تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 11-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
بايدن يستنفر إمكانات أميركا إلى جانب كيان الاحتلال.. والحاملة فورد وصلت المنطقة / نتنياهو يملأ الانتظار بالقتل والدمار والحصار في غزة… وأسئلة عن المعارضة والجيش ولبنان / العمليات الفلسطينية عبر الحدود تعقبها الحشود… وحزب الله يدمّر ملالة في أفيفيم… وطوفان في عمان
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية “استكمل الغرب وفي المقدمة أميركا المناخ الإعلامي والسياسي الداعم بلا شروط لجرائم كيان الاحتلال في فلسطين، والوقوف وراء خطة التدمير والقتل والتجويع والتعطيش والحرمان من الدواء، التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو قيد التنفيذ، تطبيقاً لنظرية وزير حربها يؤاف غالنت بأن في غزة حيوانات على هيئة بشر، ورغم إدراك الغرب عجزه عن تقديم دعم عسكري لجيش الاحتلال في المواجهات الميدانية مع قوى المقاومة، سارعت واشنطن إلى إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد ومعها مجموعة مدمّرات بمثابة رسالة دعم معنوي للكيان من جهة، ورسالة ردع لأعداء الكيان من جهة مقابلة، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، بالرغم من أن أياً من هؤلاء الأعداء يعرفون ما يعرفه بايدن عن محدودية ما تستطيعه الحاملة والمدمرات، وقد تعامل هؤلاء الأعداء مع مثلها من قبل وربحوا جولات سابقة، وهذا يشمل حزب الله وسورية والعراق وإيران واليمن، ولذلك لم يقم أحد حساباً للإعلان الأميركي عن وصول الحاملة فورد الى المنطقة.
في غزة عملية تدمير منهجية وقتل على مدار الساعة، وبنيامين نتنياهو الذي أعلن عن نيته شن عملية برية يقيم الحسابات كثيراً قبل التورط. فالمعركة في مناطق عمليات طوفان الأقصى لم تنته، وكل يوم يتكشف عن مناطق لا يزال القتال فيها مستمراً، وجيش الاحتلال ليس بروحية قتالية وبنية تنظيمية تؤهله دخول حرب كبرى بعد صدمة الانهيار التي لم يستفق منها، ولم يتعافَ من نتائجها. والمحادثات السياسية لتشكيل حكومة طوارئ تضمّ المعارضة لا تزال معقدة، مع معرفة نتنياهو بمخاطر تحمّل مسؤولية الفشل بالانفراد ومعرفة قادة المعارضة بمخاطر مشاركتهم للشراكة بمسؤولية الفشل، ومطالبتهم بثمن يستحق هذه المخاطرة. ويبقى أن جبهة لبنان هي القلق الكبير، وماذا سيقرّر حزب الله، وما هي رؤيته وضوابطه ومعادلاته؟
على جبهة الحدود قام حزب الله بتدمير ملالة لجيش الاحتلال في مستوطنة أفيفيم المقامة على أراضي بلدة صلحا المحتلة، رداً على استشهاد ثلاثة من مجاهديه بقصف قوات الاحتلال أول أمس، بينما أثبتت عمليات الفصائل الفلسطينية أنها دقيقة وغير إعلامية وأنها موجعة لجيش الاحتلال، فصواريخ أمس سقطت على قواعد لجيش الاحتلال وعملية سرايا القدس أول أمس تسبّبت بمقتل ثلاثة من جيش الاحتلال بينهم نائب قائد اللواء الغربي باعتراف جيش الاحتلال نفسه.
على الحدود مع فلسطين دعوات لقوات القسام لكل الجماهير العربية والفلسطينية لحشود يوم الجمعة مؤيدة لفلسطين ومقاومتها وغزة، وفي عمان بداية عربية مؤثرة مثلها طوفان شعبيّ شهدته شوارع العاصمة الأردنية تأييداً للمقاومة وفلسطين وغزة.
سجل المشهد السياسي استنفاراً على المستويات كافة لا سيما دبلوماسياً وأمنياً. وعرض رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع والمستجدات الامنية والسياسية خلال لقائه رئيس الحكومة الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح. وبحث بري الاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة مع السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي غادرت من دون الإدلاء بتصريح.
