يقول العلماء إن وضعيات الجلوس السيئة أدت إلى زيادة أعداد الشباب الذين يعانون “أعراض الشيخوخة”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يبحث فيه مَن هم دون الـ45 عاماً عن حلول لدوالي الساقين ومشاكل مفصل الركبة وآلام الظهر والبواسير، بأعداد أكبر من أي وقت مضى.
ويقول الخبراء إن الجلوس في المكاتب ومشاهدة التلفاز بكثرة والاستخدام المتكرر للهواتف الذكية قد تشكّل جميعها السبب في ارتفاع هذه الحالات.
جمعت Bupa، وهي مجموعة رعاية صحية خاصة في بريطانيا، بيانات من أكثر من 60.000 اختبار طبي وعمدت إلى تحليلها، ووجدت أن العمليات التي تُجرى بالمنظار في الركبة، حيثُ ينظر الجراحون داخل المفصل باستخدام كاميرا، كانت واحدة من أشهر العمليات التي أجراها البريطانيون بين سن 36 و45 عاماً، وتُعد هذه المجموعة العمرية الآن أكثر احتمالية لأنْ تخضع لعمليات “الحقن فوق الجافية”، المخصصة لمعالجة آلام الظهر، بينما حتى الأفراد من جيل الألفية يعانون كذلك آلام “الأجيال الأكبر سناً” المشابهة.
فيما اعتُبرت العمليات التي تُجرى بالمنظار في الركبة واحدة من أكثر العمليات الطبية شيوعاً بين مَن تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً.
ووجد البحث أن إزالة البواسير وتوسّع الأوردة كانتا اثنتين من أكثر طرق العلاج شيوعاً لفئة أمراض الدورة الدموية بالنسبة لكلتا الفئتين العمريتين.
قال الدكتور ستيف أيلي، المدير الطبي لمجموعة Bupa، إن “هذا الأمر يُظهر أن عدداً لا يُستهان به من عملائنا يتعرّضون، قبل الأوان، لظروف كنت تُنسب عادةً لمَن هم أكبر سناً بكثير، وأن إزالة البواسير وعلاج الدوالي يعتبران عمليات طبية ليس من المفترض أن يتعرّض لها الناس في هذه المرحلة العُمرية، ومع ذلك، عندما تنظر إلى كمّ الوقت الذي يقضيه الشباب الآن وهم جالسون يستخدمون هواتفهم الجوالة وأجهزتهم اللوحية، يشاهدون سلسلة برامج أو أفلاماً أو يلعبون بأحدث الألعاب، يمكنك إدراك لماذا ترتفع هذه الأعراض بين هذه الفئة العُمرية”.
كما أوضح أيلي قائلاً: “منذ بدايات العشرينات، يعمل المزيد من الناس ساعاتٍ طويلة، مع جداول مزدحمة، ودون القدرة الفعلية على التوقف عن العمل، وهذه الأمور تتسبب مجتمعة مع وضعيات الجلوس السيئة ونقص الحركة، في أضرار بدنية وعقلية، وبسبب أنماط حياتنا المتغيرة، أصبح الأمر أكثر أهمية من ذي قبل أن يحظى الناس بإمكانية الوصول لأفضل وأحدث الخدمات الطبية.
وفي جزء منفصل من تحليلهم، أجرت مجموعة Bupa كذلك قياساً لحجم الزيارات على موقعها الإلكتروني، ووجدت زيادة حادة في معدل المرضى الذين يبحثون في صفحات المعلومات الصحية على الموقع عن الأعراض المرتبطة بالتوتر.
يأتي ذلك بعد أن وجد بحث أن الأفراد من “الجيل إكس” (وهي الفئة العمرية المولودة بين أوائل الستينات وأوائل الثمانينات بالقرن الماضي) هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية.
بينما الأطفال المولودون في فترة طفرة المواليد – بين عام 1945 و1954- لديهم أقل المعدلات من بين أي جيل وُلد بعدهم، حسبما وجدت دراسة أميركية.
ويُشير الخبراء إلى أن السر ربما يرجع إلى ما يتناولونه في وجبة الإفطار؛ إذ يكون الأفراد الأكبر سناً أكثر احتمالية لأن يتناولوا الحساء أو البيض.
المصدر: هافينغتون بوست