تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
واشنطن تعترف بفشل ردع اليمن واكتشاف أماكن الأسرى / حزب الله: جهوزيتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها / اليمن يرد بالملايين في 14 مدينة على الحرب الأميركية
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” اعترف المسؤول عن العلاقات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي بأن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركيّة يسلّمان بحقيقة أن اليمن لم يتلقّ ضربات تمنعه من مواصلة تنفيذ تدخلاته في البحر الأحمر لمنع عبور السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال كما يؤكد أنصار الله يومياً بأن هذه هي أهدافهم الحصرية، وأن التصعيد الأميركي ضدهم هو الذي تسبب بإعاقة الملاحة في البحر الأحمر، التي تدعي واشنطن الحرص عليها. واعترف كيربي بالتوازي أن أجهزة الأمن والمخابرات الأميركية لا تعرف شيئاً عن الأسرى المحتجزين في غزة، ولا عن أماكن أسرهم وأحوالهم الصحية، وذلك بعد مرور مئة وعشرة أيام على وقوعهم في السر وتجنيد كل طاقات المخابرات الأميركية والأجهزة التقنية المختلفة والمتطورة في مجال تقفي الأثر وتتبع البصمات الصوتيّة وسواها من التقنيات الدقيقة لطائرات مسيّرة بحجم النحلة وأشكال استعلام أخرى عبر الأقمار الصناعية، إضافة إلى شبكات تجسّس منتشرة في كل دول العالم وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية تجنّدت إلى جانب كيان الاحتلال ومخابراته لإثبات إمكانية تحرير الأسرى دون تفاوض ينتهي بالتبادل مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في اليمن، وبعد إعلان ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن تصنيف حركة أنصار الله منظمة إرهابية، ما يعني حرمان قادتها من امتلاك حسابات مصرفية والحصول على تأشيرات دخول الى الأراضي الأميركية، خرج ملايين اليمنيين في 14 مدينة يمنية يبايعون قيادتهم للمضي قدماً في إجراءات البحر الأحمر نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة، والضغط حتى وقف العدوان الإجرامي على غزة، والتصدّي للحرب الأميركية البريطانية التي يتعرض لها اليمن، بسبب مواقفه الأخلاقية والقومية والدينية بنصرة غزة، وسجلت مدن صنعاء والحديدة وتعز وصعدة وحجّة والضالع والجوف وذمار ومأرب وريمة وأب والبيضاء وعمران والمحويت، تظاهرات بمئات الآلاف، كانت أضخمها تظاهرة صنعاء المليونيّة.
على جبهة حدود لبنان الجنوبية، مزيد من التوتر والتصعيد، وقد أعلن جيش الاحتلال ليلاً عن إطلاق صفارات الإنذار في حيفا وجوارها بعد رصد ما وصفه بجسم مشبوه في الأجواء، وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نقاش تجريه قيادة الكيان السياسية والعسكرية مع الإدارة الأميركية حول الحرب على لبنان في ظل فشل المساعي الدبلوماسية لتحقيق ما وصفته بهدف إبعاد قوة الرضوان التي تمثل قوات النخبة عند حزب الله، عن المناطق الحدودية إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو الهدف الذي قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين الذي كان في بيروت قبل يومين قد فشل في تحقيقه. وفي هذا السياق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «إسرائيل حذّرت في رسالة للولايات المتحدة الأميركية من شن عمل عسكري، إذا لم تبعد قوة الرضوان عن حدود الشمال»، بينما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم إنّ «إسرائيل هدّدت بتصعيد قتالها مع «حزب الله» إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع».
رداً على التهديدات الإسرائيلية بالحرب تحدّث نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «بالنسبة إلينا هذه التهديدات لا تقدِّم ولا تؤخِّر، وعندما يقرِّر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قويّ، وعندما يبقى على الوتيرة الحالية فنحن نبقى على هذه الوتيرة لأنَّنا نعتبر أنَّ المساندة لغزة تتحقق بهذا المقدار. من هنا يجب أن يعلم العدو أنَّ جهوزية الحزب عالية جداً، فنحن نجهِّز على أساس أنَّه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيّتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها، وهو يعلم أنَّنا أهل الجهاد والشهادة وإذا تقدَّمنا فلا نرجع إلى الوراء ودائماً نحن متقدِّمون في العمل المقاوم وفي المواجهة».
وتوالت التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود الى شمال الليطاني، ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين غربيين ولبنانيين، قولهم إنّ «إسرائيل هددت بتصعيد قتالها مع «حزب الله» إن لم يوجد اتفاق خلال أسابيع».
