لم تَحُلَّ العتمةُ على كريات شمونة اليومَ فحسب، بل ستمتدُ الى أكثرَ من مكانٍ في الكيانِ اِن لم يَقِف جيشُه وسياسيوه مردوعينَ امامَ المعادلاتِ التي تَحمي المدنيين اللبنانيين، وتضبطُ ميدانَ النزال..
هذا ما ترجمتهُ عشراتُ الصواريخِ التي اوصلتها المقاومةُ الاسلاميةُ الى كريات شمونا شمالَ فلسطين المحتلة، محققةً اصاباتٍ واضراراً في عددٍ من المباني وقطعاً للتيارِ الكهربائي عنها وعن بعضِ المستوطناتِ المجاورةِ لها، بحسَبِ الاعلامِ العبري..
وبحسبةِ المقاومينَ هو ردٌّ على استهدافاتِ المدنيين التي طالَ آخرُها فرقَ الدفاعِ المدني في حانين ، ما ادى الى استشهادِ مسعفينِ من الهيئةِ الصحية الاسلامية . ولن يُسعفَ العدوَ الهروبُ الى الامام، فالمقاومةُ جاهزةٌ للردِّ الفوريِّ على ايِّ عدوانٍ يطالُ المدنيينَ كما أكدَ بيانُها..
اما بياناتُ السياسيين والسفراءِ ووزراءِ الخارجيةِ والمبعوثين الزائرين الى بيروتَ وعلى مدى الايام، فجميعُها مؤجلٌ خلفَ قرارِ وقفِ الحربِ على غزةَ كما جددت كتلةُ الوفاءِ للمقاومة اليومَ تأكيداتِ حزبِ الله..
وفيما الميدانُ الغزاوي يؤكدُ صعوبةَ الحالِ الصهيونية، فانَ اعادةَ وصلِ ديرِ البلح بخان يونس اعادت بعضَ المواطنينَ سريعاً الى بيوتِهم مؤكدينَ فشلَ كلِّ النظرياتِ الصهيونيةِ وعجزَهم عن اغراقِ الفلسطينيين في دمِ ابنائهم او سلخِهم عن ركامِ منازلِهم واحلامِهم..
ومع مرورِ خمسةٍ وسبعينَ عاماً من الافلاتِ من العقابِ وقفت تل ابيب اليومَ امامَ محكمةِ العدلِ الدوليةِ في لاهاي بتهمٍ دامغةٍ لارتكابِها جرائمَ حربٍ ضدَ الفلسطينيين. وان كانت دعوَى جنوبِ افريقيا وصوتُها مسموعَيْنِ أكثرَ من كثيرينَ من الناطقينَ بلغةِ الضاد، فانَ اضدادَ الانسانيةِ واعداءَ البشريةِ من اميركيينَ وغربيينَ وبعضِ التابعين لهم من المنحرفين قادرونَ على التعطيلِ او افراغِ الخطوةِ من تداعياتِها الاجرائية، لكنها بلا ادنى شكٍّ خطوةٌ استثنائيةٌ تؤكدُ بعضَ صحوةٍ في الضميرِ العالمي ضدَ الجرائمِ الصهيونيةِ غيرِ المسبوقة..
اما السباقُ الى نصرةِ الفلسطينيينَ فسيبقى ديدنَ اليمنيين، غيرَ آبهينَ بكلِّ الجعجعةِ الاميركيةِ امميةً كانت او اُحادية، فنصرةُ غزةَ لا رجوعَ عنها اكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وقتالُ الاسرائيليين والاميركيين احبُّ الى الشعبِ اليمني من قتالِ وكلائهم كما أكد السيد الحوثي ..
المصدر: قناة المنار