رغمَ التسمياتِ وتدريجِ المراحلِ وتبديلِ المواقفِ والاولويات، بقيت الخيباتُ السمةَ الحاضرةَ على طولِ اداءِ الكيانِ سياسيينَ وعسكريينَ على كلِّ المستويات، وبقيَ الكلامُ للميدانِ على كلِّ الجبهاتِ من غزةَ الى الضفةِ ومن جنوبِ لبنانَ الى اليمنِ والعراقِ وسوريا وكلِّ ساحاتِ النزال..
وإن تلَطَّوا خلفَ عنترياتِ المنابر، فانَ ما ينزلُ بالصهاينةِ من خسائرَ هو المحركُ الوحيدُ لكلِّ التحشيدِ الدبلوماسي الاميركي والغربي الى المنطقةِ بحثاً عن منطقِ عدمِ توسيعِ الحرب، وسعياً لاجتراحِ المخارجِ للعالقينَ على اعلى رماحِ الهزيمةِ في تل ابيب يتحسسون رؤوسَهم ، ومعهم البعضُ في واشنطن وما يعنيهِ ذلك من تداعياتٍ على جميعِ الحلفاء..
وما خلاصةُ تقليبِ الصفحاتِ العبريةِ او الشاشات، او حتى مواقفِ قُدامى المحاربين الصهاينةِ وذوي الخبراتِ الا تأكيدٌ على النفقِ الذي عَلِقت فيه حكومةُ الحربِ ومُشغّلوها واسيادُها وداعموها على امتدادِ المنطقةِ والعالم..
فكلُّ خياراتِهم اليومَ مقفلة، وكلُّ هروبِهم الى الامامِ ما زادَهم الا مزيداً من الخسائرِ والهزائمِ والنكبات، وجرائمُهم المستمرةُ بحقِ المدنيينَ الابرياءِ في كلِّ مناطقِ غزةَ تاكيدٌ يوميٌ على عمقِ الفشلِ بتحقيقِ ايِّ هدفٍ يُعتدُ به ليستخدموه سُلّماً يَنزِلونَ به عن اعالي ازمتِهم..
ومهما علت التضحياتُ من فلسطينَ الى لبنان، ومهما توالت الاغتيالاتُ على طولِ مساحةِ دولِ المقاومةِ واهلِها فلا املَ باضعافِهم ولا امكانيةَ لكسرِهم كما حسمَ المحللون وكبارُ الصحفيين الصهاينةِ الذين كانوا يُروّجونَ للحربِ وخِياراتِها منذُ ايامِها الاولى واستسلموا اليومَ لنتائجِها..
وفي اليومِ السادسِ والتسعينَ مشاهدُ وثقتها عدساتُ المقاومينَ في غزةَ للجنودِ الصهاينةِ المنكوبينَ فوقَ الارضِ وفي انفاقِها، معَ حجمِ الاصاباتِ الكبيرةِ والمؤكدةِ في صفوفِهم. اما اصاباتُ اليمنيينَ التي لحقت بالصهاينةِ فكانت دقيقةً كالعادةِ نصرةً لغزةَ واهلِ فلسطين، مجددينَ انَ السفنَ الاسرائيليةَ او الداعمةَ لها ممنوعةٌ من العبورِ الى البحرِ الاحمرِ حتى وقفِ العدوانِ الصهيوني ورفعِ الحصار..
اما راياتُ اللبنانيين المرفوعةُ على طريقِ القدس فقد شَيعت اليومَ المزيدَ من شهدائها نصرةً لغزة ودفاعاً عن لبنان، واَكملت رسائلَها الصاروخيةَ تِجاهَ الصهاينةِ المحتلين، مجيبةً بكلِّ وضوحٍ عما يُحكى عن طروحٍ او استفساراتٍ، وحلولٍ ومقترحاتٍ للجبهةِ اللبنانيةِ قبلَ وقفِ العدوانِ على غزة..
المصدر: قناة المنار