رغم َكلِّ نيرانِهم ودخانِ حقدِهم، تكشفت ارضُهم الرخوة، وَطَفَت أزمتُهم على اسطحِ خياراتِهم المعقدة..
الى المخيماتِ في ايلات ذاهبون، ليسَوا الفلسطينيين الذين اعتادوا الصبرَ على هذه الحال، وانما الصهاينةُ الهاربونُ من غلافِ غزةَ والحدودِ معَ لبنان.. الى المخيماتِ بعدَ ان امتلأت الفنادقُ والمنتجعاتُ بالنازحينَ الصهاينة ، الرافعينَ اعاليَ الصوتِ ضدَّ حكومتِهم المربكةِ وادائها الذي لا يرتقي الى مستوى الازمة كما يقولُ كبارُ المسؤولينَ المحليينَ والخبراءِ العسكريين، ويُعينُهم الاميركيونَ من سياسيينَ ومحللينَ يَخشَوْنَ على حكومةِ بنيامين نتنياهو من الضياعِ في رمالِ غزة، معتقدينَ الّا قدرةَ لها على تحقيقِ الاهدافِ وانَ سقفَ ما تقومُ به هو الانتقامُ من اهلِ القطاع..
وعندَ القاطعِ الحدوديِّ معَ لبنانَ وقفَ الماردُ من ورقٍ مُنتخياً ومهدداً على بعدِ كيلومتراتٍ من الحدود، حيث حذرَ بنيامين نتنياهو لبنانَ ومقاومتَه من الدخولِ بالحربِ كما قال، وقبلَ ان يعودَ من حيثُ اتى، ربما اخذَ معه جنودَه القتلى والمصابينَ بصواريخِ المقاومةِ التي طالت مواقعَهم وتحركاتِهم العسكريةَ في أكثرَ من مكان، وتمكنت من تحقيقِ اصابات، وفيما لم يستطع الصهاينةُ ان يُخفُوا كلَّ خسائرِهم الموثقةِ بعدساتِ الاعلامِ الحربي، تحدثت اوساطُهم عن الفٍ ومئتي جنديٍ مصابٍ على الجبهاتِ خرجوا كلياً من الميدان، فيما عددُ القتلى الى ازدياد..
وما يزيدُ الازمةَ الصهيونيةَ هو الخلافاتُ حولَ الخطةِ العسكريةِ والهجومِ البري المترنحِ بينَ العسكريينَ والسياسيين، اما هروبُهم الى الامامِ فعبرَ المزيدِ من تسعيرِ آلةِ القتلِ والدمارِ بحقِ المدنيين من اهلِ غزةَ المحاصرين، حتى اعلنت وزارةُ الصحةِ في القطاع عن اربعٍ وعشرينَ مجزرةً خلالَ اربعٍ وعشرينَ ساعةً ضحيتُها المئاتُ، جلُهم من الاطفال ..
اما شاحناتُ المساعداتِ التي عبرت رفح الى القطاعِ اليومَ فهي ستٌ، اي ربعُ عددِ المجازرِ التي ارتكبها الصهاينةُ في يومٍ واحد ..
المصدر: قناة المنار