الجبهة الثانية: الاعلام الفرنسي المنهمك في الإنتخابات يتساءل هل تقع الحرب بين الكيان و لبنان ويقر ان القضاء على حزب الله مستحيل – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية: الاعلام الفرنسي المنهمك في الإنتخابات يتساءل هل تقع الحرب بين الكيان و لبنان ويقر ان القضاء على حزب الله مستحيل

ما الذي يتناوله الإعلام الفرنسي بينما هو منهمك في الحملة الانتخابية تحضيرا للانتخابات التشريعية يوم الاحد القادم:

رئيسة تحرير موقع المنار الفرنسي ليلى مزبودي:

الصحيفتان الأكثر قراءة تناولت سيناريو الحرب على لبنان:  لو فيغارو وهي صحيفة من اليمين المحافظ التي تعتمد سياسة تحريرية مؤيدة للكيان ومؤيدة لليمين الإسرائيلي، و صحيفة لوموند الأولى من حيث القراءات وهي في الوسط نوعا ما.

ونكمل مع صحيفة لومانيته الشيوعية وفي النهاية مع صحيفة (لو كوريين انترناسيونال ).

ضرب لبنان والديمقراطية الاسرائيلية
مقالة لو فيغارو الثلاثاء 25 حزيران/يونيو ضمن مقالات (الرأي) للكاتب: Renaud Girard، وهو صاحب كتاب “الحرب الخاسرة لإسرائيل ضد حزب الله” العنوان: “خطر حرب جديدة في جنوب لبنان “.

تناولت تدهور الوضع على الحدود منذ 7 تشرين ومما قالته ان “حزب الشيعي يدعم حركة حماس السنية”:مقاربة من جانب طائفي.

الحديث عن تأسيس محور المقاومة: من قبل ايران “لان رجال الدين الذي يحكمونها يعتبرون ان ترؤس “المقاومة” (بين قوسين) من اجل استرجاع القدس ثالث مكان مقدس في الاسلام، سيضمن لهم قيادة العالم الإسلامي كافة”

ليس السبب مبدئي بل مصلحي. جزء من البروباغندا المعادية للجمهورية الاسلامية. واعتبرت ايضا ان ايران هي وراء ما اعتبرته ان ان حزب الله اكتفى في البداية بما وصفته ( خدمة الحد الأدنى) Service minimum،  فقط لاظهار تضامنه مع القضية الفلسطينية وحتى يتجنب الرد الثاري الإسرائيلي المكثف على الأراضي اللبنانية.

سبب هذا الموقف: لان القيادة في ايران لم يعجبها ان حماس لم تستشرها في عملية 7 اوكتوبر ( نفس البروباغندا) و ان الأمور تغيرت عندما قصفت القنصلية الإيرانية في دمشق، “اعتبرت ايران و حزب الله ان اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة و آن الأوان لإظهار قوتهم”

سؤال لا يسأله هذا الصحافي: لماذا الكيان في هذه الحالة قصف القنصلية؟

تحدث عن الدمار في شمال فلسطيني المحتلة نتيجة قصف المقاومة: حرق الأراضي الزراعية، حرائق ضخمة في الجليل، صواريخ سقطت بشكل مفاجئ على المنازل في المستوطنات 120 الف اسرائيل تمت نقلهم و يعيشون في الفنادق على مقربة من تل ابيب

نقلت كلام نتنياهو في المقابلة الخاصة لل فيغارو: ” لا يوجد ديمقراطية في العالم يمكنها ان تقبل ان تتعرض للقصف من الأراضي من دولة جارة”.

القضاء على حزب الله مستحيل
اما هدف نتنياهو فهو بالنسبة اليه : ليس القضاء على حزب الله لأنه يعرف ان ذلك مستحيلا. اعتراف بقوة حزب الله: “هذه المنظمة مسلحة جدا، و راسخة جدا و مؤثرة جدا في الحياة السياسية اللبنانية. الحكومة الإسرائيلية تريد فقط طرد حزب الله من المناطق الحدودية حتى شمال الليطاني تطبيقا للقرار 1701”.

مذكرا بأن رئيس الوزراء السابق الاسرائيلي لم يتمكن من ذلك خلال حرب 2006  بل بالعكس ادى ذلك الى زيادة نفوذ حزب الله “الحركة الشيعية” في لبنان .