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ «إسرائيل حذّرت في رسالة للولايات المتحدة الأميركية من شن عمل عسكري، إذا لم تبعد قوة الرضوان عن حدود الشمال».
وقال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن: «نفضل إعادة السكان إلى الشمال عبر تسوية ومستعدون أيضاً للقيام بذلك عبر القوة العسكرية». وشدّد غالانت على التزام «إسرائيل» بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان ونقترب من اتخاذ القرار.
وتتولى جهات دبلوماسية أوروبية، وفق ما علمت «البناء»، نقل رسائل الى الحكومة اللبنانية والى حزب الله ناصحة بتخفيف العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله ضد «إسرائيل» لكي لا تشكل ذريعة للحكومة الإسرائيلية لشن عدوان أكبر على الجنوب. وتعزو الجهات الدبلوماسية السبب الى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يواجه مأزقاً كبيراً في غزة ويحتاج الى حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان لتحقيق إنجاز عسكري وأمني وهمي يصرفه في الداخل الإسرائيلي سياسياً في استعادة الأمن الى مناطق الشمال، وهو أي نتنياهو مستعد لشن عدوان لحماية وجوده السياسي. وبرأي الجهات الدبلوماسية بأن نتنياهو يقترب من نهايته السياسية بعد فشله في تحقيق أي إنجاز في المرحلة الأخيرة من الحرب، وسيواجه تشققات إضافية في حكومته ومزيداً من الضغوط الأميركية والخارجية، ولذلك يمكن لحزب الله ومحور المقاومة تمرير هذه المرحلة بأقل الخسائر ومن دون حرب كبرى حتى تنضج الظروف الخارجية والداخلية في «إسرائيل» لتغيير حكومي والإطاحة بنتنياهو. ولفتت الجهات الى أن الظروف الداخلية في «إسرائيل» مؤاتية لشن حرب على لبنان في ظل الدعم العالمي غير المسبوق الذي حظيت به «اسرائيل» في الوقت الراهن، وقد تستخدمه في التعامل مع جبهة الشمال، كما استخدمته في حرب غزة.
إلا أن مصادر في فريق المقاومة أدرجت كل هذه التهديدات في إطار الحرب النفسية والمعنوية ضد المقاومة وجمهورها لخدمة كيان الاحتلال وليس حباً بلبنان وحرصاً عليه، مشيرة لـ»البناء» الى أن «كيان الاحتلال هو الخائف والمردوع من الحرب مع لبنان، وإلا لماذا لم ينفذ تهديداته حتى الآن؟ ولماذا يرسل كل هذه الرسائل والتهديدات للبنان وللمقاومة؟ ولولا قوة الردع التي تمثلها المقاومة والخوف من تداعيات الحرب على الكيان الإسرائيلي، لكان جيش الاحتلال شن عدواناً على لبنان منذ زمن بعيد، وخاصة بعد 7 تشرين الأول الماضي. وتضيف المصادر أن العدوان الاسرائيلي الموسّع على لبنان لن يحقق أهدافه فلن يبعد حزب الله عن الحدود ولن يضمن الأمن للشمال ولن يعيد المستوطنين، والحل الوحيد المتاح أمام العدو هو وقف العدوان الهمجيّ على غزة والرضوخ للتفاوض على الشروط التي وضعتها حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية، وإلا فإن كيان الاحتلال سيكون أمام حرب استنزاف طويلة الأمد سترسم نهايته لأن قوى المقاومة حينها قد لا تستجيب لدعوات وقف إطلاق النار وللتسويات، بل ستخوضها حتى النهاية وستحولها الى حرب كبرى.
ولفتت المصادر الى أن «الظروف الداخلية في كيان الاحتلال والتحولات في الرأي العام العالمي وخاصة الأميركي – الأوروبي، وقدرات حزب الله والتداعيات الكارثية على «إسرائيل»، عوامل تحول دون تهريب المستويات السياسية والعسكرية في الكيان قرار حرب كبيرة على لبنان».
وعلمت «البناء» أن رسائل وصلت لمن يعنيهم الأمر، بأن أي عدوان إسرائيليّ واسع على لبنان، فإن الجبهة السورية ستدخل في الحرب بشكل واسع، وتدخل قوى أخرى في الحرب وقد تتحوّل إلى إقليمية.
