انتهت جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، وسيغادر وفد حماس القاهرة الليلة للتشاور مع قيادة الحركة، بحسب ما أعلنت الحركة في بيان. وكان وفد الحركة قد سلم الوسطاء في مصر وقطر الرد، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة.
وأكدت حماس تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية، وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل، ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول بأن مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة لاجتماع طارئ مع رئيس وزراء قطر، وقال إن “قطر وأمريكا تمارسان “ضغوطا قصوى” على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات”.
وأوضح المصدر أن توجه مدير المخابرات الأمريكية إلى قطر يأتي في ظل “اقتراب محادثات غزة من الانهيار”.
هنية: نتنياهو يواصل تخريب المفاوضات
بدوره، اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بـ”تخريب” الجهود المبذولة في المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.
وكشف إسماعيل هنية، عن سلسلة من الاتصالات التي أجرتها الحركة مع الوسطاء وفصائل المقاومة تمهيدًا لإرسال وفدها لمفاوضات القاهرة.
وجدد هنية، في تصريح صحفي الأحد، تأكيد الحركة على جديتها وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات؛ حيث إنها أجرت سلسلة من الاتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة، وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال الوفد إلى القاهرة، وحملته مواقفها الإيجابية والمرنة بشأنها.
وشدد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” على أهمية ارتكاز الوفد المفاوض على أن الأولوية هي وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنه “موقف جوهري ومنطقي، ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارًا”، ومتسائلًا عن مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أول نتائجه؟!.
وأشار إلى أن العالم بات رهينة لحكومة متطرفة، لديها كمٌّ هائل من المشاكل السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة، ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة، وأمريكا التي أعطت غطاء لهذا الاحتلال هي من يجب أن يوقفه بدلًا من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة.
وأكد هنية أن “حماس” ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى.
نتنياهو: لا يمكن القبول بشرط حماس بوقف الحرب
وبالمقابل، جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، رفض حكومته لمطالب حركة حماس بإنهاء الحرب على قطاع غزة، مقابل صفقة تبادل أسرى، وقال إن ذلك سيسمح ببقاء الحركة في السلطة ويشكل تهديدا لتل أبيب.
ويهدد تعنت نتنياهو وتمسكه بمواقف حكومته المعلنة بشأن شروط التوصل إلى هدنة في غزة مقابل تبادل الأسرى، جولة المحادثات الجديدة في القاهرة التي انتهت اليوم؛ فيما نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية، عن “مصدر رفيع” أن “هناك تقدما إيجابيا في المفاوضات”، نافيا “ما يتم نشره من بنود الاتفاق المحتمل في وسائل الإعلام”.
وأعلن نتنياهو، في مقطع مصور بثه اليوم، أن تل أبيب “لا يمكن أن تقبل” بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة، ونفى الاتهامات الداخلية والخارجية بأنه يعرقل الاتفاق.
وجاء في تصريح نتنياهو أنه “أود أن أتطرق إلى التقارير المتداولة في وسائل الإعلام”، واعتبر أن هذه التقارير “تلحق الضرر بالمفاوضات، وتتسبب بمعاناة لا داعي لها لأفراد أسر الرهائن الذين يعيشون كابوسا”، وتابع “خلافًا لهذه التقارير، فإن حماس هي التي تمنع إطلاق سراح الرهائن. ونحن نعمل بكل السبل الممكنة لتحريرهم، هذا في مقدمة أهدافنا”.
ماكرون يدعو نتنياهو إلى “استكمال” المفاوضات
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نتنياهو إلى “استكمال” المفاوضات مع حماس، حسبما أورد قصر الإليزيه، في بيان. وأشارت الرئاسة الفرنسية، اليوم، إلى أن ماكرون “حثّ” نتنياهو “في اتصال هاتفي” على “استكمال المفاوضات التي قد تؤدي إلى تحرير الرهائن وحماية المدنيين من خلال وقف لإطلاق النار وخفض التصعيد الإقليمي”.
وأضاف البيان “ذكّر رئيس الجمهورية بأولويتنا المتمثلة بتحرير كل الرهائن”. وتابع “تدعم فرنسا بشكل كامل جهود الوساطة الجارية. لم يعد ممكنًا إخضاع مصير فلسطينيي غزة أكثر من ذلك للأنشطة الإرهابية التي تقوم بها حماس، ويجب أن تتوقف العمليات الإسرائيلية”.
وذكر البيان أن ماكرون جدّد “معارضته الصارمة لهجوم إسرائيلي محتمل على رفح والحاجة الملحة لضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر كل المعابر إلى قطاع غزة”.
المصدر: مواقع