يتساءل: لماذا نتنياهو لم يشن بعد الهجوم على جنوب لبنان

الجواب: لان اسرائيل تعاني من نقص في الذخائر التي تتأخر في الوصول من الولايات المتحدة، يرجح ان تصل في نهاية المطاف لأن الكونغرس الأميركي يريد ذلك.

ويتحدث عن الزيارة المرتقبة لنتنياهو الى الولايات المتحدة و خطابه امام الكونغرس يخلص: ” في ادراتها للمشكلة الأمنية في الشمال، اسرائيل تريد اظهار قوتها من دون ان تستعملها كلها بغية اقناع أعداءها حزب الله وايران بالعودة الى الدبلوماسية حتى لا يدمر الصراع لبنان مرة أخرى”.

وينهي بالحديث عن الدور الفرنسي “الوسيط الوحيد القادر لانه أكثر من يعرف بلاد الشام”، و يأسف لانه غائب: “الا ان السلطات الفرنسية مشلولة اليوم بسبب الإنتخابات الداخلية التي لم يتوقعها أحد”.

لا يزال السؤال المطروح حول الأسباب التي جعلت ماكرون يحل الجمعية الوطنية ويدعو الى انتخابات تشريعية مبكرة.

من مسلمات المقالة في مقاربتها:  تبرير ما يمكن ان يقوم به الكيان لأنه ديمقراطية بناء على سردية انه يحق للديمقراطيات ما لا يحقه لغيرها و بان الكيان الصهيوني هو ديمقراطية على غرار الدول الأوروبية.
الإيمان المطلق بالتفوق الإسرائيلي القادر على تدمير لبنان، من العنوان: ( خطر حرب جديدة على جنوب لبنان). لا يحتمل ان يحل الدمار في الكيان رغم انه يتحدث عن الدمار في الشمال. ربما أنه لا يتناول القدرات العسكرية للمقاومة اللبنانية.

تفتقر المقالة الى توازن في المقاربة.

ساعة الحقيقة باتت وشيكة
هذه المقاربة مختلفة في صحيفة (لومند) في عدد 21 حزيران، العنوان: “ارتفاع التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”

تحدثت عن خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير تهديده: “ان العدو يعرف جيدا اننا مستعدون للأسوء،  يعرف انه لا يوجد مكان بمنأ عن صواريخنا و مسيراتنا”،  وكلامه عن لائحة الأهداف التي لديه والتي تضم فيما تضم “بنى تحتية و مناطق مأهولة” كما تناولت تهديده لقبرص الا ان المقالة ال تشير الى بنك الأهداف العسكرية لدى المقاومة.

الصحيفة تضع هذا التحذير في سياقها: “هذه التصريحات النارية هي رد على تصلب الخطاب لدى الدولة العبرية”، مشيرة الى “اعلان الجيش الإسرائيلي عن خطط عملانية لهجوم على لبنان”.

و لكن الصحيفة تنقل رأي مراقبين يعتبرون “ان ساعة الحقيقة باتت وشيكة” وان الأمور مرتبطة بالمفاوضات على وقف اطلق النار في غزة مذكرة انه شرط لتوقف التصعيد على الجبهة اللبنانية.

تنقل عن مصدر أمني اسرائيلي قوله :”بعد بضعة اسابيع من المفترض ان ينهي الجيش عمليته في رفح وان ينسحب جزئيا من القطاع سيكون هذا الوقت مهما، إما حزب الله يعتبر اننا أنهينا الجزء الأكبر من عملياتنا العسكرية ويوافق على مناقشة خطة للسلام إما ستكون الحرب”.

وقوله ايضا: “نحن على استعداد لشن عملية عسكرية سريعة جدا و كثيفة للغاية بغية فرض منطقة آمنة على طول الحدود الأمر الذي سيسمح باعادة السكان الى الشمال”، ولكن تعتبر لوموند ان هذا التحليل لا يعكس السياسة الرسمية التي لم تكشف بعد عن مضمون خطتها العسكرية و لكن هذا التحليل هو الذي يروج له.

اي ان الصحيفة تميز بين ما يروج عن سيناريو الحرب على لبنان و بين المخطط الحقيقي غير المعروف بعد، وتنقل عن بعض المراقبين خشيتهم ان يتحول الصراع المحدود الى حرب اقليمية معتبرة ان “سياسة المزايدة الذي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية يرفع من منسوب هذا الخطر”.

