الأسبوع الماضي رصدنا كيف تلقف الإعلام البريطاني والأميركي إعلان المدعي العام للمحكمه الجنائيه الدوليه كريم خان تقديمه طلبات استدعاء بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يواف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة ولاحظنا تنديدا بالخطوة غير المسبوقة في الصحف البريطانية، وواكبنا تصريح كريم خان عبر شبكة CNN الأميركية المدوّي والذي يؤكد فيه تعرضه للمضايقات من كبار قادة العالم الغربي:
بعد أسبوع واحد من هذا الحدث، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقا خاصا يكشف عن الصورة الشاملة لتدخل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد بمسار التحقيق في المحكمة الجنائية الدولية بعنوان: “رئيس المخابرات الإسرائيلية “هدد” المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بشأن التحقيق في جرائم الحرب”
استند الصحفي الاستقصائي هاري ديفيز Harry Davies في تقريره من القدس على مقابلات مع أكثر من 20 ضابط مخابرات إسرائيلي ومسؤولين حكوميين وشخصيات بارزة في المحكمة الجنائية الدولية ودبلوماسيين ومحامين.
وأفاد التقرير بأن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) يوسي كوهين متورط شخصيا في مؤامرة سرية للضغط على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية السابقة فاتو بنسودا لما يقارب العقد من الزمن بين 2015 و 2021.
– ما الخطوة التي دفعت الموساد لملاحقة بنسودا؟
-في كانون الثاني 2015، بعد انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية عقب اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بها كدولة بادرت بنسودا إلى فتح تحقيق أولي عن «الوضع في فلسطين» وبالتالي تحرّكت الاستخبارات الإسرائيلية لترهيبها، بحسب التقرير، هدد كوهين بنسودا في سلسلة من الاجتماعات السرية، حاول خلالها الضغط عليها للتخلي عن التحقيق في جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أحد المصادر المطلعة على العملية السرية قال للصحيفة إن كوهين كان يعمل “رسولا غير رسمي لنتنياهو”.
وقالت 4 مصادر اخرى إن بنسودا كشفت لمجموعة من مسؤولي المحكمة الجنائية عن أن كوهين مارس ضغوطا عليها في عدة مناسبات لعدم المضي قدما في تحقيق جنائي في قضية فلسطين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
تعرضت بنسودا للابتزاز من خلال نسخ من التسجيلات السرية لزوجها، ثم حاول المسؤولون الإسرائيليون استخدام هذه المواد لتشويه سمعتها.
-في آذار 2020، التقى وفد إسرائيلي بمسؤولين أميركيين لتنسيق «النضال الإسرائيلي الأميركي المشترك» ضد المحكمة الجنائية الدولية، وفرضت حينها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات على بنسودا (وجاءت هذه الخطوة ردا على سعي بنسودا لإجراء تحقيق منفصل في جرائم الحرب في أفغانستان)
لكن رغم الضغوط، أعلنت بنسودا إجراء تحقيق كامل في قضية فلسطين في آذار 2021، قبل وقت قصير من انتهاء ولايتها.
– في حزيران 2021 تولى كريم خان منصبه خلفاً لبنسودا، وصولا الى الوضع الحالي وهو مذكرة الادعاء
أخيرا الحذر:
وفقا للتقرير فإن المحكمة الجنائية الدولية “عززت أمنها من خلال عمليات تفتيش منتظمة لمكاتب المدعي العام، وعمليات فحص أمني للأجهزة، ومناطق خالية من الهواتف، وتقييمات أسبوعية للتهديدات، وإدخال معدات متخصصة، وخلص التقرير إلى أن «متحدثًا باسم المحكمة الجنائية الدولية قال إن مكتب خان تعرض لعدة أشكال من التهديدات والاتصالات التي يمكن اعتبارها محاولات للتأثير بشكل غير مبرر على أنشطته وخصوصا من الادارة الأميركية
بالحديث عن الادارة الأميركية وردها على الخطوة التي قام بها كريم خان نشر موقع أكسيوس الأميركي مطلع الشهر الماضي تقريرا يكشف نية نواب جمهوريون بمجلس النواب الأمريكي بإعداد تشريعا لفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية كـ”إجراء احترازي” ضدّ أوامر الاعتقال المحتملة لمسؤولين إسرائيليين.
بحسب الموقع الأمريكي، وجه السيناتور توم كوتون مع عشرات من الجمهوريين في مجلس الشيوخ رسالة إلى خان، يوم الاثنين، يحذرون فيها من أن أوامر الاعتقال “ستؤدي إلى عقوبات شديدة ضدك وضد مؤسستك”.
المصدر: موقع المنار