يومان طويلان قضاهما أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق باستقبال أفواج الوافدين إلى مقر السفارة، لتقديم واجب العزاء والتعبير عن حزنهم وتأثرهم بالمصاب المشترك للشعبين السوري والإيراني على حدّ سواء باستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه.
وحتى اليوم الثاني على التوالي استمر الازدحام بنفس الزخم الذي كان عليه سابقه، إعلان المواقف يأتي في سياق تأكيد أن ما جرى خسارة كبرى للشعب السوري الذي وصل للعزاء من كافة فئات المجتمع وبكل أطيافه، ولكن كانت كلمة “لكن” تتبع جملهم عن وصف الخسارة لتؤكد ثقتهم بقدرة الجمهورية الإيرانية على متابعة المسيرة بذات القوة لأن النهج الثوري المقاوم مبدأ يحكم تربية وثقافة الأمة الإيرانية بقيادة آية الله سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي دام ظله، وهو نحج ينبع منه قادة عظام بحجم الرئيس الشهيد السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان ورفاقهما، ومن سبقهم من قادة شهداء كانت وجهتهم فلسطين.
وزير الداخلية السوري اللواء محمد رحمون بعد تقديم العزاء خلال حضوره إلى السفارة الإيراني ولقاء السفير الإيراني د. حسين أكبري، أكد لموقع قناة المنار أن الشهداء كانوا خادمين أوفياء لوطنهم، إضافة لما بنوه من علاقات قوية مع سورية، مشيراً إلى أن العلاقات ستستمر خاصة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مؤسسات قادة على الاستمرار.
“الرئيس المقاوم ابراهيم رئيسي” – هذا ما يؤكد عليه اللواء أكرم السلطي القائد العام لجيش التحرير الفلسطيني في وصفه للرئيس الإيراني والشهيد ووزير الخارجية المقاوم الشهيد ورفاقهم الشهداء، مشيراً لموقع المنار أن هذا المصاب كبير على الشعب الفلسطيني، خاصة أن ما قدمته هذه الكوكبة من الشهداء كان عطاءً كبيراً للقضية الفلسطينية، وهذا النهج سيبقى في دولة المؤسسات الإيرانية.
وكما أكد اللواء السلطي عن شعور الشعب الفلسطيني تابع اللواء أبو أحمد فؤاد مسؤول العلاقات العربية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مفتخراً بأن إيران هي من أطلقت 300 بين صاروخ بالستي ومسيرة على الكيان وأصابات الأهداف الصهيونية المقصودة، مشيراً للعلاقات الكبيرة التي كانت بين القيادة الإيرانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وهذه العلاقات لا قلق عليها في محور نهج المقاومة.
الأساتذة الجامعيون عرفوا تماماً أن التعليم واحد من أهم أعمدة العمل التثقيفي لدى محور المقاومة، كما أكد الدكتور أحمد الشعراوي لموقعنا، حيث تولدت ثقافة مهمة لدى الأجيال في المحور وهي الرموز العظماء الذين عرفهم التاريخ ويشهد على تعاقبهم دون انقطاع، ما يجعل الشعوب تؤمن باستمرار نهجها عبر ثقافة المقاومة التي تدخل جميع مفاصل حياتهم حتى موضوع التعليم وغيره.
ومن ضمن وأهم اسس التعليم لدى شعب المقاومة ما يأتي من القرأن الكريم، وهذا ما يعطي الجيل الإيمان والتسليم للقضاء والقدر والقدرة على المتابعة دون أي قلق من انقطاع سلسلة القادة الكبار الذين يقودون الأمة للخير، وهذا كما نبع من طريقة حديث المدرّسة هاجر مفيد العمر وهي مسؤولة المنطقة الزينبية لمعلمّات بيوت النور في دار الشهداء للقرأن الكريم.
مواقف رجال الدين تحكي عن المأساة والحزن الكبير بفقدان الشهداء الذين ارتقوا مع الرئيس الإيراني رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان، حيث عبّر سماحة السيد العلّامة عبدالله نظام رئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام في سوريا عن مدى الحزن الكبير المترافق بالتسليم بقضاء الله وقدره، مؤكداً على ما جرى هو خسارة روحية كبيرة بفقدان من أعجب بهم وأحبهم شعب المحور، لكن هذه الشعوب مطمئنة أن الأمور ستستمر بخير كما كانت.
أحد مشايخ طائفة المسلمون الموحدون الدروز على رأس وفد من ريف دمشق عن الشيخ أبو فادي ابراهيم شعبان، أعرب عن الحزن الكبير بالنبأ الذي نزل كما الصاعقة عليهم، مشيراً أن محور المقاومة سيتابع بكل قوة كما كان وأن إيران ستوجد من يكمل النهج فهي أمة ولادة ولا يمكن أن يضعف نهجها.
كذلك بعث البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني وفداً كنسياً ترأسه المطران أودن السكرتير البطريركة لكنيسة السريان الأرثوذكس في المشرق، لمشاركة الشعب الإيراني في هذا المصاب الأليم والحدث الجلل خاصة في الأيام الصعبة كهذه التي يقاتل فيها المحور من أجل الحق.
هذه بعض من غيض مشاعر الشعب السوري، خلال مجلس العزاء التأبيني الذي أقامته السفارة الإيرانية في دمشق بمناسبة استشهاد الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي، ووزير خارجية المقاومة حسين أمير عبد اللهيان، في ظل توافد الطلبة ممثلين عن القطاعات العمالية والفعاليات الاقتصادية.
وأشار ممثلو القطاعات حسب تخصصاتهم، إلى أن العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية الممتدة في عهد الرئيس الشهيد ووزير خارجيته على نهج قادة محور المقاومة ستستمر في المستقبل رغم شعورهم بالخسارة الكبيرة تجاه هذا المصاب الكبير.
المصدر: موقع المنار