هذا ما جاء في افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 9-12-2023
الأخبار
8 عمليات للمقاومة… والعدو يستهدف الجيش مجدّداً
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول:
نفّذ حزب الله أمس 8 عمليات ضدّ مواقع إسرائيلية على امتداد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، دعماً وإسناداً للمقاومة في قطاع غزة. بدأت العمليات عند الظهيرة باستهداف موقع مسكاف عام، ومن ثمّ مربض خربة ماعر ومواقع الراهب ورويسات العلم والرادار والعباد وثكنة ميتات. واستخدمت المقاومة في ضرباتها الأسلحة الصاروخية، ومنها «صاروخ بركان»، عدا «الأسلحة المناسبة». وأقرّت إذاعة جيش العدو باندلاع حريق في ثكنة ميتات في الجليل الأعلى، بعد استهدافها بصاروخ من لبنان، فيما اعترفت «القناة 14» العبرية بسقوط إصابتين فيها.في المقابل، طاول القصف المدفعي المعادي بلدات ومناطق حدودية، هي: كفرشوبا والهبارية وشبعا ومارون الرأس وعيتا الشعب وحولا ومركبا وبليدا وسهل الخيام والعديسة وشيحين وزبقين ومروحين وبيت ليف والقوزح وميس الجبل وبني حيان ورب ثلاثين والضهيرة وطير حرفا واللبونة ووادي حامول والناقورة. وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، تعرّض مركز استشفائي له في بلدة عين إبل لقصف إسرائيلي. وعلمت «الأخبار» أن جندياً أصيب بعد تنشّقه دخان قذائق فوسفورية أُطلقت على المركز، وكذلك أصيب ثلاثةٌ آخرون بجروح طفيفة في قصف على مركزهم، في رأس الناقورة. كما أصيب مواطن بشظايا قذيفة مدفعية خلال عمله في أرضه، في أطراف راشيا الفخار.
إلى ذلك، نعى حزب الله أمس أربعة مقاومين استشهدوا «على طريق القدس»، أولهم أحمد حسين علي أحمد (أبو عباس) من بلدة الناصرية البقاعية. وهو استشهد في هجوم للعدو جنوباً، وثلاثةٌ آخرون استشهدوا في قصف إسرائيلي على نقطة في منطقة القنيطرة في جنوب سوريا، وهم حسن علي دقدوق (جواد) من بلدة عيتا الشعب الجنوبية وعلي إدريس سلمان (عباس) من بلدة عرمتى الجنوبية وحسين عصام طه (أبو تراب) من بلدة ميس الجبل الجنوبية.
وفيما كانت مراكزه تتعرّض للقصف في الجنوب، تصدّى الجيش في بيروت عصر أمس لمجموعة أمهات، خلال تحرك تضامني مع غزة، على مقربة من مقر السفارة الفرنسية في المتحف.
وكانت المنظّمات الدّاعية حصلت على إذن مسبق من «أمن الدولة»، للتجمع في الحديقة المحاذية للسفارة، إلا أنه عند بدء وصول المشاركات إلى المكان، حاول ضابط وعناصر من الجيش منعهنّ من البقاء، ما أدى إلى حصول مشادّة كلامية بين الطرفين، ليُقفل الجيش بعدها جميع الطرقات المؤدية إلى التحرك.
إثر ذلك، انتقل الجميع إلى مكان آخر في منطقة المتحف، حيث وضعنَ 200 تابوت وكفن، ورفعنَ عبر مكبّرات الصوت، أصوات استغاثة لأطفال وأمهات من العدوان الإسرائيلي في غزة، كانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن ثمّ توجّهت الأمهات إلى «قصر الصنوبر»، لـ«رمزيته، كمقر سابق للمندوب السامي، ومقر حالي للسفير الفرنسي». وقبل مغادرتهنّ، تركنَ عدداً من الأكفان. واعتبرت إحدى المنظّمات، دانيا دندشلي، أن الجيش «حمى الاستعمار بمنعه إقامة التحرك بالقرب من السفارة، في الوقت الذي يجب أن تستمر فيه التظاهرات أمام سفارات فرنسا وبريطانيا وأميركا، لكون تلك الدول منخرطة مباشرة في قتل أبناء غزة».
