بعد ان كان موضوع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مخططا تكشفه الوقائع اليومية للعدوان على القطاع ، تسربت تصريحات من رئيس حكومة كيان الاجرام بنيامين نتنياهو حول هذا المخطط، الذي يبدو ان قادة الاحتلال عملوا عليه منذ اليوم الاول للعدوان، عبر اهوال الحرب والحصار غير المسبوقة واطالة امدها، لكنه مخطط سيؤول الى الفشل.
واذا كان النائب من حزب الليكود داني دانون اكد ان هذا الموضوع له “اهمية استراتيجية لليوم التالي للحرب” دون ان يفصح عن تفاصيل هذه الاهمية، فإن التهجير بطبيعة الحال يهدف الى ان يحقق للاحتلال عدة امور:
- فصل جزء كبير من الشعب الفلسطيني عن قضيته المركزية وارضه وتاريخه ومقدساته
- الانتقام من اهل غزة وانجازاتهم وصمودهم ومقاومتهم التاريخية
- محاولة تفكيك المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة
- محاولة اضعاف مبدأ المقاومة والتصدي
- تكرار صورة التهجير الفلسطيني بعد الحروب التاريخية
- محاولة تحقيق نصر معنوي يقوم على الاثبات للداخل الصهيوني القلق على مستقبل كيانه والذي هاجره كثيرون منذ طوفان الاقصى ان الفلسطيني هو الذي يترك ارضه
وكانت وقائع العدوان اثبتت ان النزوح ثم التهجير هدف واضح من اهداف الحرب عبر الجرائم التالية:
- القصف العشوائي والمدمر وارتكاب المجازر وقتل اكبر عدد من المدنيين والاطفال لاثارة الرعب ودفع الاهالي للهرب
- تدمير كل مقومات الحياة وضرب القطاع الصحي الذي يعتبر اساسا في الاستمرار والصمود
- الحصار الشديد وقطع الطعام والماء والكهرباء والاتصالات
- الطلب بشكل متكرر من المواطنين ترك مناطق الشمال ثم لاحقا الطلب منهم ترك مناطق في الوسط وفتح ما يسميها ممرات آمنة نحو تجمعات معينة وقد ثبت ان كل المناطق معرضة للقصف
تصريحات نتنياهو
نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، عن نتنياهو قوله خلال جلسة برلمانية مغلقة لنواب حزب الليكود، إنه يسعى إلى وضع خطط لتنفيذ ما وصفها “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى واضاف: “مشكلتنا هي الدول المستعدة لاستيعاب اللاجئين، ونحن نعمل على حلها”.
وبحسب الصحيفة، قال النائب من حزب الليكود داني دانون: “العالم يناقش هذا الأمر بالفعل، وزير الهجرة الكندي (مارك ميلر) تحدث عن هذه الأمور علنا، وكذلك فعلت نيكي هيلي (مرشحة جمهورية محتملة للرئاسة الأمريكية)”.
وأضاف: “يجب علينا تشكيل فريق في دولة إسرائيل يعتني بهذه القضية ويتأكد من أن كل من يريد مغادرة غزة إلى دولة ثالثة، يمكنه القيام بذلك”.
وتابع دانون: “يجب أن يكون هذا منظما، لما له من أهمية استراتيجية لليوم التالي للحرب”.
الى ذلك نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية مقالاً لنتنياهو وضع فيه ثلاثة شروط تسبق إنهاء الحرب على غزة.
وقال نتنياهو في مقاله إنه “لا بد من تدمير حماس ولا بد من نزع سلاح غزة ولا بد من استئصال التطرف في المجتمع الفلسطيني”، مضيفاً: “هذه هي الشروط الأساسية الثلاثة لتحقيق السلام”.
مواقف فصائل المقاومة
في السياق اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية، الثلاثاء، تصريحات رئيس حكومة الاحتلال حول “الهجرة الطوعية”، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يجب أن يحاكم عليها في المحاكم الدولية “.
وقالت الفصائل في بيان، إن هذه التصريحات العنصرية هي استمرار لسياسة حرب الإبادة الجماعية لتهجير المواطنين قسريا بفعل استمرار العدوان والقتل والتدمير والحصار. وشددت على أن إضافة “نتنياهو” صفة الطوعية على الهجرة هي محاولة خداع ضمن مخططه لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضافت أن الشعب الفلسطيني صامد ولن يترك أرضه ووطنه ولن يستسلم، مؤكدة أن هذا هو المعيق أمام نجاح مخططات الاحتلال العنصرية وليس “انعدام دول مضيفة” كما يقول “نتنياهو”.
وقالت حركة “حماس”، إن ما ورد على لسان نتنياهو حول عمله مع دول لتمرير مخطط الهجرة الطوعية لسكان غزة، يعد “محاولة لإطالة أمد العدوان”.
وأضافت في بيان: “مخطط سخيف (من نتنياهو) ومحاولة لتسويق أوهام لإطالة أمد العدوان بعد فشله وجيشه في تحقيق أهدافهم”.
وقال حماس “يظن نتنياهو أنه يستطيع بذلك الهرب من استحقاق وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية”. وأشارت إلى أن الشعب “لن يسمح بتمرير أي مخطط يهدف لطمس قضيته أو يبعده عن أرضه ومقدساته”.
وكانت “جيما كونيل”، رئيسة الفريق الإنساني التابع للأمم المتحدة، قالت إن العديد من الفلسطينيين في قطاع غزة اتبعوا أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال، وبحثوا عن الأمان في مناطق محددة، ليجدوا أنه لم يعد هناك سوى مساحة صغيرة متبقية في المنطقة المُكتظة بالسكان.
بالخلاصة فقد اثبت الشعب الفلسطيني في غزة رغم هول المأساة صبرا تاريخيا غير مسبوق عبر الصمود الى اقصى حد ممكن في مناطقه واحيائه ومدنه، وتهجّر جزء منهم بطبيعة الحال جراء الظروف القاسية، وقد شهد العالم في ايام الهدنة عودة الكثيرين منهم في اللحظات الاولى، وهذا الشعب اثبت تمسكه بقضيته وارضه سواء في غزة او كل مناطق فلسطين، كما ان انجازات وانتصارات المقاومين المتصاعدة في الميدان تجعل هذا المخطط مثل غيره من اهداف الحرب اوهاما غير واقعية.
المصدر: موقع المنار
