لم تكد تل ابيب تخرجُ من اهوالِ العامِ 2023 في غزة، حتى نَبّأتها صواريخُ المقاومةِ بقسوةِ العامِ الجديدِ عليها..
ولمرةٍ اخرى، وتحتَ النيرانِ والحصار، تُحسنُ المقاومةُ اختيارَ التوقيتِ الذي يَحفِرُ في التاريخ، كاليومِ الذي نامَ فيه الصهاينةُ على عيدِ غفرانِهم وصحَوا على طوفانِ الاقصى في السابعِ من اوكتوبر..
انه الاسلوبُ الذي يوجعُ الصهاينةَ عميقا، ويجعلُ ثلاثةَ اشهرٍ من العدوانِ تذهبُ ادراجَ الريح، وتضعُ قادةَ الاحتلالِ امامَ ايامٍ سوداءَ تسحقُ مكابرتَهم على اعلانِ الفشلِ والهزيمة…
وما لا يُقرُ به هؤلاء، حسمَه اعلامُهم وقادةُ راي ٍلديهم بانَ المقاومةَ انتصرت في نصفِ الساعةِ الاولى من العامِ الجديد، بعدما خرجت الصواريخُ من بينِ دباباتِ جيشِهم ومن تحتِ اقدامِ جنودِه في الشمالِ المحتلِّ المعلنِ صهيونياً منطقةً خاليةً من التهديد…
وبسرعةٍ تَكتملُ صورةُ الانتصارِ في غزة، وسْطَ ازديادِ القناعة بينَ الصهاينةِ انفسِهم بانتهاءِ جدوى العدوانِ فعلياً وبغيابِ الحلول العسكرية ِمعَ قطاعِ غزةَ والشمال، وبتداعياتِ القرارِ الاميركي بسحب ِحاملة الطائرات ِجيرالد فورد من المتوسط ِالى فرجينيا في اعلان ٍصريح ٍلانتهاء ِمرحلةٍ كبيرة ٍمن الدعم ِالمعنوي ِلتل ابيب..
اما ما كشفتهُ صحيفةُ معاريف اليوم فيؤكدُ المؤكدَ حول سقوط اهداف العدوان، مع نقلِها أنَ حكومةَ العدوِ كَلَّفت مؤسساتِ الاحتلالِ الامنيةَ بوضعِ خطةٍ من ثلاثِ سنواتٍ لرفعِ مزيدٍ من الجدرانِ في غلافِ غزةَ والشمالِ حمايةً للمستوطنينَ العائدينَ الى منازلِهم… انها الجدران والمتاريس والتحصينات التي لم تَصُدَّ امواجَ طوفانِ الاقصى في غزةَ ولبراكين المقاومة ِفي لبنانَ فهل يظنون انها ستَحميهم في القابلِ من الايام؟؟..
انه اعلانٌ صريحٌ للهزيمةِ وعودةٌ الى المربعِ الذي تُمسكُ فيه المقاومةُ بكلِّ المبادرات، حيثُ لم يَنفع الدعمُ الغربي، ولا فتحُ ابوابِ مخازنِ الاسلحةِ على مِصراعَيها، ولا كلُّ اشكالِ الجرائمِ البشعةِ في ثنيِ المقاومةِ عن تبني خيارات الصمودِ والجهاد..
المصدر: قناة المنار