البناء
القسام وسرايا القدس تسيطران على الميدان في غزة والاحتلال يقتل الأطفال
احتمالات التصعيد جنوباً واستهداف الجيش… والمقاومة جاهزة لكلّ الاحتمالات
كتبت صحيفة “البناء”:
صورتان اختصرتا المشهد ليل أمس، الصورة الأولى لمقاتل من سرايا القدس يقفز فرحا ويصرخ «ولّعت… ولّعت»، بعد نجاحه بإحراق دبابة ميركافا من الجيل الرابع في شوارع غزة، بقذيفة «ب 7» بعد تمكنه من استهداف الدبابة في نقطة انفصال البرج عن جسم الدبابة بما يشبه المعجزة، أما الصورة الثانية فكانت لنائب السفيرة الأميركية في نيويورك روبرت وود وهو يرفع يده لاستخدام حق النقض (الفيتو)، لإسقاط مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق نار إنساني في غزة، لتمكين الهيئات الأممية من إيصال المساعدات الإنسانية لمن وصفهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ 97% من سكان غزة الذين لا يملكون المسكن ولا الغذاء ولا الدواء.
الفيتو الأميركي كان وحيداً في التصويت ضدّ مشروع القرار، الذي كان لافتاً انّ دولة الإمارات العربية المتحدة هي من وقفت وراءه، ولو بتكليف عربي، وقد سبق للإمارات أن كانت قد صوّتت ضدّ مشاريع مشابهة لأنها لم تتضمّن إدانة واضحة لحركة حماس، واللافت انّ كلّ الدول الأوروبية صوّتت مع المشروع، الذي نال 13 صوتاً من أصل 15 صوتاً يتكوّن منهم مجلس الأمن، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت، وبقيت أميركا وحيدة على ضفة الرفض، ما يظهر حجم التحوّل السياسي الذي أحدثته قوى الرأي العام في العالم بفرض التغيير على حكوماتها، وفي الدول الغربية خصوصاً، وهذا يعني أنّ اللحظة التي يصعب فيها على واشنطن مواصلة تقديم الحماية والدعم المفتوح لكيان الاحتلال وجرائمه المتمادية في غزة، لم تعد بعيدة، وهذا ما يفسّر ما تنقله وسائل الإعلام الأميركية عن إبلاغ واشنطن لتل أبيب بأنّ الوقت ينفد…
في الميدان كان واضحاً يوم أمس أنّ الكلمة العليا هي للمقاومة، حيث توزعت كتائب القسام وسرايا القدس تحقيق الإنجازات بإحراق الدبابات وقتل الجنود، ووزعت التسجيلات التي توثق إنجازاتها، وفيما وثقت القسام مشروعاً فاشلاً لقوات الاحتلال لتحرير أحد الأسرى، انتهى بمقتله، وقتل عدد من المهاجمين، لم يلبث الناطق بلسان جيش الاحتلال ان اعترف بالعملية ولو بطريقة مواربة، بينما استمرت المقاومة بإطلاق الصواريخ على تل أبيب من مواقعها في جباليا والشجاعية شمال غزة، واستهداف غلاف غزة وصولاً الى بئر السبع.
لبنانياً زاد الحديث عن مخاطر التصعيد مع تداول ما يتناقله الموفدون الغربيون، من تقارير عن احتمالات تصعيد اسرائيلية، وجاء استهداف الجيش اللبناني مجدداً ليؤكد هذه المخاوف، بينما واصلت المقاومة عملياتها، والمصادر المتابعة لموقف المقاومة تقول إنها جاهزة لكلّ الاحتمالات، وأنها لا تبحث ايّ مقترحات ومشاريع قبل وقف العدوان على غزة.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها مع استمرار المقاومة الإسلامية في لبنان دكّ مواقع الإحتلال وثكناته وتجمعاته بالأسلحة النوعية، في مقابل تمادي العدو الإسرائيلي باعتداءاته على القرى الجنوبية الآمنة على الحدود مع فلسطين المحتلة، مكرّرة استهدافها لمراكز الجيش اللبناني.
واستهدفت المقاومة مربض خربة ماعر بالأسلحة المناسبة وتمّت إصابته إصابة مباشرة، وقصفت مواقع الراهب بصواريخ بركان ورويسات العلم في تلال كفرشوبا والرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وقد أصابت أهدافها بدقة.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله، مشاهد من استهداف المقاومة الإسلامية عدد من المواقع التابعة لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.