وفي سياق ذلك، رد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، على التهديدات الإسرائيلية، ورأى في حفل تأبيني في حسينية البرجاوي، أن «هذه التهديدات لا تقدِّم ولا تؤخِّر، وعندما يقرِّر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قوي، وعندما يبقى على الوتيرة الحالية فنحن نبقى على هذه الوتيرة، لأنَّنا نعتبر أنَّ المساندة تتحقق بهذا المقدار. من هنا يجب أن يعلم العدو أنَّ جهوزية الحزب عالية جداً، فنحن نجهِّز على أساس أنَّه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيتنا لصدِّ العدوان لا بداية لها ولا نهاية لها، وهو يعلم أنَّنا أهل الجهاد والشهادة وإذا تقدَّمنا فلا نرجع إلى الوراء ودائماً نحن متقدِّمون في العمل المقاوم وفي المواجهة».
ورأى أن «الحل للاستقرار هو بإيقاف العدوان، وهذا الحل يبدأ من غزَّة وليس من لبنان»، لافتاً الى أن «من طلب منَّا أن نتوقف قلنا لهم نحن قمنا بالمساندة وردة فعل، قولوا لمن بدأ أن يتوقف حتى يتوقف كل ما نتج عن هذا العدوان، وبالتالي الاستقرار في لبنان والمنطقة وإيقاف الحرب الدائرة على مستوى كل الإقليم بنسب متفاوتة وفي غزة بالنسبة الأعلى لا يحصل إلَّا إذا توقف العدوان بشكل كامل على غزَّة وبعد ذلك تتوقف كل الأمور الأخرى لأنَّها مرتبطة بمواجهة العدوان على غزَّة».
بدوره، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّنا «لا نسمح للعدوّ الصهيوني بالتطاول على حقوق المسلمين وكراماتهم وعلى مقدّساتهم. العدو الذي مارس توحّشه وأفرَط في عدوانيّته ضد المدنيين في غزة كان مرجّحاً أن يميل ميلةً باتجاه لبنان فلمّا رأى جهوزيتنا أصبح يحسب للمسألة ألف حساب. عندما يلوّح العدوّ في شنّ هذه الحرب وهو قد فشل في تحقيق أهدافه في غزة على كلّ المستويات فهو يهوّل ولا يستطيع أن يفعل ما يهوّل به وستبقى يدُ المقاومة هي العليا». ورأى أنّ «العدو الإسرائيلي يضطر للانكفاء والانسحاب لأنه تعِب وواجه مقاومة لم يكن يتوقعها وأَحبط وأَحرج كل الذين يدعمونه، وهو غير جاهز للحرب أمام ما أعدّت له المقاومة الإسلامية في لبنان وستُريه كلّ بأسها».
ميدانياً، أعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف انتشارٍ لجنود العدوّ الإسرائيلي بين موقعي «السماقة» و»الرمثا» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بصاروخ بركان، مؤكدةً أنَّه أصيب إصابة مباشرة. كما أعلنت استهداف انتشار لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قاعدة «خربة ماعر» بصاروخ بركان. وقصفت تجمّعاً لجنود العدو الإسرائيلي في «جبل نذر» بالأسلحة الصاروخية.
في المقابل استهدف جيش الاحتلال جبل بلاط وأحراج بلدة رامية وخلة وردة عند أطراف عيتا الشعب. وألقت الطائرات المغيرة عدداً كبيراً من الصواريخ من نوع جو أرض أحدثت أضراراً بيئية واسعة في المنطقة المستهدفة من الأحراج، حيث أتلفت مساحات واسعة من الأشجار. وتعرّض وادي ابو غبرة عند الأطراف الجنوبية لبلدة كفرصير في قضاء النبطية، لسقوط قذيفتين مدفعيتين إسرائيليتين. وأشارت إذاعة جيش الاحتلال الى اعتراض طائرة مسيّرة من لبنان في منطقة عكا دون تفعيل صفارات الإنذار.
سياسياً ودبلوماسياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب حيث جرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والسياسية جراء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وقطاع غزة.
بدوره، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ممثل الحكومة الفرنسية لقضايا البحر المتوسط كريم أملال، بحضور سفير فرنسا في لبنان ايرفيه ماغرو. وتندرج زيارة الموفد الفرنسي في إطار تفعيل المبادرات السابقة في موضوع العلاقة بين دول البحر المتوسط.
وأشارت السفارة الفرنسية، في بيان، الى أن «المندوب الوزاري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط السفير كريم أملال قام بزيارة إلى لبنان، من أجل تعزيز المشاريع التي يجري تنفيذها في إطار سياسة فرنسا في منطقة البحر الأبيض المتوسط».
