تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 24-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
بعد اليمن… غارات أميركية على العراق… رداً على استهداف «عين الأسد» / زلزال في الكيان بعد مقتل العشرات من الضباط والجنود في شرق خان يونس / سورية تأسف للغارات الأردنيّة وتسقط مسيَّرة: الحل بالتعاون تحت سقف السيادة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” تبدو المفاجآت متسارعة على إيقاع ما تظهره قوى المقاومة من قدرة على الصمود وفرض حرب الاستنزاف على التحالف الثلاثي الأميركي البريطاني الإسرائيلي. وبعد نجاح الجيش اليمني باستهداف سفينة شحن عسكرية أميركية تحمل اسم أشتون جاز أتبعها الأميركيون بغارات وصفت بالأشد عنفاً على صنعاء، نجحت المقاومة العراقية بتوجيه ضربة قاسية لقاعدة الكونيكو شمال شرق سورية، وجاءت الغارات الأميركية الليلية على مواقع المقاومة في منطقة القائم على الحدود السورية العراقية رداً على هذا الهجوم الذي تسبب بوقوع إصابات يبدو أنها كانت قاسية بين الجنود الأميركيين.
الأميركي العالق بيّن عجزه عن خوض الحرب ودعمه الأعمى للحرب الإجرامية التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة، ليس أفضل حالاً من كيان الاحتلال العالق هو الآخر بين سقوفه العالية بالحديث عن مواصلة الحرب حتى تحقيق النصر والقضاء على حركة حماس وقوى المقاومة، وبين الفشل اليومي الذي يحصده جيش الاحتلال، والذي سجل يوم أمس تحوّلاً نوعياً تمثل باعتراف جيش الاحتلال بمقتل العشرات من ضباطه وجنوده بالعملية النوعية للمقاومة شرق خان يونس، والتي نتجت عن انفجار ثلاثة مبانٍ كان جنود الاحتلال داخلها، وتركت الخسائر الكبيرة ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالزلزال، بينما خيّم الوجوم والإحباط على مواقف قادة الكيان، وكان لافتاً تسريب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لكلام قاله أمام عائلات الأسرى وهو يؤكد رفضه لإنهاء الحرب كشرط لتبادل الأسرى، أنه “إذا وافق على إنهاء الحرب فيجب التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها”، دون إيضاح ماهية الضمانات التي يتحدّث عنها ومن يجب أن يوقعها، وسط كلام أميركي عن استبدال الدعوة للقضاء على حماس بضمان عدم قدرتها على تكرار طوفان الأقصى؟
على الحدود السورية الأردنية أُسقطت طائرة مسيّرة يبدو أنها من ضمن أدوات الضغط الأردنيّ على سورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية، أن إحدى وحدات حرس الحدود «تمكّنت من إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من الحدود السورية الأردنية»، ولم تذكر أي تفاصيل بشأن طبيعة تلك الطائرة المسيّرة أو الجهة التي أطلقتها، بينما كانت وزارة الخارجية السورية تصدر بياناً هو الأول تعليقاً على الغارات الأردنية المتكررة منذ طوفان الأقصى داخل الأراضي السورية، تحت شعار مواجهة جماعات التهريب. وذكّر البيان، بتهريب الأسلحة والإرهابيين الى سورية عبر حدود الأردن، مؤكدة التمسك بأفضل العلاقات مع الأردن على قاعدة التعاون لمعالجة كل المشاكل ومنها قضية التهريب، لكن تحت سقف احترام السيادة، وتفعيل أطر العمل المشترك على الحدود.
سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية، وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، إذ كرّر وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت كلامه بأن «حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن. نحن مستعدون. لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطوّر في الشمال. لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال».
إلا أن البيت الأبيض، اشار امس، في بيان لافت الى «أننا لم نر «حزب الله» حتى الآن ينضمّ فعليًا لمساعدة حركة «حماس» بما يمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
وكان حزب الله واصل عملياته ضد مواقع الاحتلال وأعلن في بيان “استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجويّة في جبل الجرمق للمرة الثانية، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسورية والاعتداءات المتكرّرة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وتحقيقه فيها إصابات مباشرة”. وأعلن المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن “أضرار لحقت بالبنية التحتيّة لقاعدة ميرون الجوية بعد إطلاق صواريخ من لبنان”. وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أيضاً أنها استهدفت “جمعاً لجنود العدو الصهيوني في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه إصابات مباشرة”.
