انه الدمُ الهادرُ على طريقِ القدس من جنوبِ لبنان، الذي لامسَ امجادَ غزةَ وقُبةَ الاقصى، وعبَرَ فوقَ كلِّ الاصطفافاتِ المحليةِ لِيَنسُجَ من خيوطِ التنوُّعِ اجملَ لوحةٍ وطنية..
انها دماءُ ثمانيةٍ وثمانينَ شهيداً بينهم عباس محمد رعد ، الذين حمَوا الوطنَ وعمَّدوا سيادتَه بالدماء، فكانَ اليومُ عرساً وطنياً للشهداءِ جمعَ اغلبَ الوانِ الطيفِ اللبناني ورفقاءَ السلاحِ من مقاومينَ لبنانيينَ وفلسطينيينَ وقوميينَ عربٍ يؤمنونَ بالقضيةِ وبانَ القدسَ لا تزالُ قِبلةَ الجهاد..
وكانَ مجمعُ المجتبى عليه السلامُ في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروتَ قُبةً جامعةً وصوتاً واحداً ارتفعَ حدَّ مآذنِ الاقصى وحاراتِ غزةَ مباركاً للشهداء، ومؤكداً اَنْ لا بديلَ عن لغةِ المقاومةِ والتضحيةِ لحمايةِ الاعراضِ واستعادةِ المقدسات..
وكقداسةِ المناسبةِ كانَ الكلامُ من سياسيينَ واعلاميينَ ورجالِ دين، ومن اَبِي العزاءِ رئيسِ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي اَكملَ المشهدَ باجملِ الكلامِ راداً التحيةَ الوطنيةَ لكلِّ من أداها وآمَنَ وايّدَ وباركَ هذا العطاء..
ومن اهلِ العطاء، من المجاهدين المرابطين عندَ الحدودِ شرحٌ عبرَ كاميرا المنار لظروفِ وطبيعةِ المعركةِ المفتوحةِ على طريقِ القدس، والتي ستَحكي الايامُ بعضَ اسرارِها..
اما سرُّ غزةَ فعندَ اطفالِها ونسائها وشموخِ رجالِها، العصيينَ على ايِّ انكسار، يقارعونَ المحتلَّ بيقينِ المنتصرِ في معركةِ الارادات، فتراهُم منتصبي الهاماتِ فوقَ ارضِهم او تحتَ ترابِها، ولا يبايعون او يستسلمون، ويخوضون معركةَ السياسةِ والاعلامِ بكلِّ اِتقان، تماماً كما يخوضون الحربَ بوجهِ الهمجيةِ الصهيونيةِ الاميركيةِ عليهم.
واليهم تشخصُ الانظارُ في ساعاتٍ حاسمةٍ لمفاوضاتٍ حولَ تمديدِ الهدنة، التي يقولُ الصهاينةُ عبرَ اعلامِهم ومحلليهم اِنه لا بدَّ منها معَ ضيقِ الخياراتِ والحاجةِ الى ايامٍ اضافيةٍ لتأمينِ عملياتِ تبادلٍ جديدةِ للاسرى، فيما حكومتُهم اسيرةُ الضغوطاتِ الداخليةِ والخارجية، ومكبلةٌ باخفاقاتِها الميدانية.
ومعَ ساعاتِ الحسمِ قبلَ انتهاءِ التمديدِ الاولِ للهدنةِ عندَ السابعةِ من صباحِ الغد، تحدثت الخارجيةُ القطريةُ عن تفاؤلٍ كبيرٍ بتمديدٍ جديدٍ لايامٍ اضافية، تفتحُ الفرصَ للبحثِ عن هدنةٍ اطولَ على طريقِ وقفِ اطلاقِ النار..
المصدر: قناة المنار