كلُّ جهاتِهم نار، وكلُّ خِياراتِهم انكسار.. بعدَ خمسةٍ وسبعينَ يوماً من الدمارِ والتقتيلِ والتنكيلِ بالشعبِ الفلسطيني، وقفَ الصهاينةُ فوقَ رمالِ غزةَ المتحركةِ منكشفينَ منقسمين، منهكين متعبين، قد استنفدوا كلَّ وقتِهم ، ولم يُحققوا هدفاً يتسترونَ به ..
وامامَ الملأِ يتصايحُ قادتُهم، وتتناثرُ جثثُ جنودِهم فتربكُ خُطَطَهُمُ العالقةَ في كمائنِ غزةَ بكلِّ شوارعِها واحيائها..
حصيلةُ يومِ المقاومةِ عددٌ من الآلياتِ الصهيونيةِ المحترقةِ بالعبواتِ والصواريخِ ومقتلُ وجرحُ طواقمِها، وكمائنُ وقعَ فيها الجنودُ المشاة، فنزفوا حتى الموت، وان حاولت الرقابةُ اخفاءَهم عن صفحاتِ الاعلام ..
اما منابرُ الاعلامِ العبري فكتلكَ السياسية، بدأت التمهيدَ للنزولِ عن اعلى الشجرة، متحدثةً عن تفويضِ الكابينت لرئيسِ الموسادِ التفاوضَ ولو على اخراجِ معتقلين فلسطينيين وصفوهم بالملطخةِ ايديهم بدماءِ الاسرائيليين ضمنَ عمليةِ تبادلٍ للاسرى. فيبدو انهم باتوا اسرى خياراتِهم وضغطِ حلفائِهم وضياعِ اهدافِهم، فالفلسطينيونَ يراكمونَ بالنقاطِ من جديدٍ للنصرِ القادمِ لا محالة..
اما المنتصرون لغزةَ المدافعونَ عن اهلها الحافظون لقداسةِ دماءِ اطفالِها فهم حاضرون كما أكدَ قائدُ انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وسيسعَون لفعلِ ما هو اكبرُ وشديدٌ ليرقى الى المستوى الذي يطلبُه دعمُ الشعبِ الفلسطيني كما قال.
ومن منطلقٍ انسانيٍ وايمانيٍ واخلاقيٍ جددَ السيدُ الحوثي الموقفَ الذي يُجمعُ عليه عمومُ الشعبِ اليمني بالمضيِّ الى آخرِ الطريقِ بدعمِ الفلسطينيينَ مهما غَلَت الاثمان، اما العنترياتُ الاميركيةُ والغربيةُ وبعضُ العربيةِ فلن تُخيفَ شعبَ الصبرِ والايمانِ ولن تَطفُوَ على سطحِ مياهِ البحرِ الاحمر، الذي لوَّنَه انصارُ الله بخطوطٍ حمرٍ اساسُها ضربُ كلِّ شِريانِ حياةٍ للصهاينةِ قادماً من بابِ المندب، ومن يُفكِّرْ بطَرقِ بابِ اليمنيينَ سيَسمَعْ الجوابَ الهادرَ والحكيم ..
في ابوابِ الجنوبِ اللبنانيةِ المفتوحةِ على طريقِ القدسِ قِصاصٌ يوميٌ للصهاينةِ المعتدين، وضرباتٌ تؤلمُ الجيشَ العبريَ يتحسسُها واِن كابرَ بكلِّ ابعادِها الامنيةِ والعسكريةِ والاستراتيجية، وابعدَ ما تطالُه يدُه يبقى تحتَ سقفِ المعادلاتِ التي ترسمُها المقاومةُ وتُثَبِّتُها بدماءِ شهدائها وسواعدِ مجاهديها..
المصدر: قناة المنار