بعد مرور 130 يوماً على عملية طوفان الأقصى وبدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة تأتي الأخبار من كيان العدو عن حالة التململ والتعب والتذمر لجنود العدو من استمرار المعارك، ومعاناتهم من أزمات نفسية وجسدية وهذا كله يدلل على بداية النهاية للوضع الحالي.
وفي السياق ،تناولت صحيفة هآرتس العبرية قصة تمرد عسكري صغير عن مقاتلين من النخبة من كتيبة شاكيد التابعة للواء جفعاتي رفضوا مؤخراً الخروج من المدرعة لتنفيذ عملية، والسبب أنَّ قادتهم يتجاهلون وضعهم النفسي والجسدي، وكان من المفترض أن يذهب الجنود، الأسبوع الفائت، في إجازة إنعاش وإعادة تنظيم، ولكنهم بُشروا قبلها بأيام بمشاركة كتيبتهم في هجوم على منطقة في قلب غزة، فرفضوا الخروج من «مدرعة النمر» مع وصولهم.
وفي حوار مع القادة على الأرض، زعم الجنود عدم امتلاكهم القوة النفسية للعودة والقتال من دون إجازة إنعاش. وتخوّفوا من أنَّ طول الحرب أضر بكفاءتهم ، ما قد يعرضهم وزملاءهم للخطر. كما ادعى أحد الجنود أنَّ الكتيبة تعمل بلا توقف وتأخذ على عاتقها مهاماً كثيرة، حتى بالمقارنة مع كتائب أخرى في نفس القطاع. وبحسب الجندي، لم تنجح محاولتهم بإقناع القادة بحاجتهم العاجلة للراحة النفسية والجسدية، فرفضوا أمر الخروج من المدرعة، ليقرر قادة الكتيبة نقلهم إلى قاعدة زيكيم للبحث في كيفية الردّ على “تمردهم”.
وأضافت هآرتس أنَّ” قادة الوحدات النظامية يقللون من منح إجازات للمقاتلين، وأنَّ بعضهم لم يخرج حتى من غزّة منذ بدء العملية البرية، وأن كثيراً من الآباء توجهوا بسبب ذلك إلى القادة للشكوى بحسب الصحيفة, ادعى الجيش أنَّ الموضوع قيد المعالجة، ولكن يبدوحتى الآن أنَّ تقليل عدد العناصر داخل غزة يصعب على الجيش السماح للمقاتلين بالراحة التي يحتاجون إليها”.
رئيس اركان العدو هرتسي هاليفي في تعليقه على الموضوع قال إن:”وتيرة العودة إلى البيت ليست خاضعة لاختيار هذا القائد أو ذاك، وإنّما تنبع من قرارات تنفيذية يتم اتخاذها انطلاقاً من تقدير الوضع. تمة في الحرب توتر بين المهام التنفيذية على الأرض وبين حاجة القوات للانتعاش”.
قريبًا.. الاحتجاج الأكبر في تاريخ الكيان
“كانت لديه فرصة كبرى”، هكذا يبدأ رفيف دروكر في هآرتس مقاله عن بنيامين نتنياهو، الذي يعدّد فيه ما أمكن لرئيس الوزراء في الحرب أن يفعله ولم يفعله مثلاً يطرد وزراء الخزانة والأمن القومي الفشلة من وظائفهم يضم يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان للحكومة، يلغي العشر وزارات الزائدة، يطيّر كل أعضاء الكنيست (البدلاء)، يلغي المال السياسي ويلقي خطابا مؤسسا. في نهاية الحرب كان يمكن له أن يقول:” سأترك وظيفتي لا يهم من المذنب ولكني أتحمّل المسؤولية العامة”.
ولكن لأنّ هذا لم يحدث، فقريبًا سيبدأ الاحتجاج الأكبر في تاريخ الدولة هكذا يتنبأ الكاتب، الاحتجاج الذي سيبدو بجانبه الاحتجاج ضد الإصلاح القضائي مثل تجربة هادئة من سيخرجون، ربما الملايين سيصرخون «اذهب». لن يتركوا الشوارع، سيجلسون في الطرقات، وعلى رأس المتظاهرين سيقف رجال الاحتياط الذين ضحوا بحيواتهم وفقدوا أصدقاءهم، عائلات ثكلى وأقارب لمخطوفين».
واضاف الكاتب”لم يعد لدى الكثيرين الصبر، هم يريدون الخروج للشارع، ولكن هذا ليس الوقت بعد، نتنياهو يَعِدُ بـ«النصر» المطلق»، بني غانتس وغادي أيزنكوت لا يزالان في الحكومة، سينبغي على الاحتجاج ببساطة أن يأتي بعد استقالة رؤساء الجيش والشاباك، خروج غانتس وأيزنكوت، وبقاء نتنياهو وحيدا على القمة، الوحيد الذي لم يدفع الثمن لا ينبغي البحث عن توقيت دقيق الغضب الشعبي أكبر من أن يستطيع أحد إيقافه”.
المصدر: موقع المنار