ضغط العمل المتواصل قد يتحول لإنهاك تام يدمر حياتك – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ضغط العمل المتواصل قد يتحول لإنهاك تام يدمر حياتك

يمكن لأي شيء أن يصب في مصلحتك إلى أن يصل إلى مرحلة يتحول فيها إلى عكس ذلك
يمكن لأي شيء أن يصب في مصلحتك إلى أن يصل إلى مرحلة يتحول فيها إلى عكس ذلك

ينبغي عليك ألا تستهين بالقوة الإيجابية الناتجة عن تعرضك لدرجة معينة من الضغوط في حياتك، لكن السر في ذلك هو معرفة النقطة التي تتحول فيها تلك الضغوط إلى درجة الإنهاك الذي يستنفد كل طاقتك.

في الواقع، يمكن لأي شيء أن يصب في مصلحتك إلى أن يصل إلى مرحلة يتحول فيها إلى عكس ذلك.

فعلى الرغم من فائدة الأوقات التي تواجه فيها ضغوط العمل في تقوية قدرتك على التركيز في مهامّك، وتحسين كفاءتك، يمكن للإجهاد المزمن أن يؤثر سلبا على جودة أدائك للعمل، فيما يعني المخاطرة بوظيفتك، وشؤونك العامة خارج العمل أيضا، ومن الصعب تحديد اللحظة التي يصل فيها ضغط العمل أو الإجهاد في العمل إلى مرحلة فقدان السيطرة على النفس، ومن ثم البدء في المعاناة من آثار الإنهاك التام.

ففي حين أن الإجهاد في العمل يرتبط بالإرهاق العاطفي أو الذهني، ويصيب الشخص من حين لآخر، فإن درجة الإنهاك التام هي حالة من الإرهاق المتواصل جسديا، وذهنيا، وعاطفيا، يسببها ذلك الإجهاد المزمن. وتتكون حالة الإنهاك التام عبر فترة زمنية طويلة، ويكون الشفاء منها أمرا ليس سهلا.

ويقول ستيفانو بيتي، أحد المساهمين في شركة آستيريس، وهي إحدى شركات التطوير التنظيمي في مدينة روما: “في الواقع، يعاني الكثيرون من النتائج المترتبة على تظاهرهم بعدم المبالاة بشأن الضغوط التي تواجههم في العمل، لكنهم عادة لا يصرحون بذلك.”

وقد أظهر استبيان خاص بصحة وسلامة القوى العاملة في القطاع الإداري بالمملكة المتحدة أن ما يزيد عن 488 ألف شخص أقروا بمعاناتهم من الأمراض المتعلقة بضغوط العمل، وهو ما يمثل 37 في المئة من نسبة الأمراض المرتبطة بالعمل.

وتفتقر كل محاولات التوصل إلى اللحظة التي يتحول عندها ضغط العمل من تأثيره الإيجابي إلى التأثير السلبي إلى الدقة حتى الآن. ويضيف بيتي قائلا: “تدل مرحلة الإجهاد المزمن على أنك على وشك الوصول إلى نقطة التحول تلك، والتي ستؤثر سلبا على عملك”.

ويوضح : “يختلف هذا عن الإجهاد المترتب على الأعمال المرهقة للأعصاب، أو أكثر أوقات العام عملا، والتي تقل حدتها في نهاية الأمر بدون ترك آثار سلبية على الشخص، فما نحن بصدد الحديث عنه هو الإجهاد طويل المدى، والذي سينتهي به المطاف إلى التأثير السلبي على الصحة الجسدية والذهنية، بما يشمله ذلك من زيادة سرعة نبضات القلب، ومشكلات في الهضم، إلى جانب صعوبة اتخاذ القرارات”.

وهذا الأمر لا يكتشفه معظم الناس إلا بعد فوات الأوان. ويعلق بيتي أيضا في هذا الصدد بقوله: “يميل الكثيرون إلى الاستهانة بحالات الإجهاد طويلة المدى.”

إذاً، فما السبيل إلى معرفة نقطة التحول تلك بمجرد الدخول في مرحلة الإجهاد المزمن؟ ربما تحتاج الإجابة عن هذا السؤال إلى مزيد من الأبحاث.

ويقول رون بونستيتر، نائب رئيس البحث والتطوير في مؤسسة “تي تي آي ساكسيس إنسايت” التي تختص بدراسة كفاءة الأداء في أماكن العمل: “تؤدي الخبرة السابقة دورا كبيرا في كيفية التعامل مع إجهاد العمل، واستنباطك لنقطة التحول الخاصة بك، قد يؤدي التعايش مع الإجهاد عبر فترة طويلة من الزمن إلى ضمور في قدرة الجسد على السيطرة على الانفعالات المفاجئة التي تحدث نتيجة للمواقف المثيرة للانفعال.”

وتوصل البحث الذي أجرته مؤسسة “تي تي آي ساكسيس إنسايت” إلى أن مقدار تأثير القلق على العمال يتوقف على خبرتهم السابقة، ويمكن لأعراضه أن تظهر على الجسد أو العاطفة أو الإدراك أو الجانب السلوكي.

و يؤكد بعض الخبراء على إمكانية استعادة الكفاءة البشرية مرة أخرى، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، حتى بعد الوصول إلى نقطة التحول السلبية تلك.

 

المصدر: بي بي سي