وأضافت «السفير أملال تطرّق إلى مجمل هذه العناوين خلال لقاءاته مع أعضاء فاعلين في المجتمع المدني وعدد من الأكاديميين اللبنانيين، وكذلك في أثناء لقاءاته الرسميّة، لا سيما مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني السيد نجيب ميقاتي، ومدير مكتب المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيد إيفو فرايجسن. كما أعاد التأكيد أمام محاوريه، على التزام فرنسا تجاه استقرار لبنان وازدهاره لكي يستعيد هذا البلد دوره كاملاً كجسر عبور بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط».
على مقلب آخر، لتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية. أشارت أوساط دبلوماسيّة إلى أن عواصم دول الخماسيّة لا سيّما باريس تشهد اجتماعات مكثّفة حول لبنان. ويتواصل الموفد الرئاسي جان ايف لودريان مع كل من السعودية وقطر بعدما زارهما أخيراً واجتمع في باريس مع كبير مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الأمن والطاقة اموس هوكشتاين .
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن «حركة للسفير السعودي وليد البخاري»، وهي «ليست يتيمة بل تواكبها حركة فرنسية ناشطة على مستوى السفير الفرنسي هيرفي ماغرو الذي اجتمع مع السفيرة الأميركية صباح اليوم (أمس) وبحثا في توحيد جهود اللجنة الخماسية».
ولفتت إلى أنّ «السفير الفرنسي يتواصل باستمرار مع سفراء اللجنة الخماسية في بيروت بالتوازي مع تحضيره للقاء سيجمع سفراء الخماسية قريباً للتحضير لاجتماع في السعودية»، موضحة أنّ «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في الرياض، وسيتوجه في الأيّام المقبلة إلى القاهرة والدوحة تحضيرًا لأعمال اللجنة، ومن ثم سيعود إلى بيروت متحدثاً باسمها في مقاربة مشتركة»، ولفتت الى أنّ «لودريان لن يدخل في الاسماء مباشرة ولكن المواصفات التي سيذكر فيها بعد زيارته الأخيرة ستكون مؤشراً واضحاً لهوية الرئيس المقبل».
إلا أن مصادر نيابية مطلعة لفتت لـ»البناء» أن اللجنة الخماسية لن تستطع وحدها إيجاد الحل للأزمة الرئاسية من دون الحوار مع الثنائي حركة أمل وحزب الله ومع بقية القوى السياسية كالتيار الوطني الحر، لأن انتخاب الرئيس يحتاج الى توافق داخلي وليس فقط الى توافق خارجي. وتساءلت المصادر عن سبب الجهود التي تبذلها الخماسية لانتخاب رئيس الجمهورية طالما أن التوازنات السياسية والنيابية واللعبة الدستورية لا تسمح بذلك من دون الأطراف الأخرى لا سيما الثنائي والتيار الوطني الحر؟ ما يؤشر الى أن الهدف من هذه المساعي هو إما تضييع الوقت وإما محاولة فرض رئيس على فريق المقاومة أو بالحد الأدنى دفعه للتراجع عن مرشحه والسير بمرشح آخر وسطي وقريب من المحور الأميركي – الغربي.
وجدّدت مصادر الثنائي لـ»البناء» تمسكها بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية أكثر من أي وقت مضى، لا سيما ما تشهده فلسطين وجنوب لبنان والمنطقة من توترات وحروب وأوضاع خطيرة، والأمر يحتاج الى تحصين الوضع الداخلي من التداعيات الكارثية للحرب في غزة وعلى لبنان والمنطقة، وذلك بانتخاب رئيس يملك مواصفات وطنية ويدرك حجم الأخطار وكيفية مواجهتها من أجل مصلحة لبنان وليس تلبية المصالح الخارجية ولا يسمح بكشف المقاومة للعدو ولا لبنان على المشاريع الخارجية التدميرية والتقسيمية ويمتلك رؤية وخريطة طريق لحماية لبنان وسيادته وثرواته وطرق لإنقاذه الاقتصادي”.
