شهدت روسيا الأحد يوم حداد وطني بعد المجزرة التي وقعت 137 قتيلا في قاعة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، في هجوم هو الأكثر حصداً للأرواح في البلاد منذ نحو عقدين والأكثر فتكاً في أوروبا وتبناه تنظيم داعش، لكن السلطات لم تشر إلى مسؤولية هذه الجماعة، متحدثة في المقابل عن تورط أوكراني.
وأعلنت الأجهزة الصحية مساء الأحد حصيلة جديدة للمصابين بلغت 182 جريحا ما زال 101 منهم في المستشفيات.
وفي حين أعلن المحقّقون ارتفاع حصيلة القتلى إلى 137 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، بعدما كانت الحصيلة السبت 133 قتيلاً، يتواصل البحث عن ضحايا بين أنقاض المبنى الذي يضمّ صالة للحفلات الموسيقية.
ولم يدلِ الرئيس فلاديمير بوتين بأي تصريح جديد الأحد، بعدما كان قد تحدّث السبت، إلّا أنّه أضاء شمعة في كنيسة صغيرة في مقرّ إقامته بالقرب من موسكو، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسمه.
في هذه الأثناء، عثر المحقّقون على حوالى 500 رصاصة وبندقيّتين من طراز كلاشنيكوف، قالوا إنّها تعود الى “المهاجمين”.
كذلك، نشرت لجنة التحقيق مقطع فيديو يظهر عناصر ملثمين يرتدون زياً عسكرياً وهم ينقلون المشتبه بهم الأربعة إلى مقرّ اللجنة، بعدما قبض عليهم في اليوم السابق. وتمّ عصب أعيُنهم وإجبارهم على المشي وهم منحنون وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم.
وسيطلب المحقّقون “قريباً” من المحكمة وضع المشتبه بهم في الحبس الاحتياطي. ولم يتمّ الكشف عن مصير السبعة الآخرين الذين أُعلن القبض عليهم السبت، كما لم يتم تحديد دورهم المفترض في الهجوم.
ولم تشر لجنة التحقيق الى التبني الذي أصدره تنظيم داعش في اليوم السابق، كما أنّها لم تذكر أوكرانيا الأحد، بعدما كان بوتين وأجهزته الخاصة قد أشاروا إلى صلة لها بالهجوم.
هذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح الذي تشهده روسيا منذ حوالى عشرين عاماً، كما أنّه الأكثر فتكاً الذي يتبنّاه تنظيم داعش في أوروبا.
ونفّذ تنظيم داعش الذي تحاربه روسيا في سوريا والذي ينشط أيضا في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي الأحد، إنّ داعش “هو المسؤول الوحيد عن هذا الهجوم. أوكرانيا غير ضالعة على الإطلاق”. كذلك، شكك وزير المال البريطاني جيريمي هانت في رواية بوتين، قائلاً إنه “ليس لديه ثقة كبيرة” بما قالته الحكومة الروسية.
وقبل أيام من الهجوم، وصف الرئيس الروسي التحذيرات الأميركية بشأن هجوم يجري الإعداد له في روسيا بأنها “استفزازية”.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادة ما يستخدمها داعش، مقطع فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم. ويُظهر الفيديو البالغة مدّته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يحملون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسية.
وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية.
وذكرت وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين أن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان. وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها “لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين” من طاجيكستان في الهجوم.
وقال رئيس طاجيكستان إمام علي رحمون لبوتين الأحد إن “الإرهابيين ليس لديهم جنسية”. وأعلن الكرملين أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين سوف “يتعزز”.
في هذه الأثناء، عم حداد وطني العاصمة الروسية حيث تمّ تنكيس الأعلام وإغلاق العديد من أماكن الترفيه. وتعهّدت المطاعم التبرع بعائداتها اليومية للمتضرّرين.”
المصدر: أ ف ب