وزفت المقاومة الإسلامية كوكبة من الشهداء ارتقوا على طريق القدس، وهم: حسن علي دقدوق «جواد» من بلدة عيتا الشعب، علي ادريس سلمان «عباس» من بلدة عرمتى، حسين عصام طه «أبو تراب» من بلدة ميس الجبل، أحمد حسين علي أحمد «أبو عباس» من بلدة الناصرية في البقاع.
وواصلت قوات الإحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنوب لبنان، وأطلقت مروحيّة إسرائيليّة من نوع «أباتشي»، صاروخ جوّ- أرض مستهدفةً منزلًا في بلدة مروحين.
وأعلنت قياد الجيش اللبناني، تعرّض المركز الاستشفائي التّابع للجيش في بلدة عين إبل – الجنوب، لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدّى إلى أضرار مادّيّة، دون وقوع إصابات.
وتفاعل تقرير «رويترز» الذي حمّل جيش الإحتلال مسؤولية قتل الصحافي المصوّر الشهيد عصام عبدالله. وكذلك التحقيق الذي أجرته منظمتا «أمنستي» و»هيومان رايتس» في لبنان ووجه الاتهام لقوات الإحتلال بقتل الصحافيين لا سيما فريق عمل قناة «الميادين». ما يضع ذلك برسم الولايات المتحدة الأميركية التي قرّرت الحرب الإسرائيلية على غزة وتديرها وتغطي استمرارها بتسليحها لجيش الإحتلال بكافة أنواع الأسلحة التدميرية والمحرّمة دولياً لتدمير المباني السكنية والتعليمية والصحية والخدماتية في غزة وقصف القرى اللبنانية وقتل المدنيين والأطفال، وكذلك برسم الدول الأوروبية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة المولجة بتطبيق القانون الدولي والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية وتحييد المدنيين عن الحرب.
ويستمرّ المسؤولون الأميركيون بسياسة النفاق والكذب حيال ما يجري في غزة، فقد اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في واشنطن عقب اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أنه من «المهمّ» إجراء «تحقيق كامل ومعمّق» في القصف الإسرائيلي الذي أدّى إلى مقتل عصام عبدالله وإصابة ستة آخرين في 13 تشرين الأول في جنوب لبنان. وعند سؤاله حول هذا الموضوع قال «أعتقد أنّ إسرائيل بدأت مثل هذا التحقيق وسيكون من المهمّ أن نرى نجاح هذا التحقيق ومعرفة النتائج». بدوره، زعم جيش الإحتلال الإسرائيلي رداً على التقرير أنّ «حادث مقتل الصحافيين قيد المراجعة حالياً».
إلى ذلك، انحسرت العاصفة التي أثارها الفرنسيون ومن خلفهم الأميركيون والإسرائيليون حول تطبيق القرار 1701 بالقوة العسكرية، بعدما تبيّن أنها مجرد تهويل للضغط على حزب الله لوقف عملياته العسكرية لإسناد غزة، إذ لم يكترث الحزب للضغوط الخارجية ولا للصدى السياسي الداخلي لها. وبعدما أيقن الجميع بمن فيهم الأميركيون والإسرائيليون بأن ما يطلبونه فيه استحالة ولا يستطيعون تنفيذه بالقوة العسكرية الإسرائيلية التي تتآكل في غزة.
وأكدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ «البناء» استحالة تعديل القرار الدولي 1701 سواء كان عبر العروض التي تحمل الإغراءات أو من خلال رسائل التهديد بشنّ عدوان عسكري على الجنوب ولبنان، أو عبر الضغوط الدبلوماسية لانتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي»، موضحة أنّ الحكومة ليست بصدد المقايضة تحت ضغط الإغراءات، ولا حزب الله قابل للرضوخ أمام التلويح باستخدام القوة العسكرية، ولا التعديل في مجلس الأمن ميسّر بسبب وجود الفيتو الروسي – الصيني المزدوج».
