحة إلى حماس عبر حدود غزة مع مصر؛ لن يُسمح بعودة آلاف الإرهابيين المسلحين إلى شمال قطاع غزة؛ “إسرائيل” ستعمل على زيادة عدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إعادتهم من أسر حماس”، وفق تعبير نتنياهو.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنه خلال المداولات التي عقدها قبل أيام، أضاف نتنياهو شرطاً جديداً في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة حماس، يتمثل بـ”تفتيش المواطنين الغزيين العائدين إلى شمال القطاع”، ونقلت القناة عن مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية تقديراتهم بأن “حماس غير مستعدة للموافقة على هذا الطلب”.
أسبوع حاسم
وكشفت هيئة البث العام الإسرائيلية “كان 11” أن بيان مكتب نتنياهو صدر قبيل مداولات من المقرر أن يعقدها الليلة لتحديد صلاحيات الفريق المفاوض والإستراتيجية التي سيتبعها في المفاوضات خلال الأسبوع الجاري الذي اعتبرت أنه “يتضمن تطورات مهمة”.
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات أن “هذا أسبوع سيكون حاسماً، حيث ستمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على “إسرائيل” لدفعها إلى تبني التغييرات المقترحة، فيما سيمارس الوسطاء ضغطاً موازياً على حركة حماس لدفعها إلى التوصل إلى تفاهمات”.
وبحسب المصدر، فإن “حماس تشير إلى أنها مستعدة للتحلي بالمرونة تجاه التوصل إلى اتفاق، وبالتالي يجب على “إسرائيل” أن تحاول الاستفادة من هذه الفرصة، على الرغم من الصعوبات السياسية”.
مسؤولون أمنيون: بيان نتنياهو يضرّ بفرصة إبرام صفقة تبادل
وتلقى مسؤولون أمنيون وسياسيون إسرائيليون بيان نتنياهو بـ”ذهول”، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني (واينت) في ظل “توقيته الإشكالي”، إذ أنه صدر قبل المداولات التي يعقدها الليلة بمشاركة ما يُسمى وزير الأمن، يوآف غالانت، وقادة الجيش والأجهزة الاستخباراتية.
وبحسب الصحيفة، فإن بيان نتنياهو صدر دون التنسيق مع قادة الأجهزة الأمنية، وذلك في “إحدى اللحظات الأكثر حسماً في ما يتعلق بفرص إطلاق سراح الرهائن”.
وفي هذا الاطار اعتبر مسؤول أمني أن “نتنياهو أصدر البيان بهدف التقليل من قيمة وأهمية المداولات المقررة”.
وقال المصدر إن تصرف نتنياهو ” غير لائق ويضر بفرص إعادة الرهائن”، وشدد على إشكالية “توقيت البيان”، وتساءل “إذا أصدرت بيانا حتى قبل بدء المداولات، فلماذا تعقدها؟ إذا كان السلوك على هذا النحو، فلن يعود الرهائن”؛ فيما أعرب مسؤولون آخرون عن استغرابهم من فحوى بيان نتنياهو الذي يشكل “تراجعاً عن الموقف الذي عبر عنه في المقابلة مع “القناة 14”.
محادثات في القاهرة وقمة في الدوحة
وفي وقت سابق، ذكرت “كان 11” أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، سيزور العاصمة المصرية، القاهرة يوم غد الثلاثاء المقبل، في إطار الجهود الأميركية لدفع المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس.
ورجحت القناة الرسمية الإسرائيلية أن يشارك رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، في المحادثات المقررة في القاهرة، يوم الثلاثاء؛ كما أفادت بأن مسؤولين في فريق التفاوض سيشاركون في المحادثات المقررة في القاهرة الثلاثاء، وفي الدوحة، الأربعاء.
ونقلت “كان 11″ عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة على التفاصيل” أن اجتماعاً رباعياً يعقد يوم الأربعاء في الدوحة، بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل.
المفاوضات قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة
وبحسب التقارير، تخلت حماس عن مطلب رئيسي بأن تلتزم “إسرائيل” أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع اتفاق. وقال مصدر من الحركة أن حماس ستسمح بدلاً من ذلك بتحقيق هذا الهدف خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع.
وأشار القيادي في حماس لـ”فرانس برس”، إلى أن مصر وتركيا تبذلان جهودًا “في سبيل الوصول لاتفاق”.
ولفت إلى أن “حماس تتوقع أن تستغرق المفاوضات من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في حال لم تعطّل “إسرائيل” مسار التفاوض كما المرّات السابقة”، مضيفاً أن “الكرة في الملعب الإسرائيلي، إذا أرادوا التوصل لاتفاق فهذا ممكن جدًا أن يتحقق”.
ولفت إلى أن حماس “أبلغت الوسطاء بأنها تريد إدخال المساعدات بكميات تصل إلى 400 شاحنة يوميًا في المرحلة الأولى للاتفاق وتريد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا ومعبر رفح”.
وأوضح مسؤول فلسطيني مطلع على الجهود الرامية لوقف إطلاق النار إن “المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا وافقت عليه “إسرائيل” وينهي الحرب”.
وذكر مصدر مطلع أن مدير “سي آي إيه، بيرنز، سيتوجه إلى قطر خلال أيام من أجل المفاوضات”.
وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن وفود عمل إسرائيلية على المستوى المهني ستتوجه خلال الأيام المقبلة إلى القاهرة والدوحة، لبلورة المخطط النهائي للاتفاق، ومعالجة القضايا محل نزاع، مثل هوية الأسرى الذين سيشملهم التبادل وآلية وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من غزة.
وفي ما يتعلق بالجداول الزمنية، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي “لن يتم خلال أيام”، مشيرة إلى أننا نشهد انطلاق مفاوضات قد تستمر عدة أسابيع. في حين حذّرت الأطراف من أن “التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون”.
ما هي نقاط الخلاف في المفاوضات، بحسب ما ذكره اعلام العدو؟
– موعد انتهاء المفاوضات حول وقف إطلاق النار الدائم.
– هل سينسحب الجيش الإسرائيلي من محوري فيلادلفيا ونيتساريم؟
– هل ستتوقف الطلعات الجوية لجيش الاحتلال لجمع معلومات استخباراتية أثناء المفاوضات؟
– مفاتيح تبادل الجثث مقابل الأسرى الفلسطينيين وكذلك الجنود الإسرائيليين مقابل الأسرى.
– إلى أين سيذهب الأسرى المؤبدات المحررين من الضفة الغربية؟ العدو يريد إبعادهم لغزة أو الخارج وحماس ترفض.
– السلطة في غزة: من سيوزع المساعدات في المرحلة الأولى من الصفقة، ومن سيحكم بدل حماس، ومن سيدير إعمار غزة الذي سيبدأ في المرحلة الثالثة؟
– شروط إنهاء الحرب: ستطالب “إسرائيل” بحق الرد على أي خرق من حماس، هل سيتمكن النازحين من الوصول للمنطقة العازلة على حدود القطاع؟
المصدر: مواقع إخبارية