لا تحتفظ الذاكرة كثيراً بما نقرؤه أو نسمعه في محاضرات حتى لو كان محلّ اهتمامنا، وقد أشارت أبحاث إلى أننا ننسى 50 % مما سمعناه خلال ساعة، وننسى أكثر من 70% منه خلال يومين بعد سماعه، التفاعل والتعلّم النشط يمكِّننا من تذكّر ما نتعلمه، وتدوين الملاحظات أثناء المحاضرات فرصة للتفاعل لدى الطلاب، إذ يدعم تذكّرهم للأفكار والمعلومات، واختيار الطريقة المناسبة لتدوين الملاحظات هو أحد أبرز أسباب النجاح الأكاديمي.
ليس هناك قاعدة فيما يجب علينا تدوينه، فكل ما لا نعرفه يستحق أن ندوّنه؛ الأسماء والتعريفات والتورايخ الفارقة والنظريات، والإيجابيات والسلبيات التي توجّه لانتقاد الأفكار والتساؤلات الخاصة بكل منّا، وأحياناً تعليقات الزملاء.
“طريقة كورنيل” من بين تقنيات تدوين الملاحظات التي أثبتت فعاليتها رغم بساطتها التي ابتكرها والتر بوك الأستاذ بجامعة كورنيل، وشرحها في كتابه ” كيف تذاكر في المرحلة الجامعية”، الذي حقق مبيعات عالية، واعتبُر صاحبه واحداً من أكثر الأساتذة تأثيراً في مجال تطوير التعليم ومهارات الدراسة، وبقيت هذه الطريقة هي المفضلّة لدى طلاب الجامعة رغم مرور ما يقرب من 60 عاماً على ابتكارها.
ما هي طريقة كورنيل؟
هذه الطريقة باختصار تتيح التنظيم البصري لكمًّ كبير من المعلومات المرتبطة ببعضها، وتحليلها أيضاً من خلال ربطها بكلمات معينة، مما يسهّل بالتالي تذكّرها عبر المزج بين المعلومات نفسها وكلمات ورموز خاصة بالطالب.
لتكون الورقة مُعدَّة لتدوين الملاحظات بهذه الطريقة عليك تقسيمها إلى ثلاثة أقسام؛ الأول على الجانب الأيمن وهو الجزء الأساسي والأكبر يتضمن وصف الدرس والأفكار، والثاني على الجانب الأيسر يتضمن رموزاً واختصارات وكلمات مفتاحية يمكنها إجمال الفقرات المكتوبة في القسم الأول، وأسئلة أيضاً تكون إجابتها مُتضمنة في القسم الأول، وأخيراً القسم الثالث أسفل الصفحة يتم تدوينه عقب المحاضرة ويتضمن تلخيصاً للأفكار وتكمن أهميته في الربط المنطقي بينها، وهو خاص أيضاً بالملاحظات التي ترد ببال الطالب لاحقاً أو يقولها المحاضر.
تسمح هذه الطريقة ببقاء الطالب في تفاعل مع المادة أثناء المحاضرة وتُجنّبه الشعور بالملل، كما أنها صُممت لتوفّر له الوقت إذ لا يُضطر لإعادة كتابة المحاضرات ثانية، وهي تتيح أقصى فاعلية، فهي تمكِّن الطالب من الجمع بين الأفكار والمعلومات التي تضمنتها المحاضرة والتساؤلات والشكوك التي تُثيرها لديه.
تدوين الأفكار بهذه الطريقة يدعم تذكّرها إذ تحتفظ بخريطة ذهنية لها وتنشّط الذاكرة البصرية لما ندرسه، وتسهّل مراجعة المضمون في وقت أسرع والإلمام به، فمجرد تخصيص دقائق فقط لمراجعة المحاضرة سيكون كافٍ للإلمام بالمعلومات والأفكار الورادة بها، ولتكون دائماً على استعداد للامتحان.
أثبتت هذه الطريقة على بساطتها فعالية جعلتها منتشرة بين شباب الجامعة، وقد أشارت دراسة أُجريت على مجموعة من طلاب جامعة ويتشيتا إلى أن طريقة كورنيل كانت الأكثر فعالية في استيعابهم للدروس وتحقيق نتائج ناجحة في الامتحانات.
تمتاز طريقة كورنيل إذن بإمكانية تدوينها بسرعة، وإمكانية استيعاب المعلومات في وقت قصير مما يحفز التعليم الفعّال، وهناك طرق أخرى لتدوين الملاحظات فلكل منّا الطريقة الأنسب لتفكيره والتي يمكنه بها استيعاب الأفكار والمعلومات.
المصدر: هافينغتون بوست