وأفادت معلومات “البناء” أن السفيرة الأميركية نقلت إلى المسؤولين في لبنان رسائل تحذيرية تدعو إلى ضبط النفس في الجنوب وإلى عدم انخراط حزب الله في الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإلا لن يكون بعيداً عن الاستهداف.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات أمنية في السراي لبحث الوضع الامني في البلاد والتدابير المتخذة. وفي هذا السياق اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري. كما اجتمع مع المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي ثم سفير المانيا كورت جورج شتوكل. واجتمع ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.
وشدّد سفير بريطانيا هاميش كويل بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب على أهمية عدم انجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيداً عنه كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية. وعرض بوحبيب مع سفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تمّ البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الأخيرة إلى نيويورك.
وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددًا من نقاط المراقبة التابعة لحزب الله، قام الحزب امس، باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمت إصابتها وتدميرها بالكامل.
أعلنت كتائب “القسام” أنها نفذت مساء أمس الثلاثاء، قصفًا صاروخيًّا مركزًا من جنوب لبنان على مستوطنات الجليل الغربي. وكان تمّ إطلاق عدد من الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الأراضي المحتلة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تبنيها لإطلاقها. فيما اعترضت القبة الحديدية الدفعة الصاروخيّة التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل الغربي، وجرى تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنة شلومي وعدد من المستوطنات.
وأعلن جيش العدو الإسرائيلي بأنه قام باستهداف نقاط مراقبة لحزب الله رداً على إطلاق صواريخ من لبنان. وشهدت المنطقة أيضاً تحليقاً لمروحيات عسكرية إسرائيلية. ليعود ويعلن عن قصف موقع آخر للحزب رداً على إطلاق صاروخ باتجاه مركبة عسكرية في أفيفيم. من جانبها أعلنت “القناة 12” الإسرائيلية، عن “مقتل 3 جنود إسرائيليين في الاشتباكات التي وقعت حول الحدود مع لبنان الاثنين.
كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي محيط بلدة الضهيرة الحدودية اللبنانية، ومحيط بلدات الشعيتية، وزبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور. ولاحقاً، استهدفت قوات العدو منطقة علما الشعب، وباتجاه عيتا الشعب، رميش ويارون عند الطرف الغربي لقضاء بنت جبيل. كما استهدف القصف أيضاً محيط سهل الماري، واستهدفت مدفعية العدو مزرعة بسطرة في محيط مزارع شبعا بالقطاع الشرقي. ومعروف أن هذه المنطقة شهدت سابقاً توترات كثيرة بين عناصر من حزب الله والجيش اللبناني من جهة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى.
وفي السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، أننا “نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحثّ الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج”.
وسيّرت قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني دوريات مُشتركة على طول الخط الأزرق جنوب لبنان. وسجل استنفار لدى القوات الإسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط هدوء حذر في المنطقة. وكان جيش العدو الإسرائيلي أعلن عن الاشتباه بحدث أمني في الجولان وعند القاطع الشرقي لجنوب لبنان وأصدر أوامر للسكان بدخول الملاجئ. كما أعلن الجانب الإسرائيلي عن الاشتباه أيضاً في عملية تسلل في منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، قبل أن يتبين أن هذه المعطيات مزيفة.
مصادر مطلعة استبعدت في حديث لـ “البناء” أن يذهب حزب الله الى خوض حرب ضد “اسرائيل” رغم أن أحداً لا يستطيع التكهن بمسار الأمور في الساعات المقبلة، لكنها اعتبرت أن هناك حركة اتصالات دولية وعربية قائمة من أجل تهدئة الوضع داخل الاراضي المحتلة، وهذا يعني أن ما يحكى عن وحدة الساحات لم يحن أوانه بعد. واعتبرت المصادر أن الصراع قد يستمر أياماً الا أنه سيبقى محدوداً بمعنى ان الاشتباكات لن تتعدى ما حصل امس واول امس، وشدّدت على أن حزب الله ردّ رداً أولياً على استشهاد ثلاثة من عناصره بقصف مواقع إسرائيلية امس واول امس.
في ظل هذه المناخات، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر غد الخميس في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الأمين العام لمجلس الوزراء.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين وائل الحسنية أنّ “الهجوم الإرهابي على الكلية الحربية السورية، عشية الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية، تقف خلفه دول خارجية وبؤر إرهابية من بينها العدو الصهيوني. وهدف هؤلاء هو دائماً الردّ على انتصار تشرين”.
