في مثل هذا اليوم قبل 57 عاماً، كشفت حرب الأيام الستة والتي عرفت باسم “نكسة حزيران”، عن احتلال الجيش الإسرائيلي كامل مدينة القدس، والضفة الغربية، بالإضافة إلى مرتفعات الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية.
شكلت تلك الحرب وما تلاها من أعوام، نكسة للأمة العربية والإسلامية.. فالهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية، تركت أثرها لدى الأمة، وضاع الأمل بتحرير فلسطين والقدس، ولم تفلح حرب الإستنزاف التي تلت تلك الحرب، بتحقيق حلم التحرير لملايين العرب.
قضت تلك الحرب على أحلام استعادة الأرض، وعلى الروح المعنوية العالية التي عاش بها الشعب العربي، بعد أن ظنوا أنهم الأقوى وسينتصرون بقيادة الجيوش العربية، وما جرى كان صادمة لهم وكاوية لوعيهم، فتسببت في تعميق شتاتهم وتجديد لجوئهم، ومزقتهم أكثر وبعثرتهم في منافي الأرض ونثرتهم في أرجائها الأربعة.
وقبل أن تتم النكسة عامها الـ 57، بادرت حركة حماس وأعلنت عن “طوفان الأقصى”، تلك المعركة التي أعادت بث الأمل بالأمة بالتحرير، حيث تمكن المجاهدون في الساعات الأولى من دخول الأراضي المحتلة عام 1948، وسيطروا عليها لساعات.
تداعيات “طوفان الأقصى” كثيرة، غير أن الأهم إعادة بث روح الأمل من جديد في جسد الأمة الذي أنهكته المؤامرات، وشكلت نقلة نوعية في وعي الأمة، وفي طريقها نحو التحرير. كما قدمت عملية طوفان الأقصى، نموذجاً لوحدة ساحات المواجهة ضد العدو، من فلسطين إلى لبنان مروراً باليمن والعراق.
المصدر: موقع المنار