لماذا يجب على “إسرائيل” أن تيأس؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

لماذا يجب على “إسرائيل” أن تيأس؟

خاص
ذوالفقار ضاهر

‏”… جبهتنا تقول لهذا العدوّ كلّ المعركة بين الحروب التي خضتها خلال السنوات الماضية ‏كانت فاشلة، كلّ ما كان يجب أن يصل إلى لبنان وصل إلى لبنان، والدليل هذا البعض مما شاهدتم خلال ‏الأشهر القليلة الماضية. إذًا في موضوع السلاح هذا ضيفوه لسلسلة الفشل الإسرائيلي..”، بهذه الكلمات لخص الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه خلال الاحتفال التأبيني للشهيد القائد طالب سامي عبد الله(ابو طالب) ورفاقه مدى الفشل الاسرائيلي الذي مُني به العدو الاسرائيلي بعدم قدرته من الحد من تطور قدرات المقاومة وتطورها في مختلف الجوانب التسليحية والبشرية واللوجستية وغيرها…

والحقيقة ان ما عرضه السيد نصر الله في خطابه لا سيما على صعيد الجهوزية والتطور للمقاومة وشبابها، وأيضا مواكبة المجتمع المقاوم لها وبيئتها الحاضنة ومدى التلاحم بين الناس والمقاومة، يجب ان يشكل أحد العوامل الاضافية الدافعة ليأس وتيئيس العدو الاسرائيلي، بالاضافة الى مختلف العوامل العسكرية والامنية التي شكلت أسس صلبة للضربات التي يتلقاها هذا العدو من المقاومة الاسلامية في لبنان، ناهيك عما يتلقاه من مختلف جبهات المقاومة لا سيما في غزة(بما تحمله من فشل ذريع على مختلف المستويات) تليها الانتكاسات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة وبقية الساحات من اليمن الى العراق فسوريا وإيران، وصولا الى البغض الشعبي الاسلامي والعربي لكيان العدو حتى في الدول المطبعة وتلك التي عقدت ما يسمى “اتفاقيات سلام مع إسرائيل”.

كل ذلك يجب ان يدفع بالصهاينة ان ييأسوا من الاعتقاد بإمكانية البقاء للعيش في هذه المنطقة، كما خدعتهم قيادات الصهيونية العالمية منذ عشرات السنين، لان الارض هي لأصحابها ولا يمكن اقتلاعهم منها او شطب قضيتهم المحقة مهما طال الزمن، فهذه البلاد هي لأهلها ولا تسقط حقوقها بمرور الزمن بيد الأعداء المحتلين ولو وقف معهم كل العالم المتآمر وبعض المتخاذلين من أنظمة الامة.

كما ان ما تحدث عنه السيد نصر الله يوجب على الصهاينة ان ييأسوا من اي فرضية للقضاء على المقاومة سواء في لبنان او فلسطين او اي بلد من بلدان محور المقاومة، فالوقائع تظهر مدى تتطور هذه المقاومة وتوسعها وازدياد انجازاتها وليس العكس، بل ان ما يحصل هو تراجع مستمر للعدو وانكسار له مع اضمحلال قدراته لردع المقاومين وشعوب هذه المنطقة، وبالتالي تراجع قدرة العدو على حماية نفسه وكيانه ومستوطنيه امام “الطوفان الأوسع” الذي سينطلق من مختلف ساحات عندما تقرر ذلك قيادة المقاومة لتجرف هذا الكيان المترنح في ظل غياب القدرة الغربية على انتشاله من أزماته المتزيادة رغم كل الدعم المقدم له في العديد من المجالات.

ومن الممكن تتبع بعض ما يجري في كيان العدو لندرك حالة الانهزام واليأس التي باتت تحبط الصهاينة هناك جراء الخوف من ضربات المقاومة وخاصة حزب الله، وبالسياق، أكد “المراسل العسكري للقناة 12 الصهيونية” نير دفوري “الجبهة الداخلية ليست مستعدة بما يكفي لحرب في الشمال، واذا فتحت هنا جبهة شاملة، فهذا سيمثل تحديا هائلا للمجتمع الاسرائيلي وليس فقط للجيش”.

وبنفس الإطار، قال المحلل السياسي الصهيوني ألون بن ديفيد “يجب علينا دراسة الثمن الذي يجب ان ندفعه كمجتمع في هذه الحرب”، وتابع “هذه معضلة ليست سهلة أبدا ولا أرى أحدا في إسرائيل يطمح بالذهاب الى حرب كهذه”.

أما “مفوض شكاوى الجنود السابق في جيشِ العدو الاسرائيلي” إسحاق بريك فقد حذر من خوض أي حرب مع حزب الله، واعتبر ان ذلك هو بمثابة انتحار جماعي لأنه سيجلب حربا إقليمية شاملة على ست جبهات على الأقل ما سيعرض الجبهة الداخلية الاسرائيلية لآلاف الصواريخ والقذائف والمسيّرات يوميا ويقود الكيان إلى الدمار والهاوية، ولفت الى ان القادة الصهاينة وعلى رأسهم بنيامين نتانياهو يراهنون بمصير “اسرائيل”، وأشار إلى أن “الجيش الاسرائيلي الذي فشل في إسقاط حركة حماس في قطاع غزة وتحقيق الفوز في ساحة واحدة، أعجز من أن يواجه حربا شاملة نظرا لصغر حجمه والنقص الشديد في الموارد لديه، وخاصة في مجال التسليح”.

كل ذلك يؤكد المؤكد ان زوال الكيان الاسرائيلي الغاصب هو مسألة وقت، فالهدف مشخّص وواضح والنتيجة معروفة سلفا لكن التنفيذ يحتاج الى هذا الفاصل الزمني للوصول الى النهاية المرجوّة، وبالتالي كل ما يجري يجب ان يدفع الصهاينة لليأس من تحقيق أي انتصار والبدء الجدّي بالتفكير لإخلاء كل الكيان وليس فقط بعض المستوطنات في الشمال او الجنوب.

المصدر: موقع المنار