وقال في كلمة ألقاها خلال لقاء تضامني مع سورية بمواجهة الإرهاب والاحتلال والحصار واعتزازاً بالدماء الزكية لشهداء الكلية الحربية في حمص، وانتصاراً للمقاومة الفلسطينية منفذة عملية “طوفان الأقصى” النوعية، نظمها القومي في قاعة خالد علوان: لكن ما حصل غداة هذه الذكرى على أرض فلسطين وفي جنوب لبنان، أكد أنّ دروسَ وعِبَر حرب تشرين ستظلّ راسخة، مضيفاً: مشهدية طوفان تشرين 2023، تطوف حدثاً نوعياً يستحضر مآثر تشرين 1973 الأسطورية، ولا عجب في ذلك. ومن هذه المشهدية نقول للبعض في لبنان وغير لبنان، إن المقاومة بسلاحها وتضحيات شهدائها وثقافتها هي السبيل الوحيد لحماية لبنان وتحرير ما تبقى من أرضه المحتلة وترسيخ معادلة الردع بوجه الاحتلال والعدوان.
وأكد الحسنية أن “المعركة التي نخوضها يترتب عليها الكثير، وينبغي أن ندرك حجم ما يجب أن نقدّم من تضحيات. لأنّ المعركة ليست مع العدو الإسرائيلي وحده، بل مع كلّ القوى والأدوات والمنظمات التي تقف مع العدو وتؤازره، ومع القوى العربية التي تسير في ركب التطبيع مع العدو، وتلتزم معه العمل لتصفية المسألة الفلسطينية.. وكم هي مخزية مواقف بعض الأنظمة الإقليمية العربية تجاه ما يحصل في غزة، إنها مواقف تساوي بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية”.
الأخبار:
هجمات جديدة لحزب الله وحماس
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “شنّت المقاومة الإسلامية أمس هجوماً جديداً، استهدف آلية عسكرية معادية قرب قاعدة أفيفيم في القطاع الأوسط، بينما أطلقت كتائب عز الدين القسّام في حركة حماس صواريخ على مستعمرات الجليل الأعلى انطلاقاً من القطاع الغربي في جنوب لبنان. وردّ العدو بقصف مدفعي طاول مناطق مفتوحة، واستهدف نقاطاً خالية للمقاومة في المنطقة.
حصل ذلك بعد يوم من المواجهات العسكرية التي أدّت إلى مقتل ثلاثة جنود للعدو بينهم ضابط برتبة نائب قائد لواء، واستشهاد خمسة مقاومين من الجهاد الإسلامي وحزب الله، وفي ظل توتر كبير يخيّم على الحدود الجنوبية، ربطاً بما يجري في فلسطين المحتلة.
وبينما وسّع العدو انتشاره العسكري في المنطقة الشمالية، وسط نزوح كثيف لسكان المستوطنات القريبة من لبنان، جرى تفعيل صفّارات الإنذار في عدد من المستوطنات، ربطاً بأنشطة من الجانب اللبناني، كما أعلن العدو أنه قصف نقاط مراقبة لحزب الله رداً على إطلاق الصواريخ. وشهدت المنطقة أيضاً تحليقاً لمروحيات عسكرية إسرائيلية، ليعود الجيش الإسرائيلي ويُعلن قصف محيط بلدات الضهيرة، الشعيتية، زبقين، القليلة والحنية شرقي مدينة صور. ولاحقاً، استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق علما الشعب، عيتا الشعب، رميش ويارون عند الطرف الغربي لقضاء بنت جبيل. كما استهدف القصف أيضاً محيط سهل الماري في القطاع الشرقي.
وأمس، شيّع حزب الله في الجنوب الشهداء الثلاثة الذين سقطوا في القصف الغادر لقوات الاحتلال، وأُلقيت كلمات في الجموع المُشيِّعة، أكّد خلالها المسؤولون في حزب الله عدمَ الوقوف على الحياد إزاء ما يجري في فلسطين. فيما اعترفت اسرائيل بسقوط ثلاثة قتلى مي الاشتباك الذي وقع أول من أمس وأعلنت سرايا الجهاد مسؤوليتها عنه، وهم المقدم عليم عبد الله نائب قائد اللواء الـ 300 في فرقة الجليل، والرقيب اول جواد عامر (23 عاما) من حورفيش، والرقيب اول احتياط جلعاد مولخو (33 عاما) من تل ابيب، وهو مقاتل في وحدة ايغوز.
