كلُّ حروفِ اللغةِ خُضّبت بدمِهم، وكلُّ الكلماتِ تَشظَّت كاجسادِهم، ولا شيءَ يقوى على وصفِ حالِهم..
هم اطفالُ غزة الذين لا يُشبهونَ احداً، هُم كزيتونِها لا يموتون، يستحيلون زيتاً فيُضيئونَ في زمنِ العتمةِ التي تَستحكمُ بالامة.. هم كليمونِها يَعبقون فيغلبون رائحةَ الموتِ التي ينفخُ بها الاميركيُ بابواقِ الصهيوني، ولا يَفزعون..
يتناثرونَ اشلاءً فيَجمعُ شملَ عائلاتِهم أكياسٌ واكفانٌ وقبور، ولا يُسمعُ لهم انينٌ ولا بكاء، الا نداءٌ متصلٌ بعلياءِ السماء، اِنَ اللهَ معنا، اِننا لمنتصرون ..
في مشهدٍ لا يُرسمُ بالكلماتِ ولا الحروف، فَرَضَهُ الاميركيُ والصهيونيُ ذاتَ مساءٍ بسيلٍ من الدماءِ بينَ كنيسةٍ ومسجدٍ في غزة ومبنىً كان يُسمى مشفى، عَصَرَ اطفالاً وشيوخاً ونساءَ ، وخلطَ اشلاءَهم بالحديدِ والنار، ورمى بهم في وجهِ حكامِ الامة، فما استفاقوا ولا من يَستفيقون ..
فمذبحةُ المشفى المعمداني هَدَّت ما تبقى من اعمدةِ الجامعةِ العربيةِ والاممِ المتحدةِ والعدالةِ الدوليةِ وكلِّ ما يُسَمُّون..
وبقيَ من يملكُ شعوراً من هذا العالمِ واقعاً تحتَ هولِ الصدمةِ وثقلِ الفاجعةِ التي لا يَحتمِلُها صاحبُ قلبٍ او عقلٍ او دين ..
وعلى ديدنِهم صهاينةً واميركيينَ، غسلوا ايديَهم ووجوهَهم من تلكَ الدماء، واتبعوا اجرامَهم بسيلٍ من الخططِ والتهديداتِ والبلاغات، فجمعَ رئيسُ الحربِ جو بايدن ادواتِه فيما يُسمى المجلسَ الوزاريَ المصغرَ في تل ابيب، واعلنَ استكمالَ حربِ الابادةِ على الغزيين، على مسمعِ ومرأَى العربِ والمسلمين، وأكدَ الدعمَ اللامتناهي للصهاينة، وزعمَ السماحَ بادخالِ فُتاتِ المساعداتِ الى القطاع، فسارعَ الصهاينةُ لنفيِ ما اَشاع ..
على طولِ شعاعِ الحدودِ معَ فلسطينَ ابقى المقاومونَ في لبنانَ سلاحَهم نحوَ نحرِ الاحتلال، يُلقّمونَه الضرباتِ ويقتصون للشهداء، ويؤكدونَ انَ الجبهةَ مفتوحةٌ نُصرةً لفلسطينَ، وعلى الاميركي والصهيوني الانتباه ..
وتأكيداً على نصرةِ غزةَ وغضباً لشهدائها الاطفالِ فاضت الساحاتُ اللبنانيةُ واربعُ جهاتِ الارضِ بالمتضامنينَ الغاضبين، وكذلك في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروتَ حيثُ كانَ الموقفُ واضحاً من حزب الله، انه لا تُرهِبُنا بوارجُ اميركيةٌ ولا تهديداتٌ صهيونية، وانَ المقاومةَ في لبنانَ لن تتركَ الفلسطينيين كما أكد رئيسُ المجلسِ التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ..
المصدر: قناة المنار