في المقابل استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي تلة حمامص، بالإضافة الى أطراف بلدات شيحين، مروحين، طير حرفا، راميا، منطقة جبل بلاط، والأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل (طوفا). واستهدفت مدفعيّة الاحتلال الأطراف الشرقيّة لبلدة ميس الجبل (كروم الشراقي). وأغارت مسيّرة معادية بصاروخين، على حاوية شحن في أرض زراعية في الوزاني.
وأشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، إلى أنّ “العدو الصهيوني يرتكب الجرائم والمجازر في غزة في حق النساء والأطفال، وتتخاذل الدول العربية عن دعم ونصرة هذا الشعب المظلوم، في حين أن دولاً أفريقية وأجنبية هبت للدفاع عن غزة وشعبها في المحاكم الدولية”.
وخلال ذكرى أسبوع عنصر حزب الله رشيد محمد شغليل، شدد يزبك على أنّ “الأميركي يكذب ويُشيع أنه ضد توسعة الحرب، ويبعث المرسلين إلى لبنان وبعض الدول المؤثرة ليؤكدوا أنّه ضد توسعة المعارك، في حين أنه يعتدي على اليمن والدول التي تقف إلى جانب قضية فلسطين”.
على الصعيد الدبلوماسي علمت “البناء” أن وفداً برلمانياً أوروبياً رفيعاً سيزور لبنان خلال الأسبوع الحالي على أن يقوم بجولة على القيادات اللبنانية، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي للتوصل الى حلول لوقف الحرب في غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة ولا سيما على الجبهة الجنوبية. ويحمل الوفد مقترحات للحل سيجري طرحها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين. كما تقوم إسبانيا عبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بمساعٍ بين “إسرائيل” ولبنان لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 إضافة الى مساعٍ على خط مواز بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس. وكان الوزير الإسباني زار “إسرائيل” منذ أيام وأجرى مشاورات مع حكومة الاحتلال. وزار أمس الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي.
بدوره، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في نيويورك بنظيره الروسي سيرغي لافروف الذي شكره على موقف لبنان المتوازن من الصراع الأوكراني. وتوافق الوزيران على أهمية احترام حقوق الانسان في كافة الصراعات، وعدم ازدواجية المعايير. كذلك، تباحثا بالاستفزازات التي يتعرّض لها لبنان، ومحاولة استدراجه لدخول الحرب. كما أكدا أهمية الوحدة الفلسطينية للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة. كذلك ألقى بوحبيب محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، شرح فيها موقف لبنان المؤيد لإعادة الهدوء والأمن الى الجنوب من خلال انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها لا سيما مزارع شبعا، ووقف الخروق.
كما التقى بوحبيب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وأكدا على ضرورة وقف الحرب وخطورة استمرارها على الوضع في الشرق الاوسط. كما وضع الوزير الإيراني نظيره اللبناني في صورة الاتصالات السياسية والمبادرة الإيرانية لإنهاء الصراع. وبحث وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنة، حيث دعاه إلى زيارة لبنان. ورحّب بوحبيب بـ”أيّ دور ممكن أن تلعبه فرنسا لخفض التصعيد في الجنوب، والتطبيق الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”، مؤكدًا “جهوزية لبنان لحل متكامل يوفر الأمن والاطمئنان ويعيد الأراضي التي ما زالت محتلة، وينهي الخروق والاستفزازات”.
في غضون ذلك، وفيما أرجئت جولة سفراء دول اللجنة الخماسية في لبنان لاستئناف المشاورات، برزت الحركة الدبلوماسية للسفيرين السعودي والمصري باتجاه المرجعيات الرئاسية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل الرئيس برّي سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى، وتناول البحث تطوّرات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي وعمل اللجنة الخماسية.
وقال السفير المصري بعد اللقاء: “تناولنا مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخارطة عملها في المستقبل وتبادلنا الآراء حول هذا الامر وكلها سوف تؤدي الى اشياء إيجابية سوف تظهر في المستقبل القريب”.