ولفتت الأوساط الى أنّ المسؤول عن خرق القرار الدولي في الجنوب هو العدو الإسرائيلي حيث وثّقت الأمم المتحدة آلاف الخروقات منذ العام 2006 حتى الآن، فكيف يُطالَب حزب الله الآن باحترام هذا القرار في ظلّ أضخم عدوان إسرائيلي على غزة ولبنان والمنطقة والتداعيات المتوقعة على لبنان جراء المشاريع الجهنمية التي يجاهر الأميركي والإسرائيلي بفرضها على غزة وفلسطين ولبنان إضافة الى سيل من التهديدات الإسرائيلية بتدمير لبنان؟ وكيف يطلبون في ظلّ هذه الأوضاع الأمنية والعسكرية واللحظة التاريخية المصيرية وقف حزب الله لعملياته العسكرية والتراجع خلف حدود الليطاني؟ وضمن ايّ هدف توضع هذه الضغوط سوى في إراحة العدو الإسرائيلي وتخفيف الضغط عنه في جبهتي غزة والضفة الغربية والتعويض عن هزيمته في الجولة الأولى من الحرب وإنقاذ رئيس حكومة الاحتلال من الإحراج الكبير الذي وقع فيه في استعادة الأمن والمستوطنين المهجّرين الى الشمال». ولاحظت المصادر التبدّل في المعادلة من مطالبة لبنان للإحتلال الإسرائيلي باحترام القرار 1701 وعدم خرقه، الى مطالبة حكومة الإحتلال للبنان وحزب الله بتطبيق القرار».
وأكدت مصادر سياسية لـ «البناء» أنّ المحاولات الأميركية لخلق جبهة سياسية داخلية واسعة للضغط على حزب الله لدفعه لوقف دوره العسكري في الجنوب لن تنجح، فالقوى السياسية والروحية في الطائفة السنية تقف مع المقاومة دعماً لغزة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي في إطار تمسكها بالقضية الفلسطينية،
أما التيار الوطني الحر فتؤكد مصادره لـ «البناء» بأنه يقف مع المقاومة ضدّ العدوان الإسرائيلي على كلّ لبنان وليس فقط على الجنوب، وأنّ سلاح المقاومة وعملياتها حموا لبنان من أيّ عدوان حالي ومستقبلي. وكذلك الأمر فإنّ الرئيس السابق للحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط أكدت مصادره بأنه لن يكون ضمن أيّ جبهة مناوئة للمقاومة، بل ضمن جبهة وطنية لتحصين الساحة الداخلية لمواجهة أيّ عدوان اسرائيلي على لبنان.
وتلقى جنبلاط رسالة جوابية، من منسق السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر مدير مكتبه كاميلو فيلارينو.
وشكر بوريل جنبلاط، على «الرسالة البرقية التي أرسلها له يوم 29 تشرين الأول الماضي بشأن الحرب في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، والتي دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى إتخاذ مواقف إضافية حازمة ضدّ الانتهاكات غير المسبوقة لحقوق الإنسان وجرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني».
ولفت بوريل، الى أنه «خلال زيارته إلى الشرق الأوسط بين 16 و 20 تشرين الثاني 2023، أكد للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على ضرورة الردّ على هجمات حركة حماس بما يتماشى مع القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي»، مؤكداً على «أهمية ضمان حماية جميع المدنيين في جميع الأوقات».
وتوالت الوفود الفرنسية الى لبنان ما يرسم تساؤلات عدة حول الأهداف والدور الذي تؤدّيه فرنسا في ضوء الحرب الاسرائيلية على غزة، فلم تمضِ أيام على زياتي الموفد الرئاسي جون إيف لودريان ومدير الاستخبارات الفرنسية برنار إيميه، حتى حط وفد رفيع من وزارتَي الخارجيّة والدّفاع الفرنسيّتَين، بحضور السّفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.
ومساء أمس التقى الوفد رئيس لجنة الشّؤون الخارجيّة والمغتربين النّيابيّة النّائب د. فادي علامة في دارته. وأشار علامة إلى أنّ «اللّقاء تخلّله بحث في التّطوّرات الأمنيّة عند الحدود الجنوبيّة مع فلسطين المحتلة، فأكّد الوفد «قلق فرنسا من تدهور الوضع في جنوب لبنان، كما الحرص على تعزيز الأمن والاستقرار»، لافتاً إلى أنّه في ما يتّصل بالقرار الأممي 1701، أكّد الوفد أنّ «لا تعديل على هذا القرار، وأنّ الجهود تنصبّ من أجل إيجاد حلول عبر القنوات الدّبلوماسيّة».
وضمّ الوفد المدير العام للشّؤون السّياسيّة والأمنيّة في وزارة أوروبا والشّؤون الخارجيّة فريديريك موندولوني، المديرة العامّة للعلاقات الدّوليّة والاستراتيجيّة في وزارة الجيوش الفرنسية اليس روفو، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في الوزارتين.
