اتمت المئةَ والخمسينَ من ايامِ النار، وتَراها صامدةً بعلوِّ ارادتِها فوقَ كلِّ التضحياتِ والدمار..
انها غزة، مَنبَتُ الرجالِ وارضُ العزة، في مقاومتِها لا تَهاون ولا استسلام، وبينَ اهلِها لا خضوعَ ولا ارتهان..
فوقَ الوجعِ يَخيطونَ حروفَ النصر، وفوقَ الدمارِ يَبنُونَ للامةِ عزاً لن تتجاوزَه الايام..
وكما في ميادينِ الحربِ كذلك في ميادينِ المفاوضات، يخوضُ المقاومون الفلسطينيون اشرسَ المعاركِ بوجهِ الاميركي والصهيوني ومن لفَّ لفيفَهما، مستعينينَ بصمودِ شعبِهم الاسطوريّ الذي ما زالَ معجزةَ الميدان..
في ميادينِ الصهاينةِ الداخليةِ جنونٌ وضَياع، واشباكاتٌ سياسيةٌ عندَ متاريسِ الحكومةِ تحتاجُ الى مفاوضاتٍ لوقفِ اطلاقِ النار..
هل جُنِنا – سألَ القائدُ السابقُ للقواتِ البريةِ في الجيشِ العبري يفتاح رون تال، بسببِ الخلافاتِ الداخليةِ بعزِّ الحرب، وزادَها استعاراً تَسلُلُها الى الجيشِ معَ حملةِ الاستقالات..
لكنَ الحكومةَ وصلت الى نهايتِها ولن تقودَ الى الانتصارِ بحسَبِ زعيمِ حزبِ اسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، اما الحساباتُ الاميركيةُ بدعوةِ بني غينتس الى واشنطن فقد ظهرت جليةً على الوجهِ السياسي لبنيامين نتنياهو، المرتابِ من الخطوةِ الى حدِّ الطلبِ من سفارةِ حكومتِه في واشنطن عدمَ مواكبةِ الزيارة..
وفي مواكبةِ الاحداثِ فانَ جيشَ الاحتلالِ عالقٌ في غزة، لا انجازاتٍ عسكريةً انما انتقامٌ بمجازرَ بحقِ الابرياء، وحكومتَه عاجزةٌ عن الاتفاقِ على ايِّ قرارٍ الا قتلَ الفلسطينيين، فيما اميركا واتباعُها يعملون ليلَ نهارَ لانقاذِ الكيانِ العبري واِنِ اضطُروا الى بعضِ التباينِ في المواقفِ والوِجهات..
اما الجهةُ الاسمى فتَبقى الميدان – من غزةَ الى البحرِ الاحمرِ وجنوبِ لبنان، ففيما الصهاينةُ غارقونَ بدماءِ جنودِهم في القطاع، اغرقَ اليمنيونَ سفينةً جديدةً لهم في البحرِ الاحمرِ ويتوعدونَهم بالمزيد..
وزادَ من الخيباتِ عمليةُ المقاومةِ الاسلاميةِ باحباطِ محاولةِ تسللٍ لقواتِ الاحتلالِ عندَ اطرافِ بلدةِ رميش الجنوبية، وفاقَمَها حديثُ الاعلامِ العبري عن وقوعِ قتيلٍ وعددٍ من الجرحى بصاروخٍ من لبنانَ طالَ مارجليوت..
اما للمعاودينَ الكَرَّةَ على الطرقِ السياسية – زواراً ومُهَوِّلين، فبقيَ الجوابُ الواضحُ لكلِّ مُعلّباتِهم السياسيةِ والدبلوماسية – اوقِفُوا العدوانَ على غزةَ تَنتهي الحربُ في المنطقة، كما جددَ التأكيدَ نائبُ الامينِ العامّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
المصدر: قناة المنار