أفرزت الدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية في فرنسا، مفاجاة اطاحت بكل التوقعات، بعد أن تصدر تحالف اليسار المتمثل بالجبهة الشعبية النتائج متقدما على التحالف الرئاسي من الوسط وحزب اليمين المتمثل بالجبهة الوطنية الذي حل في المرتبة الثالثة بعدما كان الاول في الجولة الاولى.
وفتحت هذه النتائج شهية زعيم اليسار الفرنسي جان لوك ميلينشون على استلام الحكومة رغم عدم حصوله على الاغلبية المطلقة في البرلمان.
وأتت النتائج مخيبة لاقصى اليمن بزعامة مارين لوبان، التي قالت إن انتصار حزبها تاخر فقط، وردت سبب خسارتها في الانتخابات إلى التحالف التكتيكي الانتخابي بين الوسط واليسار.
وحسن معسكر ماكرون وضعه في الجولة الثانية وبات اقصى طموحه الشراكة في الحكومة. ودعا ماكرون الى توخي الحذر في تحليل النتائج لمعرفة من يمكن ان يتولى رئاسة الحكومة الجديدة واعتبر ان كتلة الوسط لا تزال حية.
ودخلت فرنسا في مرحلة جديدة لا تحكمها أغلبية وهي ضرورية في نظام شبه رئيسي، الامر الذي سيدخل البرلمان في شلل تشريعي في حال عدم حصول تحالفات تبدو مستبعدة بين اليسار واليمن، وممكنة بين الوسط واليسار في حال قبل الاخير الشراكة في الحكومة، خصوصاً وأن تحالف اليسار يضم العديد من الاحزاب.
هذه التطورات ستلقي بظلالها على السياسات الداخلية في فرنسا وكذلك على سياستها الخارجية لا سيما في ملفي الحرب في اوكرانيا والحرب على غزة.
المصدر: المنار