كما التقى الوفد الفرنسي قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة وبحث المجتمعون الأوضاع العامة في البلاد لا سيّما عند الحدود الجنوبية، وأكد أعضاء الوفد على «أهمية دور الجيش في حفظ أمن لبنان واستقراره خلال الظروف الراهنة». وشكر قائد الجيش بدوره السلطات الفرنسية لدعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية.
على صعيد ملف قيادة الجيش، لم تتضح الصورة النهائية لحلّ الأزمة حتى الساعة في ظل استمرار المشاورات على أن تتبلور الحلول خلال الأسبوع المقبل.
وعشية الجلسة المرتقبة لهيئة مكتب مجلس النواب الاثنين المقبل، والتي تعدّ لجلسة تشريعية سيكون ملف قيادة الجيش على جدول أعمالها، بدأت القوى السياسية بإعلان مواقفها من التمديد والمشاركة في الجلسة.
ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب جيمي جبور، أنّ «التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون غير متاح في مجلس الوزراء، والكرة في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري». ولفت، في حديث تلفزيوني إلى أنّ «الجيش قادر على إنشاء قيادة جديدة وهناك مجموعة من القوى السياسية من ضمنها «القوات اللبنانية» إنقلبت على الموقف، واليوم السؤال الكبير هو لماذا هذا الانقلاب؟ واعتبر جبور أنّ «ملف النازحين يشكل خطراً وجودياً على لبنان، وعلى قائد الجيش أن ينطلق من هذه الفكرة في هذا الموضوع».
من الاحتمالات المرجحة هي المعالجة المزدوجة، أي أن مجلس الوزراء يتكفل بتعيين رئيس للأركان، فيما يتولى مجلس النواب إقرار قانون رفع سنّ التقاعد لرتب عماد ولواء لمدة ستة أشهر وبالتالي يبقى قائد الجيش في منصبه ستة أشهر إضافية، وبحال تعرّض القانون للطعن أمام المجلس الدستوري، فيحتاج الى 3 أشهر بالحدّ الأدنى لإصدار نتيجة الطعن، وتكون مدة التمديد لقائد الجيش قد شارفت على الانتهاء. ومن الخيارات أيضاً الإكتفاء بتعيين رئيس للأركان وأعضاء المجلس العسكري على أن يتولى رئيس الأركان مهمة قائد الجيش.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي، مدير المخابرات العميد أنطوان قهوجي.
الجمهورية
جبهة الجنوب: قصف وعمليات وتهديدات .. وتأكيد رسمي: لا تعديل للقرار 1701
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
دخلت حرب الإبادة الجماعيّة التي تشنها إسرائيل على غزة، يومها الخامس والستين، على الوتيرة ذاتها من العنف والوحشية باستهداف المدنيين في القطاع. وعلى الرغم من الصعوبة التي اعترف الجيش الاسرائيلي انه يواجهها في هذه الحرب، الا أن المستويين السياسي والعسكري الاسرائيليين يؤكدان المضي فيها حتى تحقيق أهدافها المعلنة بالقضاء على حركة «حماس» وإعادة كل الاسرى الاسرائيليين لديها، وهو امر لم يتحقق خلال شهرين من القصف الجهنمي على أحياء غزة والمجازر بحقّ أطفالها والتدمير لِبُناها المدنيّة وإعدام كلّ مظاهر الحياة فيها… فيما بقيت منطقة الحدود الجنوبية مسرحاً لعمليات حربية، واعتداءات اسرائيليّة مكثفة على البلدات اللبنانية، يوازيها تصعيد «حزب الله» لهجماته ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية على طول خط الحدود.
واذا كانت التقديرات الاسرائيلية، كما ينقل الاعلام الاسرائيلي، تشير الى ان الجيش الاسرائيلي بحاجة لنحو شهر من العمليات البرية في غزة، لكي يتمكّن من فرض شروطه على حركة «حماس»، يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين، فإنّ هذه التقديرات مبنية على أن واشنطن التي تدعم اسرائيل في هذه الحرب باتت لا ترغب في اطالة أمدها الى ما بعد نهاية الشهر الجاري.
