أكد علماء البحرين أن الاستقرار في بلادهم لن يأتي “بالجيوش الغازية ولا بقوة السلاح ولا بالقبضة الحديدية”، مضيفاً أن استجداء الخارج لن ينفع النظام وأن المخرج الوحيد هو “حل سياسي داخلي بينه وبين قادة الشعب ورموزه وأن يتم تثبيت الحل دستوريًا وباستفتاء الشعب” يضمن عدم التنصل من الوعود.
وفي بيان مناسبة الذكرى العاشرة على رحيل العلامة الجمري الذي وصفه العلماء بأن كلمته كانت “كلمة الشعب”. قال العلماء إنّ العلامة الراحل عبدالأمير الجمري أفنى في خدمة الناس والوطن والأمة وكل المستضعفين والمحرومين. ووصف بيان صادر عن العلماء الشيخ الراحل بأنّه كان “أبًا رحيمًا وقلبًا دفاقًا بالعطف والحنان، وعقلًا وقادًا بالفكر والمعرفة، وروحًا متألقة بالإيمان واليقين”.
ونوّه بيان العلماء إلى أن الراحل حمل “آلام المضطهدين وآمالهم وهموم الوطن وقضاياه، ينشُد حياة العدل والعزة والكرامة للجميع بلا استثناء ولا تمييز لطائفة أو عائلة أو غير ذلك”.
وذكّر البيان أن كل السماحة التي تحلى بها الراحل، قابلها “هذا النظام الديكتاتوري المنخور بالفساد… بالسجن وأشد أنواع التعذيب النفسي، ولاحق كل من يحمل فكر هذا المصلح بالقتل والسجن والنفي والإبعاد والسحق بكل آلات العذاب”، في إشارة إلى أحداث التسعينيات التي شهدتها البحرين.
وختم البيان بالقول: “شاهد العالم كله أن الشعب كان السبّاق للحلول السياسية بصدق لا يشوبه خبث ولا دجل، وأن البحرين عاشت أكبر استقرار وطني لمدة من الزمن، لم تدم طويلا بعد نكث النظام بعهوده وانقلابه عليها، وبقي الشعب متمسكا بحقوقه ثابتًا على قيمه ومبادئه ونهجه، فعاد الشعب يطلب الحق بإرادة أصلب ونَفَسٍ أطول من ذي قبل.”
والعلامة الراحل كان أحد كبار العلماء في البحرين، وأحد أبرز قادة المطالبين بعودة الحياة النيابية إبّان “الانتفاضة التسعينية” في البحرين. عام 1995، اعتقل الشيخ الجمري، قبل أن يعاد اعتقاله عام 1996 ويودع في زنزانة انفرادية لأشهر عدة.
عام 1999 خرج الشيخ الجمري من المعتقل، ليخضع لإقامة جبرية، وفي العام 2002 تدهور وضعه الصحي قبل أن يتوفاه الله أثناء رحلة علاجية كانت محطتها الأخيرة في الرياض.
المصدر: موقع المنار