هي اعراسُ الشهادةِ على طريقِ القدسِ اقامتها عاصمةُ التحريرِ والمقاومة، مستبقةً اعراسَ النصرِ القادمةَ لا محالة، ويحملُ بشائرَها سيلُ الدمِ المسفوكِ غيلةً على ارضِ الصبرِ والمقاومة..
عروسانِ تشاركا حتى الشهادة، واخوانِ بالجهادِ والعطاءِ والرحيل، ورائحةُ عزٍ فاحت من بيوتِ بنت جبيل وكلامُ الامِ الواقفةِ على ارتفاعِ اميالٍ من العزِ والكرامة..
ام علي وابراهيم بزي التي نعَت ولديها على طريقِ القدس ومعهما زوجةُ ابنِها ابراهيم شروق حمود.. نعتهم بكلِ حمدٍ واحتساب، وتأكيدٍ على الصمودِ والثباتِ والسيرِ على طريقِ القدسِ حتى النصرِ الذي يمهدُ له هذا الاستشهاد..
ومعَ امِّ الشهداءِ في بنت جبيل كانت تواسيها امُ الشهيدِ احمد الديراني في قصرنبا وامُّ الشهيدِ هادي عوالا في الغبيري، فيما رفاقُ الشهداءِ يُثبِّتونَ المعادلةَ التي تَحمي المدنيينَ اللبنانيينَ وتؤدِّبُ الاحتلال، فكانت صلياتٌ من عشراتِ الصواريخِ على كريات شمونا اصابت اهدافاً في المستوطنةِ الصهيونيةِ وفقَ ما وثقتهُ الكاميراتُ العبرية، وحتى يعترفَ الصهاينةُ باصاباتِهم فانَ بيانَ المقاومةِ الاسلاميةِ كانَ واضحاً بانَ العمليةَ ردٌ على استهدافِ منازلِ المدنيينَ في بنت جبيل .. واِنْ تمادى العدوُ بِغَيِّهِ فسيرى مستوطنوهُ بيوتَهم التي يُهدمُ الآنَ نصفُها كيفَ ستُهدمُ كلُها، وكيفَ ستُهدمُ مستوطناتُهم بمعظمِها بحسبِ رئيسِ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ..
وبِحسبةِ غزةَ التي اَثقلت الفاتورةَ على العدو، مزيدٌ من بسالةِ المقاومينَ والمشاهدِ التي تُهينُ جيشَ المتخبطين، العاجزَ عن ايِّ انجازٍ سوى سفكِ المزيدِ من دماءِ الابرياءِ الفلسطينيين..
دماءُ مقاومينَ سالت اليومَ على طريقِ القدسِ بطولكرم في الضفةِ الغربية، متصديةً للعدوانيةِ الصهيونية، ومؤكدةً انَ الضفةَ توأمُ الصبرِ والجهادِ معَ غزةِ الاباء..
وفيما آباءُ الحربِ الصهيونيةِ المسعورةِ يتخبطون، ويَستنزفون الوقتَ من دونِ ايِّ انجاز، ارتفعت حدةُ الخلافاتِ داخلَ مجلسِ حربِهم، فيما يستعدُ سيدُهم الاميركيُ لايفادِ وزيرِ خارجيتِه انتوني بلينكن الى المنطقةِ للبحثِ عن مخرجٍ لازمتِهم المتفاقمة..
وفيما طريقُ القدسِ تزخرُ بالشهداء، ترجلَ اليومَ مجاهدٌ طالما مشى هذا الطريق، انه النائبُ السابقُ الحاج ابو سليم ياغي، الذي نعاهُ حزبُ الله مجاهداً من الرعيلِ المؤسس، مضى بعدَ صراعٍ مع المرض، على ان يكونَ التشييعُ عندَ الواحدةِ من ظهرِ الغدِ في بعلبك..
المصدر: قناة المنار