تنقل عن Selin Uysal وهي باحثة في Washington Institute for Near East Policy تحليلها: “الطرفان تبنيا نفس المقاربة الا وهي الرغبة في وضع اليد على ديناميكية التصعيد عبر فرض وتيرتهما الخاصة بهما”.

وتنقل عن مصادر متفقة ان القيادة العسكرية الإسرائيلية مقتنعة بفكرة الدخول في الحرب في لبنان في حال عدم التوصل الى اتفاق في الأسابيع المقبلة مع حزب الله. ولكن تشير نقلا عن مصدر آخر ان الجيش الإسرائيلي يحتاج الى مزيد من القوات ويحتاج الى اخراج فرقتين من غزة لارسالها الى الشمال”.

استعداد حزب الله والخيارات الصعبة

واذ تنقل ان القوات الجوية الإسرائيلية على اهبة الاستعداد من دون الحاجة الى المساعدة الأميركية، وان لديها لائحة أهداف على مواقع لحزب الله ومخازن الأسلحة والبنى التحيتي”.

ولكن تقول الصحيفة ان حزب الله لديه الوقت ايضا من اجل تحضير رده وانه يمتلك ترسانة من الصواريخ الموجهة القادرة على اغراق المضادات الجوية الإسرائيلية وانه منذ 8 تشرين أطلق 5000 قاذوفة و نقلا عن خبراء انه قادر على رفع قدرته النارية الى 3000 يوميا.

وبالتالي ترى الصحيفة: انه سوف يتعين على الجانب الإسرائيلي” ان يتخذ خيارات صعبة: بين اعطاء الأولوية من حيث الحماية الجوية لبعض المواقع في مقابل تعريض مواقع اخرى للخطر” و تنهي بأن” 62% من الإسرائيليين اليهود يؤيدون هجوما على حزب الله عبر استعمال كل قوة الجيش”، نقلا عن ارقام المعهد السياسي للشعب اليهودي  Jewish People Policy Institute

مقاتلون من العالم الإسلامي سيلتحقون بحزب الله

صحيفة (لومانتيه) الشيوعية نقلت نفس التشكيك بقوة الحسم الإسرائيلية في حال اندلاع حرب. في مقالة تحت عنوان :”الهجوم على لبنان: الضوء الأحمر الإميركي اصبح برتقاليا” بالإشارة الى الموقف الأميركي الأخير بان سوف يدعم تل ابيب في حال حرب شاملة.

الصحيفة ترى ان الأمور ذاهبة نحو التصعيد اكثر منه نحو التهدئة،  و انه في مقابل ارسال اسرائيل قواتها الى الشمالن من الأمور التي اشارت لها ان حزب الله قد يرفع من عديد مقاتليه عبر التحاق آلاف المقاتلين من ايران، من العراق من سوريا او من اليمن، بالإشارة الى كلام الأمين العام في خطابه الأخير حيث اشار ان عدة جهات اسلامية عرضت ارسال مقاتلين الى جنوب لبنان في حال حرب شاملة، لم تنقل قوله انه لا حاجة لديه من المقاتلين. ولكنها ارادت ان تقف عند هذه الجملة لانها ارادت ان تظهر انه لدى حزب الله ايضا نقاط قوة.

لا يمكن لاسرائيل ان تخوض الحرب على جبهتين

اريد ان انهي فقط مع صحيفة Le Courrier international و هي الصحيفة التي تترجم مقالات من مختلف وسائل الإعلام العالمية. ارتأت ان تختار من الإعلام الإسرائيلي مقالة من صحيفة هآرتس بتاريخ 19 حزيران الماضي تحت عنوان:” اسرائيل لا يمكنها ان تخوض الحرب على جبهتين”، تعتبر ان نقطة ضعف الرئيسة لدى الكيان تكمن في نقص العديد جنودها.

الأمر الذي يجعل كل تهديداتها بالقضاء على حماس، باعادة لبنان الى العصر الحجري بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني و بهزيمة الإرهاب في الضفة الغربية مجرد “تهديدات فارغة”.

وأنه “عاجلا أم آجلا ، سيجبر العجز الهائل في “الموارد البشرية” إسرائيل على إعادة التفكير في عدد الحروب التي تستطيع إدارتها وجها لوجه.”

المصدر: موقع المنار