طفلةٌ نجت من بينِ ركامِ حيِّها في غزة، وَقفت على حطامِ أمَّتِها وهي تشمُّ رائحةَ أجسادِ اهلِها، رمَت ببصرِها آخرَ حدودِ القطاعِ وروَت عن اهلِ النزال: فهذا حقاً ما حدث، أنَ نِمرَهُم من ورقٍ والحديدَ طوعُ بنانِ المجاهدين، والصواريخُ تقلبُ الجنودَ الصهاينةَ وضباطَهم وآلياتِهم على رملِ غزةَ الملتهب، حتى بدأَ عدّادُ قتلاهُم بالتحركِ معَ الساعاتِ الاولى للاعلانِ عن الهجومِ البريِّ في قطاعٍ استقبلَهم بالحديدِ والنار، فكلُّ جهاتِه مقاوَمةٌ وكلُّ اهلِه مقاوَمة وكلُّ الوانِه مقاوَمة..
ستةَ عشرَ جندياً صهيونياً قتيلاً هي اولُ الاعترافاتِ وعدّادُ الجرحى على غيرِ حساب، وحسبةُ العنترياتِ في الكريات وعلى الشاشاتِ هي غيرُها في الميدانِ وبينَ بقايا الآلياتِ المدمرةِ امامَ العدساتِ من عربةِ النمر والميركافا وغيرِهما، والمحترقةِ باسلحةِ المقاومةِ وعزمِ رجالِها، المنتقمينَ لاهلِهم المجزّرينَ بينَ الاسطحِ والجدرانِ بفعلِ لهيبِ الغاراتِ الصهيونيةِ وسيلِ الحممِ والقذائفِ الاميركيةِ المعمدةِ بالحقدِ والانتقام ..
الحربُ صعبةٌ وطويلةٌ اقرَ بنيامين نتنياهو وعُتاتُ حربِه، والخسائرُ مؤلمةٌ كما اضاف، والصوتُ مرتفعٌ من ساحاتِ المستوطناتِ بأن لا قدرةَ بعدُ على الغرقِ في طوفانِ الاقصى الذي ابتلعَ اوهامَ التفوقِ وبدأت امواجُه المتلاطمةُ تتقاذفُ القواتِ الصهيونيةَ التي تحاولُ التقدمَ الى مسافاتٍ داخلَ غزةَ المحاصرة ..
اما الحقيقةُ فانَ الصهاينةَ هم المحاصَرونَ ومعهم سيدُهم الاميركيُ وحلفاؤهم في المنطقةِ عديمو المنطقِ والانسانيةِ والحدِّ الادنى من النخوةِ العربية، الا من رحِمَ ربِّي من صواريخَ كَبَّرَت وهي تُوَدِّعُ ارضَ اليمنِ الحبيبِ لتعانقَ ارضَ فلسطين، ومُسَيَّراتٍ مشَت على اسمِ اللهِ فصفعَت الاميركيَ في سوريا والعراق، وصواريخَ هي بعضُ العزمِ اللبناني لاحت خلفَ حدودِ فلسطين، فحملَ الرجالُ سلاحَهم لنصرةِ الاقصى ، والنصرُ موعدٌ أكيد، والصبحُ حتماً قريب، بحسَبِ مجاهدي المقاومةِ في لبنانَ الذين بَعثوا برسالةٍ لمجاهدي غزةَ وفلسطينَ أكدوا فيها انَ يدَهم معاً على الزنادِ وانهم معاً على طريقِ القدسِ حتى الفتحِ المبين..
فتحٌ رأى الامامُ السيدُ علي الخامنئي انه قريب، بفعلِ ثباتِ اهلِ غزةَ وقوةِ حقِهم، وايمانِهم الذي سيَغلبُ الاستكبار، وصبرِهم الذي حرّكَ ضميرَ البشرية..
المصدر: قناة المنار