وأوضح رداً على سؤال حول أسباب تأجيل موعد سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس بري، أن “اللقاء مع دولة الرئيس اليوم هو فرصة للتأكيد أن الموقف في “الخماسية” واحد وموحد وأمس (أمس الأول) التقيت دولة الرئيس ميقاتي ونقلت له نفس الرسالة وكما عبرت في اكثر مناسبة ان موقف “الخماسية” على قلب رجل واحد وفقط في ما يتعلق باجتماع اليوم (أمس) من قبل “الخماسية” اللقاء تم تأجيله الى الفترة المقبلة، وذلك في إطار اجتماعات أخرى لسفراء “الخماسية” مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب مواعيد السفراء فقط، وهذا أمر طبيعي يحصل بما يخص جدول ارتباطات السفراء وهو ما سيتم تداركه ومراعاته في المستقبل”.
وكتب الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عبر منصة “إكس”: “الخماسية الرئاسية.. المهم الدوزنة”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو “ان الحل رئاسياً، يكمن في الذهاب الى جلسة انتخابيّة بدورات متتالية حتى الوصول الى انتخاب رئيس جديد للبلاد وإلا سيبقى الفراغ سيّد الموقف، في ظل تعنّت الفريق الآخر وتمسّكه بتبوء مرشحه سدّة الرئاسة أو سيستمر في التعطيل”.
ولفتت مصادر سياسية لـ«البناء” أن الحركة المرتقبة للخماسية الدولية، هي حركة خجولة، ولملء الوقت الضائع ريثما تنتهي الحرب في غزة. ولفتت الى أن أي حركة أو مساعٍ ستبقى يتيمة ولن يكتب لها النجاح إذا لم تتوسع المشاورات لتشمل الثنائي حزب الله وحركة أمل وقوى سياسية أخرى لضمان التوافق السياسي اللازم والنصاب الدستوري المطلوب. وأوضحت المصادر أن الحديث عن حراك خارجي باتجاه لبنان لتنشيط الملف الرئاسي، هو حراك “رفع العتب”، إذ لا يكفي التوافق بين أعضاء اللجنة الخماسية لكي تتأمن ظروف انتخاب رئيس للجمهورية”. وشدّدت المصادر على أن لا مؤشرات حقيقية على إحداث خرق في جدار الملف الرئاسي رغم المساعي الخارجية، لكن الملف الرئاسي أصبح مرتبطاً تلقائياً بالحرب في غزة، وموازين القوى التي ستفرزها الحرب غزة ستنعكس حكماً على المنطقة برمتها ومن ضمنها لبنان. كما أضافت المصادر أن اجتماع اللجنة الخماسيّة على مستوى سفراء دولها في لبنان، يعكس مؤشرات سلبية لجهة عدم انعقاد أعضاء اللجنة الحقيقيين.
من جهتها، جددت أوساط “الثنائي” لـ«البناء” التمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، ولم يطرح موضوع التخلي عنه أو عدمه”، رافضة دعوات الأطراف الأخرى لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، لا سيما أن عقد جلسات في ظل خريطة التحالفات النيابية الحالية لن يغير الواقع الحالي ونتائج الجلسات الماضية كثيراً، لكون التوازنات النيابية لا تسمح لأي طرف حتى الآن بفرض مرشحه على الآخرين، لذلك المدخل الوحيد هو الحوار الجدّي وإنتاج تحالفات جديدة لتوفير النصاب السياسي والدستوري لانتخاب رئيس. وأوضحت المصادر أن “اختيارنا لفرنجية جاء وفق معايير ومواصفات وطنية وسيادية، ولذلك لن نفرض فرنجية أو أسماء أخرى على الطرف الآخر، ونرفض أن تفرض علينا أسماء لا نقبل بها، وحتى اللجنة الخماسية لم تدخل بأسماء بل وضعت معايير فقط”.
