وصلَ الى المبتغى فترجلَ واستراح ، نالَ ما يريد، وستنالُ الامةُ بدمائِه ودماءِ إخوانِه واهلِ فلسطينَ وكلِّ المجاهدينَ ما يليقُ بها من نصرٍ مبين..
استراحَ الشيخ صالح العاروري في الترابِ الذي احبّ، الذي يشبهُ برائحتِه فلسطينَ وبلونِه عقوداً وحكايا من جهادِ ابنائها، فسَجَّلَ اسمَه بدمِه على لوحةِ المجدِ المزروعةِ عندَ بوابةِ روضةِ الشهداءِ في شاتيلا التي تَختصرُ عقوداً من النضالِ الفلسطينيّ وفيها اسماءٌ لكبارِ القادةِ الذين مشَوا على طريقِ القدس، وكانوا اولَ الواصلين..
تشييعٌ مَهيبٌ للقائدِ الحمساوي والمجاهدِ الفلسطيني الشيخ صالح العاروري ورفاقِه الشهداءِ في بيروتَ التي كانت اليومَ كما حقيقتِها، تزفُ شهداءَ الامة، وتؤكدُ انَ قلبَها لا يَنبِضُ الا مقاومة، من الطريق الجديدة الى كلِّ طرقاتِها وتاريخِ جهادِها من الثورةِ الفلسطينيةِ الى المقاومةِ اللبنانية ..
والى طرقاتِ الضاحيةِ والجنوبِ والبقاعِ كانت مواكبُ شهداءِ المقاومةِ الاسلاميةِ تزينُ الشاشات، وتَكتبُ معَ الكاتبينَ وحدةَ المسارِ والمصيرِ لقوى المقاومةِ والجهادِ ضدَ العدوِ الصهيوني وسيدِه الاميركي ..
وقبلَ ان تشيّعَ كرمان شهداءَها الذين مضَوا على طريقِ القدس بتفجيرٍ ارهابي، حفرَ العدوُ الاميركيُ على الارضِ العراقيةِ عدواناً جديداً، مستهدفاً القياديَ في الحشدِ الشعبي – من فصيلِ النجباء – طالب السعيدي، الذي استُشهدَ مع معاونِه، واُصيبَ عددٌ من رفاقِهما بجروح ..
جراحٌ لن تَثنيَ المقاومينَ في كلِّ الميادينِ عن قِبلةِ جهادِهم فلسطينَ وعن نصرةِ غزةَ واهلِها الصابرين، وسيَرسُمونَ بدماءِ الشهداءِ النصرَ الذي بدأت معالـمُه تُحفَرُ على رمالِ غزةَ وجدرانِ القدس، وتَسُوْءُ وجهَ الاحتلال ..
احتلالٌ يضربُ فيه الساسةُ اخماسَهم باسداسِ عسكرِهم، ويُحللونَ كلامَ الامينِ العامّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله الذي اَلقاهُ بالامسِ في ذكرى القائدينِ الشهيدينِ سليماني والمهندس، وهندسَ فيه للميدانِ مسارَه وللعدوِ مصيرَه المحتوم ، وهُم يُصدِّقونَ الوعيدَ بانَّ الردَّ والعقابَ على اغتيالِ القائدِ الشيخ صالح العاروري ورفاقِه آتٍ عما قريب، وانَ الاسقفَ التي فتحَها الامينُ العامُّ لحزبِ الله لصدِّ ايِّ عدوانٍ صهيونيٍّ واسعٍ على لبنان، ستُقفِلُ افواهَ وخياراتِ بعضِ المتبجحينَ من قادتِه ومُحلليه.. اما بقيةُ كلامِ السيد نصر الله فستكونُ عصرَ الغدِ في ذكرى فقيدِ الجهادِ والمقاومة الحاج ابو سليم ياغي في بعلبك..
المصدر: قناة المنار