الا انّ تقديرات المحللين والمعلّقين الاسرائيليين تتقاطع عند ما يسمّونها «الصعوبة في تحقيق هذا الهدف، تبعاً لطبيعة الحرب وسير المعارك القاسية التي لم تُمكّن الجيش الاسرائيلي حتى الآن من الحسم، بل ربما يحتاج إلى شهور من قتال مجهول النتائج لا يضمن اعادة الأسرى، بل ربما يعرّض حياتهم للخطر. وارتكزت تقديرات هؤلاء المحللين على المحاولة الفاشلة التي قام بها الجيش الاسرائيلي في الساعات الأخيرة لتحرير بعض الأسرى وأدت الى مقتل جندي اسرائيلي أسير، بحسب ما اعلنت حركة «حماس».
على انّ الصورة العامة التي يرسمها هؤلاء لمسار الحرب، تفيد بأنّ الفشل في تحقيق نصر عسكري في قطاع غزة لا يزال يغطي على بصر المسؤولين الإسرائيليين، وطريقة تعاطيهم مع تداعيات الإصرار على حرب محفوفة بمخاوف كبرى من ان تنتهي الى الخضوع لشروط «حماس». يُضاف إلى ذلك انّه في اللحظة التي ينجلي فيها غبار المعركة ستندلع الصراعات الداخلية في إسرائيل، وستطفو الخلافات على السطح من جديد، ويُحمّل كلّ طرف مسؤولية الفشل للآخر.
الجبهة الجنوبية
وعلى جبهة الجنوب اللبناني، حافظت العمليات العسكرية على وتيرة مرتفعة من التصعيد، في ظل قصف اسرائيلي مكثّف وعنيف على المناطق اللبنانية، حيث استهدف على فترات متتالية أمس راشيا الفخار، حيث أفيد عن اصابة مواطن بجروح، واطراف الضهيرة، كفر شوبا، حولا، ومركبا، بليدا، عيترون، شيحين، حرج هورا، دير ميماس، العديسة، الخيام، وادي حسن، محيبيب، مارون الراس، رب ثلاثين، كفر حمام، الفرديس والهبارية، بلدة البستان، رميش، مجدل سلم، وادي المغارة، أطراف مروحين، وجبل بلاط، ووادي قطمون في خراج بلدة رميش. كما حصلت غارَة على منزل في بلدة مروحين. واستهدف القصف الاسرائيلي أيضاً قُرى بني حيان ومجدل سلم – حي الحجر. اطراف شبعا، تلة الحمامص، كفركلا، عيتا الشعب، طيرحرفا، ووادي حامول، عين إبل بالقرب من المستشفى. ومساءً، استهدف الجيش الاسرائيلي مناطق الطراش والجبل والدباكة ورأس الظهر والأطراف الشمالية والجنوبية لبلدة ميس الجبل من جهة بلدتَي حولا وبليدا وجبال البطم.
وأفيد عن قصف مدفعي إسرائيلي على مركز عين إبل الإستشفائي التابع للجيش اللبناني نتجت عنه أضرار مادية بغرف المنامة ومخزن السلاح واشتعاله، من دون وقوع اصابات حسبما اعلنت قيادة الجيش. كما أفيد انّ قنابل فوسفورية استهدفت سرية مركز الجدار في رميش وعن 3 حالات اختناق في صفوف العسكريين نقلوا إلى المستشفى. كما قصف العدو محيط مركز الجيش اللبناني في الناقورة حيث افيد عن اصابة جندي واحد اصابة طفيفة جداً (في الكتف) وتمّ نقله للمعالجة. بينما افادت معلومات اخرى مساء عن اصابة 3 جنود بجروح نتيجة استهداف العدو آلية للجيش اللبناني في راس الناقورة.
عمليات
في غضون ذلك، أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت امس مربض خربة ماعر، موقع الراهب، وتحرّكاً للجنود الاسرائيليين في القطاع الغربي، موقع الرادار، موقع العباد، موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، موقع مسكافعام وثكنة ميتات. كذلك جرى تبادل للقصف بين المقاومة وموقع الاحتلال في بركة ريشا. وفيما دَوّت صفارات الانذار في المستوطنات الاسرائيلية، أعلن جيش العدو انه اعترض جسماً جوياً تسلّل من لبنان.
هل الترتيبات جديّة؟
في موازاة ذلك، يلاحظ أنّ الاعلام الاسرائيلي ما زال يركز على الحدود الشمالية، ووجود ما يسمّيه التهديد لسكان المستوطنات الاسرائيلية، الذي يمثّله انتشار «قوة الرضوان» قرب السياج الحدودي من الجانب اللبناني. وهو الامر الذي يمنع سكان تلك المستوطنات المهجّرين منها، من العودة الى منازلهم.
