اطبقَ عليها الصهيونيُ الحصارَ وزادَه الاميركيُ بالحديدِ والنار، لكنَها غزة، ارضُ العزةِ وموطنُ الاحرار، الذين اَوسعوا الحدودَ حدَّ السماء، وهم يخوضون عن الامةِ ملحمةَ النصرِ القادمِ لا مَحالة..
أناروا طريقَ الامةِ وهم ممنوعونَ من الكهرباء، وسقَوا زعاماتِها كأسَ الشرَفِ وهم ممنوعون من المياه.. قدَّموا اطفالَهم قرابينَ على مذبحِ الحق، ووقفوا على انقاضِ منازلِهم وامامَ آلةِ القتلِ الاميركيةِ الصهيونيةِ شامخينَ كالرماح..
هي مذبحةٌ بمفهومِ الانسانية، وملحمةٌ بطوليةٌ بالمفاهيمِ الفلسطينية، لن تُشوِّشَ عليها الاساطيلُ القادمةُ وهي تَقرعُ الطبول، ولا كلُّ صهاينةِ البيتِ الابيضِ الذين يَهدُرون ويُرعِدون..
فما حضورُ ممثلِهِم انتوني بلينكن الى تل ابيب لتشكيلِ مجلسِ حربٍ وشحذِ السكينِ الاسرائيليةِ وذبحِ المزيدِ من اطفالِ فلسطين، الا دليلٌ على غَلِّ المقاومةِ لأيدي هؤلاءِ القتَلةِ وحاجتِهم الملحَّةِ للاميركيين، فمن صباحِ السابعِ من تشرينَ فُتِحَ عهدٌ جديدٌ من ذلِّ الجيشِ العبري..
رغمَ كلِّ الدمارِ الرهيبِ لايامٍ ستةٍ بَقِيَت صواريخُ المقاومةِ الفلسطينيةِ تُزلزلُ تل ابيب، ولا يجدُ ما يَسمعُهُ المستوطنونَ على مساحاتِ الكيانِ الا صفاراتِ انذارٍ وصواريخَ محملةً بارادةٍ لا تَلين..
اما النظرةُ الصهيونيةُ الاميركيةُ نحوَ شمالِ فلسطين، فدونَها حسابٌ كبير، وَلْيُنهوا حربَهم معَ الطيورِ العابرةِ التي اَرعبت جيشَ النخبةِ وحرَّكت كلَّ اجهزتِه العسكريةِ والامنية، قبلَ ان يَرفعوا سقفَ تهديداتِهم المربَكة، وكأنهم لم يَتعلموا من شعارِ الشرقِ الاوسط الجديد..
فكلُّ البوارجِ الاميركيةِ لن تُخيفَنا ولا كلُّ التهديدات، وسنقومُ بكلِّ شيءٍ يُمليهِ علينا الواجبُ الشرعيُ والقوميُ والاخلاقيُ والانسانيُ انتصاراً للشعبِ الفلسطيني كما أكد حزب الله عبرَ عددٍ من مسؤوليه ..
اما ما تُؤَكِّدُه الاتصالاتُ السياسيةُ في المنطقة، فهو المزيدُ من التشاورِ والتنسيقِ بينَ ايرانَ والسعوديةِ وسوريا وغيرِها من البلدان، على ان يحطَ وزيرُ الخارجيةِ الايراني حسين امير عبد اللهيان في بيروتَ في اطارِ جولةٍ على المنطقةِ لمتابعةِ الاوضاع..
المصدر: قناة المنار