الاخبار:
أميركا أمام لحظة الحقيقة: الحلّ برحيل «بيبي»؟
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار ” بعد انقطاع دام 26 يوماً، أجرى، أمس، الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بحث معه في خلاله «الجهود الجارية بشأن الرهائن وتحول العملية العسكرية في قطاع غزة (إلى المرحلة الثالثة)». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن واشنطن «لا تزال تعارض وقفاً عاماً لإطلاق النار»، على اعتبار أنه «يفيد حماس»، على حدّ قوله، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن بايدن أكد لنتنياهو «قناعته القوية بإمكانية تطبيق حل الدولتين». وأضاف كيربي: «لا نزال نجري محادثات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتلقينا ردوداً إيجابية بهذا الشأن». وبينما كان الرجلان يتحادثان، وسط خلاف لا يفتأ يتعمّق بينهما أكثر فأكثر، أصدر أعضاء يهود في «الحزب الديمقراطي» في مجلس النواب الأميركي، بياناً، أكّدوا فيه «(أننا) نختلف مع تصريحات نتنياهو، وحلّ الدولتين هو مسار المضيّ قدماً». وليس بيان هؤلاء، سوى واحدة من أدوات الضغط الأميركي على الحكومة الإسرائيلية، ورئيسها «المعاند». وهو مسار يتوقّع أن يتصاعد خلال المرحلة المقبلة، إذا ما استمرّ نتنياهو في مواقفه الرافضة للعروض والنصائح الأميركية، والذي يُعزى إلى اعتماده على حلفائه اليمينيين المتطرفين في «الكنيست».كذلك، بات الأميركيون أميَل الى الاقتناع بأن وجود بني غانتس وغادي إيزنكوت في «كابينت الحرب» لم يعد مؤثّراً فعلياً، ما يعني أن نتنياهو يتحكّم بمسار الحرب ومداها ومواقيتها، وهو ما يهدّد بتوسعة رقعتها، وخصوصاً نحو الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي تبدي واشنطن حرصاً شديداً على ضبط التصعيد فيها، لما لهذا السيناريو من أضرار كبرى على استقرار المنطقة والمصالح الأميركية فيها. في المقابل، يدرك نتنياهو التوجّه الأميركي لتشديد الضغوط عليه، خصوصاً من خلال «كابينت الحرب»، سواء من داخله عبر غانتس وإيزنكوت، أو من خارجه عبر الإطاحة به. ولذا، فهو بدأ بناء فريق إدارة جديد، بعيداً عن «الكابينت»؛ إذ أعاد، الليلة الماضية، تفعيل «مجلس الأمن القومي» الذي يضمّ مندوبين عن الجيش والأجهزة الأمنية الرئيسية الثلاثة: «الموساد» و«الشاباك» والاستخبارات العسكرية «أمان». ويراهن نتنياهو على أن تضمن هذه الإدارة، التي تجمَع فعلياً المتضرّرين من الفشل الإسرائيلي في عملية «طوفان الأقصى»، وفي الحرب بعدها، دعم توجّهه نحو استمرار القتال وتعميقه، خصوصاً في حال انهيار «كابينت الحرب».
من جهة أخرى، وبحسب تقرير نشرته صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية، فإن دولاً عربية عدّة تعمل على مبادرة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، كجزء من خطّة أوسع تتضمّن تطبيعاً للعلاقات بين السعودية وإسرائيل، إذا ما وافقت الأخيرة على خطوات «لا يمكن الانقلاب عليها» نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلّة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عربي قوله إن «الدول العربية تأمل في تقديم الخطة خلال أسابيع قليلة في مسعى لإنهاء الحرب، ومنع توسّع النزاع في الشرق الأوسط». وبحسب التقرير، ناقش مسؤولون عرب مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، المقترح الذي يتضمّن «نوعاً من الاعتراف بدولة فلسطينية، أو دعماً كاملاً لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة». كما نقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين، قوله إن «القضية الرئيسية تتمثّل في أن هناك حاجة إلى إعطاء الفلسطينيين أملاً (…) لا يُمكن أن يقتصر الأمر على فوائد اقتصادية أو إزالة بعض رموز الاحتلال»، مضيفاً أنه «بالنظر إلى الجسم السياسي الموجود حالياً في إسرائيل، فلا شيء غير التطبيع يُنزِل الإسرائيليين عن الشجرة».
ويبدو أن واشنطن والرياض تناقشان الجزء الفلسطيني من الصفقة، والذي يُتوقّع أن يشمل تجميداً لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وزيادة المساعدات للسلطة الفلسطينية، وخارطة طريق لإقامة دولة فلسطينية، بحسب الصحيفة. ويفترض التقرير أن السعودية «تفهم أن ثمّة ضرورة لانتزاع تنازلات مهمة من إسرائيل»، وأنه يُتوقّع من الحكومة الإسرائيلية أن «تأخذ خطوات ملموسة أكثر نحو إقامة دولة فلسطينية». وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لـ«msnbc»، إن «المنطقة بالفعل في حالة اضطراب ونواجه كارثة إنسانية في غزة»، مشيراً إلى «(أننا) لا نحتاج إلى توسيع ذلك». وأضاف أن «رسالتنا للجميع، بما في ذلك إيران، هي أننا بحاجة إلى العمل معاً من أجل وقف التصعيد»”.
المصدر: الصحف اللبنانية