وبحسب الاعلام الاسرائيلي فإنّ اسرائيل تتحدّث عن إزالة مستديمة لـ«قوة الرضوان» من شمالي المستوطنات، وهو ما أشار اليه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بقوله إنّ ثمّة سبيلَين لإبعاد «حزب الله» الى شمالي نهر الليطاني: إمّا بحل سياسي وامّا بحل عسكري.
واذا كان ظاهر الصورة قد أبرز حراكاً دوليّاً في اتجاه لبنان، لا سيما من قبل الإميركيّين والفرنسيّين تحت عنوان علني هو «منع توسّع دائرة التصعيد»، فإنّ جوهره هو «حَث المسؤولين في لبنان على ممارسة الضغط على «حزب الله» ومنعه من فتح جبهة حرب ضد اسرائيل انطلاقاً من لبنان، والتحذير من عواقب وخيمة قد تجرّها هذه الحرب على هذا البلد».
الّا أنّ مصدراً مسؤولاً على صِلة مباشرة بحركة الموفدين تجاه لبنان، اكد لـ«الجمهورية» انّ اسرائيل تستبق انتهاء حربها على غزة بحديثٍ عن نصرٍ مسبق وحتمي، يُمكّنها من فرض ارادتها على غزة وأجندتها على مرحلة ما بعد هذه الحرب، تشمل لبنان بفرض حل سياسي لطمأنة المستوطنين، او فرض واقع جديد بحل عسكري. فهذا الكلام لا يعدو اكثر من محاولة احتواء لخوف المستوطنين.
فبالنسبة الى الحل السياسي، يفترض المصدر انه مَبني على أجندة مفترضة للمنطقة بعد غزة، والفرنسيون قالوا صراحة أمامنا ما مفاده انّ مرحلة ما بعد حرب غزة ستشهد مؤتمرا دوليا لوضع ترتيبات جديدة ربما تشمل كل المنطقة ومن ضمنها لبنان. وهذا الامر مجرّد فكرة حتى الآن، الّا انّ ما ينبغي لَحظه في هذا السياق، هو أنّ زيارة الموفدين الى لبنان اقترَنت بإثارة غير بريئة لموضوع القرار 1701، من زاوية تطبيقه من الجانب اللبناني، واعتبار منطقة عمل قوات «اليونيفيل» منطقة منزوعة السلاح وخالية من المسلحين. واكثر من ذلك إقران هذه الاثارة بالترويج لِما سَمّوها الحاجة الملحّة لتعديل القرار، بما يعدّل مهام اليونيفيل وجعلها قوات قتالية. من دون ان يأخذوا في الاعتبار انّ مثل هذا الامر قد يُدخِل المنطقة في المجهول.
ويؤكد المصدر المسؤول أن اثارة موضوع القرار 1701 اعلامية وسياسية لا اكثر ولا اقل، وبالتالي هو ليس مطروحاً على بساط البحث، اضافة الى أنّ المنسقة الخاصة للامم المتحدة يوانا فرونتيسكا نَفت صراحة ايّ توجّه لتعديل القرار، بل اكدت على تطبيقه، ونحن نشاركها بالدعوة الى تطبيقه وإلزام اسرائيل بذلك، كما انّ احداً من الموفدين الدوليين لم يطرح امام اي مسؤول لبناني هذا الموضوع لا من قريب او من بعيد.
وامّا بالنسبة الى الحل العسكري، فيقول المسؤول عينه: قبل الحديث عن هذا الحلّ العسكري دعونا نرَى كيف ستخرج اسرائيل من حربها على غزة وبعد ذلك لكلّ حادث حديث. ولكن بمعزل عن ذلك، فإنّ الحل العسكري الذي لَوّح به وزير دفاع العدو، يعني الحرب مع «حزب الله» وسائر قوى المقاومة في لبنان، وليس خافياً ان اسرائيل من يدعو اليها. الّا أن هذه الحرب، باعتراف الاسرائيليين أنفسهم، غير مضمونة النتائج، وأهم ما فيها ما قرأته أخيراً في الصحافة الاسرائيلية وحرفيته أن الحرب مع لبنان ستدخل كلّ اسرائيل الى الملاجىء.