كلُّ بيادرِها عطاء، وكلُّ عطائِها مقاومة، وبينَ بنيانِها الرجالُ الرجال، وبينَ انقاضِها دواوينُ الشهادة..
هي النبطية، مدينةُ الحسينِ التي زَرعت ابناءَها وحرائرَها في الارض، ليَنبُتَ النصرُ القادمُ لا مَحالة..
بكَت دمعتينِ ووروداً ورياحين، مضَوا على طريقِ القدسِ والحقِ المبين، نساءٌ واطفالٌ وشيوخ، شهداءُ محتسبون، وحسينُهم الناجي من بينِ الركامِ شاهدٌ على همجيةِ العدوان ..
فأكدت النبطية معَ عظيمِ الجرحِ انَ القِصاصِ آت، وانَ الوعدَ صِدق، وسيَتكفلُ به الميدان.. وحاكت بصبرِها الصوانة واطفالَها الشهداء، بانَ لهم في الشهادةِ توأمَة، وفي القِصاصِ حياة، فاكدَ الجمعُ المباركُ على طولِ مساحةِ الوطنِ اننا قومٌ لا نَعُدُّ شهداءَنا الا في حِسبةِ النصر، ولا نتركُ لاعدائنا ترَفَ الوقت..
ومعَ دقةِ الوقتِ اوضحَ الكلامِ ما سيكونُ معَ الامين العام لحزب الله سماحةِ السيد حسن نصر الله عندَ الثالثةِ من عصرِ الغد، خلالَ الاحتفالِ بذكرى القادةِ الشهداءِ حيثُ سيكونُ تقييمُ المعادلات، فلكلِّ شهيدٍ مقاومٍ او مدنيٍّ على الارضِ المباركةِ حسبةٌ معَ العدو، والكلفةُ تَزيد..
اما اولُّ الردِّ على مجزرتي الصوانة والنبطية فعشراتُ الصواريخِ التي اطلقتها المقاومةُ الاسلاميةُ على مستعمرةِ كريات شمونة، وعليهِ انتظارُ المزيد..
وبمزيدٍ من الصبرِ والاحتسابِ والاستنكارِ للعدوانيةِ الصهيونية ، كانَ بيانُ الرئيس نبيه بري الذي اكدَ انَ الدماءَ التي اُزهقت في النبطية وقبلَها في حولا والصوانة وعدشيت هي برسمِ الموفدينَ الدوليينَ والأممِ المتحدة ، لا لِتُدينَ وتَستنكر، وإنما لتتحركَ بشكلٍ عاجلٍ لكبحِ جُماحِ قادةِ كيانِ الإحتلالِ الذين يأخذون المنطقةَ نحوَ حربٍ لا تُحمدُ عُقباها .. وعَقِبَ هذا الصبرِ نصرٌ قادمٌ لا محالةَ كما اكدَ رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد.
اما قواعدُ المقاومةِ فعلى ثباتِها، ورسائلُها على وضوحِها، امّا لاءاتُها الثلاثُ بحسبِ نائبِ الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فلا تراجعَ عن مساندةِ غزة، ولا خضوعَ امامَ التهديداتِ ولا نقاشَ حولَ مستقبلِ الجنوبِ الا بعدَ التوقفِ الكاملِ للعدوان..
وكذلكَ فعلَ اليمنُ واهلُه الشرفاءُ الذين أكدوا عبرَ قائدِ انصارِ الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي انَ مفتاحَ الحلِّ وقفُ العدوان..
وفي غزة مفاتيحُ الميدانِ بيدِ المقاومين، وصبرِ السكانِ الثابتين، والدليلُ ما يَتنازعُ قرارَ بنيامين نتنياهو بينَ الرغبةِ بالايغالِ بالاجرامِ والخشيةِ من دفعِ الاثمان. امّا ما قد حسمَه بحسَبِ بعضِ الاوساطِ الصهيونية، هو التضحيةُ بالاسرى لدى المقاومةِ الفلسطينيةِ لكي لا يدفعَ ثمنَهم..
المصدر: قناة المنار