إلا أن مصادر مطلعة مواكبة للحركة الدبلوماسية لاحظت مقاربة جديدة للجنة الخماسية تجاه الملف اللبناني، وضمناً ملف الرئاسة، أكثر واقعية وعقلانية ما يمنح فرصة لقبول التسوية أكثر نجاحاً، وبدأ هذا التغيير وفق ما تشير المصادر لـ«البناء” بدفع دول الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التطورات الحاصلة، على خلاف المقاربة السابقة التي كانت تربط الملف الرئاسي بسلة شروط يطلب من لبنان تنفيذها، كالقرار 1701 وسلاح المقاومة وشروط صندوق النقد الدولي وغيرها.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء بين السفيرين الايراني والسعودي يندرج في هذا الإطار، بانفتاح الخماسية على إيران، لا سيما أن الخماسية مصابة بعطل بنيوي هو أنها تمثل وجهة نظر واحدة دون الأخرى، وجاء اللقاء بين السفيرين ليجعل طيف المقاربة الإيرانية للملف الرئاسي حاضرة على طاولة اجتماعات الخماسية في الخارج، والمقاربة الإيرانية تدعو لأن يكون انتخاب الرئيس ضمن تسوية توافقية وليس بالفرض.
وعلمت “البناء” أن الوضع في غزة ومساعي وقف العدوان عليها، الطبق الرئيسي في اجتماع السفيرين، اضافة الى كل ما يرتبط بملف غزة، والملف اللبناني بطبيعة الحال، انطلاقاً من اهتمام الدولتين بالوضع في لبنان.
ولفتت المعلومات الى أن اللقاء يعبر عن تطور العلاقات بين الدولتين في الاتجاه الصحيح منذ قمة بكين واللقاء الأول بين السفيرين، وهذا يدل على أن مسار العلاقات يتقدّم ما يدحض الإشاعات عن جمود وركود وأفق مسدود في علاقة الدولتين.
والبارز وفق المصادر هو الحركة والأداء اللافت للسفير الايراني في لبنان مجتبى أماني، التي بدأت بالإطلالة الإعلامية على قناة “أو تي في”، حيث توجه للرأي العام اللبناني والمسيحي ضمناً ليشرح وجهة النظر الإيرانية إزاء مختلف الملفات والتطورات الحاصلة في الرئاسة وغيرها. ومن ثم استقبال النائب السابق وليد جنبلاط على مأدبة عشاء في السفارة الايرانية، حيث تخللتها جولة أفق سياسية والملف اللبناني والوضع في غزة وعلاقة جنبلاط مع إيران. علاوة على اللقاء مع السفير السعودي، ما يعكس دينامية وحيوية للسفير الإيراني في هذا التوقيت بالذات.
على صعيد آخر، كشف محافظ البقاع كمال أبو جودة، في حديث تلفزيوني الى أنّه “لا يوجد تعاون من المجتمع الدولي مع الحكومة والدولة اللبنانية في مسألة النزوح السوري”. ولفت إلى “أننا بحاجة إلى تعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية في أزمة النزوح السوري”، كاشفاً أنّ “هناك زهاء 400 ألف نازح سوريّ في البقاع والتّمويل الذي يُمنح للنّازحين مُخيف ونحن نحاول حماية بلدنا”.
وأوضح أبو جودة أنّ “غالبية العمال في البقاع من الجنسيّة السوريّة والنازح السوري يستأجر الأرض ويزرعها وهناك حالات ابتزاز تحصل للمزارعين في البقاع”، موضحًا أنّ “معظم المساعدات التي تأتي للبلديات مشروطة، والخطّة لحلّ ملفّ النزوح يجب أن تكون برعاية وموافقة دوليتين”.
ويعقد مجلس النواب جلسات تشريعية اليوم وغداً في المجلس النيابي لمناقشة مشروع الموازنة العامة بمشاركة مختلف الكتل النيابية من ضمنها القوات اللبنانية، فيما ربط تكتل لبنان القوي مشاركته في الجلسة وفي التصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة، حيث سيكون لرئيس التكتل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام، ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
موقف التكتل جاء بعد اجتماعه الدوري أمس، برئاسة النائب جبران باسيل وخصص اجتماعه للبحث في موضوع جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة وإقرار قانون الموازنة للعام 2024. بدورها كتلة تحالف التغيير قررت بعد اجتماعها أمس، المشاركة في جلسات نقاش الموازنة منعاً لتمريرها في الحكومة”.