وبينما أخلى الموظفون الأجانب العاملون في منظّمات دولية في الجنوب مراكزهم، وانتقلوا إلى بيروت وقرّر بعضهم السفر بناءً على نصائح المؤسسات العاملين فيها، رُصد وصول المزيد من الصحافيين والمراسلين الأجانب إلى لبنان، وسط تعليمات للعاملين مع الوكالات الدولية بأخذ الاحتياطات ربطاً بتوسّع دائرة التوتر لتشمل لبنان”.
كتائب القسام تنتظر الهجوم البري… وحزب الله يرفض تغيير المعادلات: أميركا تقود الحرب الإسرائيلية ضدّ غزة… ومحور المقاومة في استنفار
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار “لم يكن ينقص الجنون الإسرائيلي سوى الدعم المفتوح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس، ودعوته حكومة بنيامين نتنياهو الى القيام بردّ حاسم ضد حركة حماس، متبنّياً السردية الإسرائيلية حيال ما يجري. وكرّر بايدن دعم بلاده المفتوح للعدو وتلبية حاجاته من الذخائر، وقال إن ما تقوم به أميركا هو دفاع عن أمنها أيضاً، مكرّراً تحذير «دول ومنظمات» من الدخول في الحرب ضد إسرائيل.
مواقف بايدن جاءت عقب تطورات سياسية وميدانية كبيرة أمس، فيما بدا أن قادة العدو يسعون إلى جمع مزيد من الحشد السياسي لتغطية الجريمة المفتوحة ضد المدنيين في قطاع غزة، مع هاجس إسرائيلي بإيجاد المناخ المناسب لشنّ حملة عسكرية مفتوحة وغير مقيّدة بأي نوع من الشروط ضد قوى المقاومة في غزة، مع مزيد من التهديدات ضد لبنان على خلفية الخشية من تدخّل حزب الله في المعركة.
وبحسب معلومات «الأخبار» فإن الإدارة الأميركية تلعب دوراً مباشراً في إدارة المعركة سياسياً وأمنياً وميدانياً. وقد تولّت وزارة الخارجية الأميركية القيام بحملة اتصالات واسعة مع غالبية دول العالم لمنع أي مواقف تدين الوحشية الإسرائيلية، فيما يتولّى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، التنسيق المباشر مع هيئة أركان جيش الاحتلال. وعلمت «الأخبار» أن ضباطاً رفيعي المستوى وخبراء من الاستخبارات العسكرية الأميركية وصلوا إلى تل أبيب، وانضموا إلى غرفة عمليات في مقر وحدة الاستخبارات 504، التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.
كذلك عُلم أن حاملة الطائرات «جيرالد فورد »التي وصلت ليل أمس إلى قبالة السواحل في شرق المتوسط مع 5 سفن حربية، باتت على صلة بغرفة عمليات جيش الاحتلال. ويشارك طاقم منها في التخطيط الجاري للهجوم البري على القطاع ولمواجهة احتمالات توسّع المواجهة لتشمل حزب الله أو بقية قوى محور المقاومة.
وكان لافتاً أن واشنطن استجابت لطلب العدو برفع مستوى التهديد ضد إيران وحزب الله لردعهما عن دعم المقاومة في غزة. وتولّى مسؤول كبير في «البنتاغون» توجيه التهديد المباشر إلى حزب الله، محذّراً إياه من «مغبة اتّخاذ قرار خاطئ بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل» قائلاً: «نحن في حالة قلق بالغ إزاء احتمال اتّخاذ الحزب القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
وعلمت «الأخبار» من مصادر المقاومة في قطاع غزة أن الحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود القطاع تشير إلى نية العدو القيام بعمليات هجومية برية واسعة. لكنها أشارت إلى أن المعطيات الميدانية، تدلّ على خشية العدو من التقدم بقواته المدرّعة إلى محاذاة المنطقة الحدودية مع القطاع، والحرص على البقاء بعيداً أكثر من 15 كلم كحدّ أدنى. وأشارت إلى أن العدو يعتمد سياسة الأرض المحروقة في المنطقة الحدودية، وينفّذ عملية إبادة لمناطق كاملة مثل شرق الشجاعية وبيت حانون وشرق خانيونس. وشدّدت المصادر على أن حشود العدو تعطي انطباعاً بأن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، مشيرة إلى تلقي قيادة المقاومة في القطاع معلومات مصدرها القاهرة تفيد بأن العدو أبلغ مصر أن عملياته ستستمر لوقت طويل. كما سمع الجانب المصري كلاماً إسرائيلياً بأن الحصار على القطاع سيتوسّع ليشمل كل شيء، وأن تل ابيب لن تسمح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية التي أعدّها المصريون، مع التهديد بضربها عسكرياً.
