شهادة “سراج”.. الرمزية التي تتجدد – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

شهادة “سراج”.. الرمزية التي تتجدد

655eef444c59b774ee53d77a
احمد شعيتو

كان قد مر وقت قصير فقط على استشهاد “سراج”، ليخرج والده شامخا مفتخرا ويهنئ ابنه على وسام الشهادة… رأى كثيرون في ذلك ثباتا استثنائيا في هكذا ظرف.. فأن يتلقى الاب خبر رحيل ابنه لهو امر جلل، فكيف بأن يكون موقفه الصلب بعد النبأ بقليل..

لا يعني ذلك بأي حال ان والد الشهيد ما شعر بالفراق والتأثر الابوي لكن الحاج محمد رعد أب الشهيد صاحب المسيرة الطويلة في حزب الله جهاديا وسياسيا واجتماعيا يُتوقع منه هذا الموقف وربما لا يتفاجأ كثيرون ان يكون ابنه من المجاهدين المتقدمين.. والمتعمقون في متابعة مسيرة هذا الحزب وتضحياته يتسنى لهم فهم الكثير من المواقف والتضحيات.. بل ان النائب رعد تمنى لنفسه الشهادة في اكثر من تصريح اعلامي.

لشهادة الاخ عباس محمد رعد “سراج” رمزية عمت معانيها، والتفاعل معها منذ اللحظات الاولى في لبنان وخارجه بدا متقدما ولا يزال.. ذلك في الاعلام والسياسة ومواقع التواصل الاجتماعي ، فأن يرتقي ابن مسؤول قيادي في حزب الله شهيدا هو امر له دلالات ومعان جمة، حيث قادته لا يبخلون في هذا النهج بل استشهد العديد منهم وهم يربون ابناءهم على نهج الحق فإذ بهم يصبحون مثلهم مجاهدين باذلين حتى تقديم الدماء ايضا.. هكذا كان ابن الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الشهيد هادي من المقاومين في الجبهات المتقدمة حتى الاستشهاد، وهكذا ايضا استشهد جهاد نجل الشهيد القائد عماد مغنية، وهكذا فإن العديد من القادة سار ابناؤهم بخط الجهاد.

170070147934103900

يظهر هنا زخم متقدم لمعاني الصبر والاحتساب والايمان بالحق والقضية والمسار، والايمان قبل كل شيء بما سيلقاه الشهداء والمجاهدون، فيقول النائب رعد عن ابنه “سلك طريقا يعرف الى اين يصل فيه، الى رضوان الله وجنانه.. قصد فوصل، وسبقني وكان اشطر واسرع مني!”..

النائب الحاج محمد رعد في أول تعليق على ارتقاء نجله عباس شهيداً على طريق القدس

في ابداء رمزيّة هذه الشهادة خرجت اراء كثيرة من التقدير والاجلال، اعتبر بعضها ان شهادة الاخ المجاهد عباس مع اخوانه دليل آخر على ما يمثله قادة المقاومة وصولا الى تقديم اغلى التضحيات، واستعاد البعض عند موقف العز للنائب رعد وقفة قائد المقاومة السيد حسن نصرالله في يوم استشهاد ابنه السيد هادي. وقد اكد النائب رعد نفسه هذا المعنى عندما قال “مبارك للشهيد سراج وسيد المقاومة سماحة السيد الذي علمنا كيف يكون اباء الشهداء صابرين محتسبين اقوياء ثابتين على هذا النهج المقاوم”.

وفي التعليقات الاعلامية والسياسية للمتابعين رأى البعض ان هذه الشهادة تثبت مجددا ان ابناء المسؤولين في حزب الله هم مجاهدون مع اخوانهم وفي اماكن الاخطار.. هم ليسوا اولئك الابناء الذين يعيشون الرغد والامتيازات او يفكرون بمناصب سياسية هنا او قيادية ونيابية هناك، لا بل وصلوا الى مرحلة الزهد بالدنيا والتضحية من اجل كرامة بلدهم وفي سبيل الله.

وقد كانت هذه الشهادة موضع تاثر وتقدير ظهرت على مواقع التواصل او في الاعلام حتى ممن يختلفون مع حزب الله سياسيا او في التوجهات وشكلت مشتركا وجدانيا في هذا الاطار.

النائب الحاج رعد كان يظهر متأثرا وجدانيا عند حديثه عن الشهداء، كما يوضح هذا المقطع:

كما كان الحاج محمد رعد يؤكد امام اباء الشهداء ان التأسي والسير على نهج الامام الحسين (ع) يعني تقديم الشهداء كما قدم الامام الشهداء في كربلاء.

نذكّر هنا ايضا بموقف الحاجة أم حسن رعد والدة الشهيد عباس محمد رعد الذي كان موقفا مؤثرا فقالت أن “النصر آتٍ والراية لن تسقط ولن نسمح لها أن تسقط وسوف نكمل المسيرة”.

اضافت “ربنا تقبل منا هذا القربان، والحمد لله انني انضممت الى عوائل الشهداء الذين كنت أخجل منهم عندما أزورهم”، مضيفة “نحن نفتخر بأن منّ الله علينا بهذا الوسام”.

من التعليقات على استشهاد نجل النائب رعد ومعانيها:

 

المصدر: موقع المنار