تعيد الاحتجاجات الطلابية واسعة النطاق التي تجتاح العديد من الجامعات الأميركية تنديدا بالعدوان على غزة، إلى الأذهان موجة المظاهرات العارمة التي شهدتها الولايات المتحدة، خلال أواخر ستينيات القرن الماضي وما تلتها من سنوات، بسبب الحرب الأمريكية في فيتنام.
وفيما يلي لمحة عن احتجاجات الجامعات في أمريكا:
ربيع 1968
تعود أشهر الاحتجاجات الطلابية التي اندلعت بالولايات المتحدة إلى ربيع عام 1968، وذلك في أعقاب سيطرة أكثر من ألف طالب في جامعة هوارد التي تدرس بها غالبية من الطلاب ذوي الأصول الأفريقية على المبنى الإداري للمؤسسة.
وطالب المتظاهرون باستقالة رئيس الجامعة، وبتركيز المنهج التعليمي للجامعة على تاريخ وثقافة الأميركيين الأفارقة، وإنشاء نظام قضائي يشمل الطلاب بالإضافة إلى إسقاط الإجراءات التأديبية بحق الطلاب المشاركين في احتجاج سابق.
اعتصامات غرينسبورو
كانت اعتصامات غرينسبورو، التي بدأها أربعة طلاب أميركيين من أصل أفريقي من جامعة نورث كارولينا الزراعية والتقنية، احتجاجا سلميا على تفرقة مقاعد الغداء داخل مقصف وولورث في مدينة غرينسبورو بالولاية، في فبراير عام 1960. وأدت التظاهرات، التي توسعت لتطال المدن والولايات المجاورة، في النهاية إلى إلغاء التفرقة في متجر وولورث في غرينسبورو.
هارفارد 1969
وخلال مظاهرة، في 9 أبريل عام 1969، احتل طلاب قاعة جامعة هارفارد وأخرجوا جميع إداريي المؤسسة من المبنى. وأدى تدخل الشرطة إلى طرد المحتجين، واعتقال أكثر من 300. لكن الاعتصامات ساهمت في النهاية بتغييرات تضمنت إنشاء قسم للدراسات الأفريقية الأميركية.
كينت أوهايو
وفي 7 مايو 1970، في جامعة ولاية كينت بولاية أوهايو، قتلت قوات الأمن أربعة طلاب وجرح تسعة آخرون. وأدى الحدث إلى إضراب وطني للطلاب، وتصاعدت الاحتجاجات وجذبت اهتمام الإعلام الوطني بشكل أكبر نحو الحركة المناهضة للحرب في فيتنام.
وأصبحت حادثة إطلاق النار في كينت ستيت رمزا للانقسامات السياسية والاجتماعية العميقة التي شهدتها البلاد بشدة خلال حقبة حرب فيتنام.
جامعة كاليفورنيا
وعام 1985، تجمع آلاف الطلاب في ساحة سبرول في حرم جامعة كاليفورنيا بيركلي احتجاجا على علاقات الجامعة التجارية مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأدت الاحتجاجات في جامعة كاليفورنيا في النهاية إلى سحب استثمارات مليارية من حكومة الفصل العنصري في يوليو من عام 1986.
وعندما أُطلق سراح نيلسون مانديلا عام 1990، قام بزيارة إلى أوكلاند لتوجيه الشكر لطلاب وأساتذة بيركلي، الذين وصفهم بـ “إخوته وأخواته في الدم”، وذلك تقديرا لدورهم في النضال ضد الفصل العنصري.
جامعة ميشيغان
وفي جامعة ميشيغان لي بولينغر، بدأ طلاب اعتصاما في 17 مارس 1999، للاحتجاج على ظروف العمل السيئة في المصانع التي تتعامل مع الجامعة، والتي كانت تتصدر الجامعات الأميركية من حيث حجم مبيعات الملابس والسلع المرخصة، مما يعني أنها كانت تتحمل مسؤولية كبيرة عن ضمان ظروف العمل داخل المصانع.
ودفعت هذه الاحتجاجات الجامعة إلى لجنة استشارية لمكافحة العمل القسري، وذلك في ربيع السنة ذاتها.
جامعة هارفارد
وعام 2014، تضامنا مع حركة “حياة السود مهمة” وردا على حوادث عنف الشرطة ضد الأميركيين من أصل أفريقي، شارك طلاب كلية الطب بجامعة هارفارد في احتجاج رمزي يسمى “die-in”، حيث استلقى المشاركون على الأرض وتظاهروا بأنهم موتى، وذلك في مركز التعليم الطبي بالكلية.
وجاء هذا الاحتجاج ردا على قرارين قضائيين بعدم توجيه اتهامات جنائية ضد ضباط شرطة متورطين في حادثتي قتل مثيرتين للجدل بحق رجلين أميركيين من أصل أفريقي، وهما مايكل براون في فيرغسون بولاية ميسوري، وإريك غارنر في نيويورك.
وأثارت هاتان الحادثتان غضبا واسعا في المجتمع الأميركي، وأججت الاحتجاجات في إطار حركة “حياة السود مهمة” التي انطلقت للتنديد بعنف الشرطة والتمييز العنصري الممنهج ضد الأميركيين من أصل أفريقي.
الفصل العنصري في جنوب أفريقيا
وبعد نحو 16 عاما على احتجاجات عام 1968، قاد طلاب الجامعة في عام 1984، احتجاجات مناهضة للفصل العنصري من خلال الضغط على جامعتهم من أجل سحب استثماراتها من جنوب أفريقيا. وتجمّع المتظاهرون عند مدخل قاعة هاميلتون، وهي إحدى نفس المباني التي تم احتلالها في مظاهرات 1968.
تغير المناخ
وفي مارس 2019، نظم طلاب كولومبيا واحدة من أكبر التجمعات في مدينة نيويورك، خلال إضراب وطني حول تغير المناخ. وتغيب الطلاب في أكثر من 130 مدينة عن الدروس.
المصدر: مواقع