وأخيرا واشنطن غيرت موقفها بعد ثلاث فيتويات في مجلس الأمن رفضت فيها فيها ثلاثة مشاريع قرار من أجل وقف اطلاق النار آخرها كان المشروع الجزائري في شباط الماضي.
هذا كان الإعتقاد السائد في الإعلام الفرنسي بل لدى وكالة الأنباء الفرنسية عندما قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار في يوم الخميس 21 آذار مارس من أجل وقف اطلاق النار في غزة، او ربما لم يكن اعتقادا.
ربما كان تواطؤا بين هذا الإعلام و الولايات المتحدة من أجل تبييض صفحتها وصورتها الملطخة بالدم الفلسطيني بعد فيتوياتها الثلاث لأنها رفضت كلمة ( فوري) وبسبب دعمها غير المشروط لاسرائيل و مساندتها لها عسكريا اوربما وقعت وسائل الإعلام في فخ النص الأميركية الممجوج.
بشكل عام، من الملاحظ في الإعلام الفرنسي التقليدي والغربي بشكل عام ، السردية المعتمدة عن هذه الحرب و الموقف الأميركي منها، لا تختلف عن الخطاب الأميركي الرسمي.
بمعنى انها تكرر وتصر هذه السردية ان أميركا هي الحليف الاساس والسند الأول لاسرائيل و انها تضع امنها فوق كل اعتبار و تدعمها في الرغبة من التخلص من حماس، و لكن هذه السردية تقول ايضا انها تختلف مع اسرائيل بالنسبة الى التعامل مع الفلسطينيين و ترفض ترحيلهم خارج القطاع وبالنسبة الى اليوم التالي وترفض عملية عسكرية في رفح.
غياب المقاربة النقدية واضحة لدى أغلبية هذه الإعلام. لا يتساءل كيف يمكن الجمع بين هذين الأمرين هو جمع بين متناقضين. خاصة اذا ما أضفنا اليها مؤشر ان الولايات المتحدة فتحت جسرا جويا لارسال الأسلحة والذخائر الى الكيان ولم تتوقف قط لم تهدد بتوقيفه ولا يحتمل الاعلام الفرنسي الكذب والإحتيال والتلاعب او هو جزء منه ويريد اخفاءه.
بالتالي: الاعلام الفرنسي و الغربي وبعض الإعلام العربي يساهم في تبييض صورة الولايات المتحدة. و تكريس الصورة التي ان تعطيها لنفسها صورة انسانية متمسكة بحقوق الإنسان حريصة على الشعب الفلسطيني ، رغم تفضيلها لإسرائيل وأنها محرجة.
من اجل تبييض هذه الصورة، روج مؤخرا مسألة تمرير المساعدات الى الفلسطينيين و مسرحية القاء المساعدات من الجو، من دون الإشارة الى انها تترك اسرائيل تمنع دخولها برا وكأنها لا تستطيع ان تفعل ذلك.
ومن الواضح ان هذا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة هو ايضا مسرحية من أجل تبييض هذه الصورة فهو لا يسمن ولا يغن من جوع. الإعلام الفرنسي روج لمشروع القرار الأميركي واتفق على اعتبار او الإيحاء بأن الولايات المتحدة غيرت موقفها 180 درجة.
المصدر: موقع المنار