الأخبار:
إسرائيل ما بعد «الكارثة»: أيّ جدوى من القتال؟
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار ” سيطرت «كارثة» المغازي، التي أودت بحياة 21 جندياً وضابطاً إسرائيليّاً، على المشهد السياسي في الكيان، حيث قفزت، خلال يوم واحد، «كلفة» الحرب إلى الواجهة، في ظلّ نقاش محتدم أصلاً حول جدوى استمرارها، وخصوصاً بشكلها الحالي، فضلاً عن الأهداف المنشودة منها. وخلّف ما جرى في «اليوم المروّع»، صدمة لدى القيادة الإسرائيلية، الأمنية والسياسية، وكذلك لدى المراقبين والمستوطنين، فيما لم يتأخّر الجيش في الإعلان أن الواقعة لم تكن «حادثاً مهنياً»، بل نتيجة عملية عسكرية نفّذها مقاومون. وبالفعل، أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن استهداف القوات الإسرائيلية، وقدّمت روايتها لما جرى، والتي «سيكون على الجيش الإسرائيلي الإجابة عليها، والتحقيق فيها»، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي تساءلت: «هل تعلّمت حماس طريقة عمل الجيش، وهل كان مثل هذا التركيز للجنود في مكان واحد ضرورياً؟».وإذ يخطو جيش العدو إلى المرحلة الثالثة من الحرب، يبدو أن هذه المرحلة التي طال الحديث عنها يمكن أن تطول لنحو 6 أشهر، بحسب ما أخبر به رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، زملاءه خلال اجتماع مغلق لمجلس الوزراء، علماً أنها ستتّسم بالعمليات «الجراحية» الأقلّ كثافة والاستهدافات الدقيقة، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة الزجّ بالجنود الإسرائيليين في الميدان في ظروف محفوفة بالمخاطر. والنتيجة، فإن ما حدث في المغازي يمكن أن يتكرّر في أيّ وقت خلال المرحلة الثالثة، التي تتكاثر التساؤلات والحال هذه حول جدواها وأكلافها المرتفعة، خصوصاً أن حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرّف لا يدعمونها أصلاً، ويطالبون بدلاً من ذلك بتكثيف القصف الجوّي. وعليه، ستشكّل «مقتلة» المغازي، وما سيليها، مادّة للتجاذب والاتهامات المتبادلة، بين القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، خلال الأيام المقبلة.
وعلى وقع الحادثة، خرج رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس، ليعلن أن «المعركة ستكون طويلة، وسنحتاج إلى قوات الاحتياط مجدّداً»، مشيراً إلى أن «جنودنا سقطوا في معركة خلال عملية دفاعية في المنطقة الفاصلة بين البلدات الإسرائيلية وغزة»، مضيفاً أن «العملية كانت تهدف إلى تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان منطقة غلاف غزة إلى بيوتهم بأمان». وهذه كلّها عبارات تبريرية وتخفيفية لوقع الحدث، وللقول إن الجنود قُتلوا في عمل عسكري «مقدّس» و«إنساني»، وضمن خطّة لحماية المستوطنات، وإعادة سكانها إليها. لكنّ صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، نقلت عن قادة عسكريين وأمنيين إسرائيليين، خشيتهم من «فقْد المكاسب (التي حقّقوها) في غزة بسبب الافتقار إلى إستراتيجية ما بعد الحرب»، ودعوتهم «الجيش إلى الحفاظ على مناطق سيطرته لا السيطرة على أرض جديدة». وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن «شبكة أنفاق حماس أكثر اتّساعاً بكثير من تقديرات الجيش الإسرائيلي»، حيث إنها «تمتدّ على مسافة تزيد على 300 ميل في جنوب قطاع غزة فقط». ولفتوا إلى أنه «من غير المرجّح أن يتمّ تفكيك شبكة الأنفاق بشكل كامل». وختموا بأن «الوجود الأمني الطويل الأمد في غزة، كابوس رفضه الكثيرون في المؤسّسة الأمنية». كذلك، نقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «إنشاء منطقة عازلة في غزة قد يصل إلى حدّ ضمّ أراض، وهو انتهاك للقانون الدولي»، فيما لا يتوقّع هؤلاء أن تغادر إسرائيل القطاع سريعاً. ولكنّ البيت الأبيض عاد ليشدّد على ما كرّره من قَبل، مؤكداً «(أنّنا) لا نريد تقليص أراضي غزة بأيّ شكل».
