لا نريدُ فتحَ حربٍ شاملةٍ في الشمال، بل لا نَقدِرُ لها الآن.. هذا ما يقرُّ به اصحابُ الرأيِ العارفونَ من عسكريين سابقين وناشطين صهاينة، مرددين على المنابرِ وفي وسائلِ الاعلامِ انَ حكومتَهم لن تذهبَ الى هذا الخيارِ في ظلِّ الحربِ على غزة، و يزيدون – كما يدّعون – عدمَ الرغبةِ الاميركيةِ بفتحِ جبهاتٍ اضافية.
وان كانَ كلُّ تمادٍ على الاراضي اللبنانيةِ يُتْبِعُهُ الجيشُ العبريُ بالتبرير، فانَ العدوانَ السافرَ على منطقةِ الغازية اليومَ دفعَ بالمتحدثِ باسمِ الجيشِ دانيال هاغاري الى المعاجلةِ لمؤتمرٍ صُحفي زعمَ فيه انَ الهجومَ على اهدافٍ في الغازية جاءَ رداً على هجومٍ بالمسيّرةِ على طبرية..
فيما يؤكدُ مسارُ الامورِ ارتباكَ القابضينَ على السلطةِ باتخاذِ القرار، والوقوعَ بينَ الرغبةِ بفتحِ حربٍ تُنقذُهم من حرجِ مستوطني الشمال، وعدمِ القدرةِ على الاقدامِ الى خطوةٍ كهذه يعرفونَ قساوةَ عواقبِها على الكيان، وهم المنتظرون على جمرِ الساعاتِ عقاباً يعرفونَ انه قادمٌ لا محالةَ رداً على اجرامِهم بحقِ المدنيين الابرياء، من مجزرةِ النبطية الى الصوانة وغيرِهما من الاعتداءات..
الى الساحةِ الاساسيةِ للنزال، حيثُ الغزيون يُكبدون المحتلَ خسائرَ باهظةً بالارواحِ والمعنويات، فانَ المشاهدَ التي تَعرِضُها المقاومةُ الفلسطينيةُ توضحُ حجمَ الخسائرِ الصهيونيةِ بارواحِ جنودِه وعتادِهم، رغمَ ايغالِه بالاجرامِ مستهدفاً التجمعاتِ السكنيةَ والمراكزَ الطبيةَ كما في خان يونس، وموقعاً العشراتِ بينَ شهيدٍ وجريح..
وفيما الدمُ الفلسطينيُ يسيلُ على اكتافِ الاُخوةِ وبعضِ مدَّعي الانسانيةِ في الغربِ المنافق، فانَ كلَ التمنياتِ الاميركيةِ والغربيةِ وبعضِ العربيةِ لم تُهدِّئ من الاجرامِ الصهيوني الذي يُكملُ حربَ الابادةِ والتجويعِ ضدَ المدنيينَ الفلسطينيين غيرَ آبهٍ بكلِّ التصريحاتِ التي تتحدثُ عن محاولاتٍ جادةٍ لاستنقاذِ مفاوضاتِ التهدئة..
وما يزيدُ المشهدَ تعقيداً شحذُ الصهاينةِ لسكينِ الاعتداءاتِ على المسجدِ الاقصى، عبرَ قرارِ منعِ المصلينَ تحتَ الخمسينَ سنةً من الصلاةِ فيه خلالَ شهرِ رمضان، وهو القرارُ الذي وصفَه الاعلامُ العبريُ بانه رشوةٌ من بنيامين نتنياهو لايتمار بن غفير لاطالةِ عمرِ حكومته..
المصدر: قناة المنار