أملاً في انجاز صورة نصر لم يحصل عليها حتى الآن، لا يزال رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو عند موقفه بالعزم على عملية عسكرية قريبة في منطقة رفح، المكتظة بالنازحين، او على الاقل لكي يُظهر لجمهوره انه دخل واتم عمليات عسكرية في مختلف مناطق القطاع وحقق فيها انجازات كبيرة مزعومة على طريق القضاء على المقاومة هناك، رغم ان كل الحقائق تظهر ان كل عملية او توغل كان ينفذها جيش العدو لم تكن نتيجتها الا الفشل والخسائر، ولن يكون دخول رفح احسن حالاً له بل ربما اسوأ.
وصعّد الاحتلال في يومه ال171 من العدوان من قصفه لمنطقة رفح الذي أوقع خلال الساعات الماضية أكثر من ثلاثين شهيداً وعشرات الجرحى فضلاً عن الدمار الكبير.
وكرر نتنياهو الاعلان عن عزمه المضي بخططه لدخول رفح ، وقال “لا يمكن الانتصار على الشر المطلق عندما نتركه كما هو في رفح، سندخل إلى رفح وسنحقق النصر الحاسم وسنقضي على السنوار” حسب تعبيره. فيما توجه وزير الحرب يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد، لإجراء محادثات متعلقة بنواحي الحرب ومنها موضوع رفح.
اجتياح رفح والموقف الاميركي
اجتياح رفح المحتمل وبعملية واسعة سيشكل خطرا كبيرا على النازحين المتجمعين بمئات الالاف في بقعة جغرافية ضيقة، وتنفيذ هكذا عملية في المنطقة التي لجأ اليها النازحون ستعكس صورة لا يمكن ترميمها امام الرأي العام العالمي لا سيما بعد هذا العدد الكبير من الشهداء، ولذا فإن الادارة الاميركية لا تتباكى على المدنيين بل تخشى على انعكاسات ذلك على الكيان لا سيما اذا لقي خسائر عسكرية كبيرة ايضا، وخاصة ان واشنطن دعمت العدوان والحصار والتجويع من ألفه الى يائه ولا تزال. اما المواقف الاميركية المعلنة فهي تحذير من العواقب او معارضة “عملية كبيرة” بحيث تطالب بخطة واضحة للعملية المحتملة.
نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، كامالا هاريس، أشارت إلى “عواقب عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح”، وصرّحت بأنّ “معارضة الرئيس بايدن الشديدة لعملية واسعة النطاق في رفح ظهرت في محادثته الأخيرة” مع نتنياهو.
في السياق اعتبرت صحيفة اسرائيل اليوم أنه “من دون خطة إسرائيلية مقنعة لإخلاء المدنيين من رفح والحفاظ على أمنهم، ستستمر الولايات المتحدة في التعبير عن معارضة لاجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح”.
وفي هذا الاطار يقول اللواء احتياط في الجيش الصهيوني تيمرود شيفر إنه من دون موافقة الولايات المتحدة، فإن “إسرائيل” لن تجتاح رفح ولن توسع القتال مقابل حزب الله إلى حرب شاملة.
شيفر الذي تولى في الماضي منصبي رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان سلاح الجو، قال “إذا عارضت الولايات المتحدة عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي أو لدولة إسرائيل في رفح، فإن إسرائيل لن تقاتل في رفح”.
وتابع أنه “ربما ننفذ عمليات عسكرية صغيرة جدا ومُركزة، لكن لن يبدو أي شيء فيها مشابها لما جرى في الأشهر الخمسة الأخيرة في قطاع غزة، إذا قال الأميركيون لنا ’لا’”.
معاريف : إسرائيل تغرق الآن شيئاً فشيئاً
ورأت صحيفة معاريف الصهيونية ان اي عملية للجيش الصهيوني في رفح لن تنهي الحرب في غزة في ظل غياب التفكير الاستراتيجي لدى الجانب الإسرائيلي حيال القطاع.
وقالت الصحيفة ان ” إسرائيل” تغرق الآن شيئاً فشيئاً ، ومع كل لحظة تمر، فإنها تتجه إلى نقطة سيئة في كل ما يتعلق بمكانتها الاستراتيجية التي اصبحت في وضع خطِر على مستوى مواصلة المواجهة وخوض الحرب الشاملة والمتعددة الساحات.
موقف حماس حول تهديدات نتنياهو
واستنكرت حركة حماس استخدام نتنياهو الخطاب الديني لتحقيق غاياته السياسية وتصعيد حرب الإبادة التي يقودها ضد قطاع غزة، وقالت في بيان “يواصل مجرم الحرب ورأس الشر، الإرهابي نتنياهو، رحلة الدَّجَل السياسي، واستخدام خطاب ديني لتحقيق غاياته السياسية الإجرامية، عبر تصعيد حرب الإبادة التي يقودها ضد شعبنا في قطاع غزة والتهديد بملاحقة وقتل قيادات شعبنا، وتأكيد عزمه تنفيذ جريمته الكبرى في مدينة رفح، في تحدٍّ وقح، لكل الدعوات والمواقف الدولية التي تحذِّر من أي عملية عسكرية في المدينة المكتظة بالنازحين”.
واعتبرت ان “ما يقوم به نتنياهو من تأكيد عزمه على اقتحام رفح تحدٍ وقح لكل الدعوات والمواقف الدولية التي تحذر من أي عملية عسكرية في منطقة تعج بالنازحين”.
المصدر: موقع المنار + اعلام العدو