وبينما يحتدم القتال في القطاع، ويدرك الجميع أن موعد حلول المرحلة الثالثة في كامل غزة بات قريباً جداً، يجري تزخيم المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والعدو، ضمن اتفاق أكبر. وفي هذا الإطار، أفادت قناة «كان» العبرية بأن «إسرائيل عرضت وقفاً لإطلاق للنار لمدة شهرين، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لقيادة حماس للخروج من غزة، في مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، لكنّ حماس رفضت المقترح الإسرائيلي». وبدورها، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن مسؤول مصري قوله إن «حماس ترفض اقتراح إسرائيل»، وإنّ «قادة الحركة رفضوا مغادرة غزة، ويطالبون إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم». وفي المقابل، ردّ مسؤولون إسرائيليون، أمس، على ذلك بأنه «لم يتمّ تقديم مثل هذه المعلومات». وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض، أمس، أن «أحد أهداف محادثات (كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق، بريت) ماكغورك في المنطقة، هو محاولة التوصّل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة». وأضافت الرئاسة الأميركية أنه «أيّاً كان ما يبدو عليه شكل غزة بعد الحرب، فلا يمكن أن يشمل قادة حماس».
وجاء هذا في وقت كشفت فيه صحيفة «هآرتس» أن «نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بأن إسرائيل مستعدّة لتقديم تنازلات من أجل صفقة جديدة، لكنّ إسرائيل لن تعلن وقف الحرب كجزء من الصفقة كما طلبت حماس». وأضاف نتنياهو أنه «إذا وافق على إنهاء الحرب فسيجب (عليه) التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها»”.
جنبلاط: أدعم انتخاب فرنجية
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “ينتفض وليد جنبلاط مستغرباً استهجان محدّثه، إذ يسأله عن تأييده لحركة حماس في غزة. فـ«فلسطين قضيتي منذ أيام كمال جنبلاط، وهذا مكاني وموقفي الطبيعي». ويبتسم ساخراً إذا ما ذُكّر بشعار «لبنان أولاً»، فـ«الوقت تغيّر عن الأيام التي رفعنا فيها هذا الشعار السخيف أيام ما يُسمى بـ 14 آذار».على مقعده الوثير، بين الجرائد والكتب وقُصاصات الصحف المتناثرة من حوله، يغمض عينيه منتشياً بـ«أبطال حماس الذين دحروا كل النظريات العسكرية والأمنية في العالم والاستعلاء الغربي والإسرائيلي»، مستشهداً بانطباعات «أستاذي» وليد الخالدي بأن يحيى السنوار «سيُعلَّم في المدارس العسكرية حول العالم». ويضيف: «لا يمكن لأحد أن يقضي على شعب. تلقّيت عتباً من عرب وغربيين بسبب تأييدي لحماس. أنا أؤيد حماس الفلسطينية لا الإخوان المسلمين. 80% من الفلسطينيين مسلمون وخرجت حماس منهم. هل عليهم أن يغيّروا دينهم؟».
يلفت الزعيم الاشتراكي إلى أن «عملية 7 تشرين صادفت تماماً في الذكرى الخمسين لحرب 6 تشرين 1973 عندما اجتاحت الجيوش العربية إسرائيل. ما حدث قبل نصف قرن انتهى بتسوية على حساب الانتصار العسكري. أما ما يجري اليوم فكبير جداً في وجه الاستكبار الغربي والإسرائيلي. حتى لو توقّفت الحرب غداً، ستكون هذه جولة. هناك أجيال من العرب والغربيين تعرّفوا مجدّداً إلى فلسطين، بعدما كنا قد غرقنا في مفاوضات لا تنتهي. أما حلّ الدولتين فقد شبع موتاً لأنه لم تعد هناك أرض أساساً لإقامة دولة عليها».
