آخرُ آياتِ الصمودِ رفح، لتُتِمَّ بعدَها غزةُ كلَّ الصور، وتُسيئَ وجهَ الحاقدِ الصهيوني وسيدِه الاميركي ومن رضيَ بفَعلتِهما حتى آخرِ قطرةِ دم..
خسروا كلَّ اوراقِهم ووصلوا ليُجرِّبوا بقايا حقدِهم في رفح.. لكنها لن تكونَ غيرَ اخواتِها من بيت لاهيا الى جباليا وخان يونس ودير البلح، ولن يَلقى فيها المحتلُّ سُلَّمَ نجاتِه، بل فيها ستكونُ اعمقُ الحفر..
ظنَ نتنياهو انَ وهمَ تحريرِ اسيرينِ بعدَ اربعةِ اشهرٍ ونيف من العدوانِ انجازٌ سيُعطيهِ جوازَ مرورٍ الى معركتِه الدمويةِ في المدينة التي تضجُ باكثرَ من مليونٍ ونصفِ المليونِ نازحٍ من عائلاتٍ بنسائها واطفالها وشيوخها، فبدأ غاراتِه التي حصدت ما يقاربُ السبعينَ شهيداً وعشراتِ الجرحى حتى الآن..
وحتى الآنَ فانَ الضوءَ الاخضرَ الاميركيَ هو المحركُ لهذا العدوانِ الهمجي، وما بَدءُ الهجوم ِ بعدَ اتصالِ بايدن – نتنياهو الا تاكيدٌ على الرعايةِ الاميركيةِ لكاملِ العدوانيةِ الصهيونية.
ومعَ التحذيراتِ الامميةِ من خطورةِ معركةِ رفح وكارثيتِها الانسانية، فان نتنياهو على قرارِه مَرعياً من كاملِ مجلسِ حربِه وقيادةِ جيشِه، واِن كانت الخلافاتُ بينَهم على السلطةِ وطريقةِ ادارةِ المعركة، لكنها منتفيةٌ عندَ الايغالِ بالدمِ الفلسطيني وسطَ صمتِ اهلِ القبور ممن يُسمُّونَ انفسَهم اُخوةَ غزة..
وعلى اسمِ غزةَ يرتلُ الجنوبُ اللبناني، وتَغلي مياهُ البحرِ الاحمر، وترتجفُ السفنُ الداعمةُ لتل ابيب وليسَ آخرَها سفينةُ “ستار أيرس” star iris الأميركيةُ التي طالتها الصواريخُ اليمنية.
اما صواريخُ اللبنانيينَ فطالت تجمعاتِ الجنودِ الصهاينةِ ومواقعَهم في اكثرَ من نقطةٍ عندَ الحدود، فيما حدا الجنوبيونَ لشهدائهم من حزبِ الله وحركةِ امل الذين استشهدوا على طريقِ القدس والجهاد، ودفاعاً عن الوطن ..
وللوطنِ جرحٌ من الثاني عشرَ من شباطَ بعيد، تُبرِئُ بعضَه اليومَ غزةُ بجهادِها ووفائها لحاجّ فلسطين.. ففي مثلِ هذا اليومِ من العامِ الفينِ وثمانيةٍ استُشهدَ القائدُ الجهاديُ الحاج عماد مغنية، وبقيت روحُه الثورية، تقاتلُ على كلِّ جبهاتِ المظلومين والمستضعفين وتشقُ الطريقَ الى القدسِ وفلسطين، حتى اَنبتَ دمُه الهادرُ ما يُسِرُّ قلوبَ قومٍ مؤمنين..
ولقلوبِ الوالهينَ اطلالةٌ وخطابٌ وكلامٌ جزيلٌ من الامينِ العام لحزب الله سماحةِ السيد حسن نصر الله، الذي سيطلُ عندَ الثالثةِ من عصرِ الغدِ خلالَ الاحتفالِ الذي يقيمُه حزبُ الله في يومِ الجريحِ والاسير..
المصدر: قناة المنار