يتفهّم جنبلاط مبدأ «وحدة الساحات» لمشاغلة إسرائيل، وهذا «عظيم في العراق وسوريا»، لكن «لا أوافق على ما يفعله الحوثيون. صحيح أن اليمنيين هم الشعب العربي الوحيد الذي تحرّك فعلياً لنصرة الفلسطينيين، لكن ما يجري في البحر الأحمر لا يضعف إسرائيل ولا يوصل إلى نتيجة». ويوضح أن «أكبر الخاسرين من عرقلة الملاحة في البحر الأحمر هو مصر. بغضّ النظر عن ملاحظاتنا على أداء القاهرة، ليس من مصلحتنا أن تنهار مصر المحاصرة، اليوم، من إسرائيل، ومن ليبيا، ومن إثيوبيا التي تحوّلت إلى محمية إسرائيلية وصولاً إلى الصومال. الأميركي مش فارقة معو. ما يفعله اليمنيون يدفع كل الشركات الكبرى إلى تجنب قناة السويس، ويضعف الصين، الصديقة للعرب، لأن جزءاً كبيراً من تجارتها يمرّ عبر هذه المنطقة. كما أنه، بشكل موارب، يعزّز مشروع الممر الاقتصادي بين الشرق الأوسط وأوروبا والهند المعادية للعرب، على حساب قناة السويس. هذا رأيي».
جنبلاط الذي دعا في بداية الحرب إلى عدم انجرار لبنان إليها، مقتنع بأن «حزب الله وإيران لا يريدان الحرب، والأداء في الفترة السابقة يشير إلى ذلك. لكن في إسرائيل اليوم مجانين. رئيس حكومة مجنون وجنرالات مجانين. لذلك لا يمكن التكهّن في مسار الأمور. وهم قالوا إن الحرب ستكون طويلة». وهو يتفهّم أنه «لم يكن بمقدور حزب الله إلا أن يتدخّل ليساند غزة. أما مطالبته اليوم بالحياد في المعركة، وهو في خضمّها، فأمر غير ممكن لأنه ينبغي أن يكون لذلك ثمن». وفي السياق، يؤكد أن «التنسيق قائم مع الحزب»، كما أن «العلاقة مع إيران جيدة. ولبّيت دعوة عشاء في السفارة الإيرانية قبل يومين».
الحديث عن «مقايضة» بين وقف إطلاق النار والملف الرئاسي، أمر «لا أحد يتحدّث فيه. والقصة أساساً أكبر من ذلك». أما ما يُحكى عن تحرّك مستجدّ للجنة الخماسية في ملف الرئاسة، فقد عبّر عنه جنبلاط في تغريدة أمس على «موقع X»، بنشر صور لعازفين ونوتات موسيقية للمؤلّف الموسيقي فرانز شوبرت، مع تعليق: «الخماسية الرئاسية. المهم الدوزنة». ودوزنة الخماسية هي أن «تصبح زائداً واحداً»، في إشارة غير مباشرة إلى أن لا جدوى من كلام عن تحريك الملف الرئاسي ما دامت إيران خارج اللجنة.
ورغم أن الملف الرئاسي خارج حسابات الدول اليوم، يشدّد جنبلاط على ضرورة انتخاب رئيس «لتسيير شؤون الدولة. منذ عامين نراوح مكاننا وننتظر اتفاق المسيحيين. بالنسبة إليّ، لا موقف شخصياً لي من أحد. أسير بأيّ كان لملء المنصب، ولا مشكلة لي بالسير في انتخاب سليمان فرنجية أو غيره. أعلم أن هذا قد لا يكون موقف بعض أعضاء اللقاء الديمقراطي. لكنّه موقفي». وأضاف: «لا يُعقل أن نستمر هكذا بعدما أصبح كل شيء بالإنابة. وحسناً فعلنا بالتمديد لقائد الجيش، رغم أنه ليس قادراً بعد على السفر لعدم وجود رئيس للأركان، لأن العقبة عند وزير الدفاع. وقد بلغني أنه كانت هناك أجواء إيجابية في اليومين الماضيين في هذا الشأن».
بعض «الخطاب المسيحي» الأخير عن الفيدرالية والتقسيم لا يخيف جنبلاط «لأن هذا هو الموقف نفسه دائماً ولا جديد فيه». أما في ما يتعلق بالخلاف المستجدّ مع تيار المستقبل حول ملف المُدَّعى عليها أمل شعبان، بعدما أعفاها وزير التربية عباس الحلبي من مهامها، فيأسف جنبلاط لكون «موقف تيار المستقبل موقفاً من الماضي. ما فعله الوزير طبيعي طالما أن هناك تحقيقاً في ملف فساد بملايين الدولارات. لكنّ المشكلة أن شعبان قريبة السفير فوق العادة لسعد الحريري في موسكو»، نافياً وجود أيّ اتصال مع الحريري منذ الانتخابات النيابية الأخيرة”.
المصدر: الصحف اللبنانية