وتحدثت مصادر المقاومة عن خطة إسرائيلية لتوسيع دائرة التدمير لإجبار نحو نصف مليون من سكان القطاع على الخروج، وقد طلب الإسرائيليون من مصر فتح معبر رفح لتسهيل خروجهم إلى مصر، لكن القاهرة رفضت، وأعلنت إقفال المعبر حتى إشعار آخر. وأجريت اتصالات مع الأمم المتحدة لتوسيع المساحات التي تستقبل أبناء القطاع الذين دُمرت منازلهم في الغارات العشوائية. مع ذلك، علمت «الأخبار» أن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً كبيراً على الحكومة المصرية لإنشاء منطقة حدودية عازلة مع القطاع ينتقل إليها النازحون من غزة. وقال الأميركيون للمصريين إن رفضهم فتح الطرقات أمام النازحين يجعلهم شركاء في تحمل مسؤولية مصير هؤلاء.
ورغم أن العدو لا يزال يعمل على محاولة السيطرة على كل المنطقة المحيطة بالقطاع، وبعد ساعات قليلة على إعلانه «تطهير غلاف غزة»، عادت الأنباء لتتحدث عن مواجهات مع مجموعات فلسطينية. وعُلم أن قيادة كتائب القسام أرسلت مجموعات براً وبحراً باتجاه مناطق الغلاف. وانتقلت مجموعات من «القوة الاستشهادية» إلى العمق، وهي تعمل وفق خطة خاصة، تقوم على مبدأ الاشتباك وفق تقديراتها. بينما بادرت قوى المقاومة للقيام بعمليات قصف نوعية ومكثفة باتجاه المستوطنات، وخصوصاً مدينة عسقلان التي تبعد نحو 20 كلم عن القطاع، وألزمت غالبية كبيرة من سكانها بالمغادرة.
ولفتت مصادر المقاومة إلى أن أعمال الرصد كشفت عن حالة هستيرية تعيشها قوات الاحتلال في منطقة الحدود مع القطاع، وقد انعكست بمظاهر الفوضى، وتسبّبت بأكثر من 5 اشتباكات بين عناصر إسرائيلية، آخرها في أسدود، حيث وقعت إصابات في اشتباك مسلح بين جنود الاحتلال ومستوطنين بسبب تشخيص خاطئ والاشتباه بوجود مقاتلين فلسطينيين.
في غضون ذلك، علمت «الأخبار» أن التنسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة استمر بوتيرة عالية خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأنه تم التشاور مع الجانب الفلسطيني الذي أكد أنه جاهز لتحمل المواجهة القائمة، لكنّ قيادات المحور عادت وشدّدت على الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى تفجير الأمور في كل المنطقة في حال تجاوزه العدو. وقالت المصادر إن حزب الله بدأ استنفاراً خاصاً لكل قواته العسكرية، وأمرها بالاستعداد لأي لحظة تتطلب الانخراط في دعم مباشر للمقاومة في فلسطين.
وتابعت المصادر أنه في حال قرر العدو توسيع معركة تهجير أهالي قطاع غزة، أو القيام بعمل مجنون ضد قوى المقاومة في القطاع، فإن الأمور ستشهد تغييراً كبيراً. وأكدت أن المقاومة في لبنان غير معنية بتوفير ضمانات أو تطمينات، وأنه تم إبلاغ جهات عدة، بأن المقاومة ليست حارس حدود للعدو، وأن محاولة العدو تحميل لبنان مسؤولية أي نشاط عسكري لجهات غير لبنانية، لن يتم القبول به، وأن أي هجوم من جانب العدو ضد أي جهة لبنانية سيُقابل برد تماثلي وبصورة متواصلة.
وعلمت «الأخبار» أن ما جرى خلال الساعات الـ 24 الماضية جنوباً، فرض وتيرة مختلفة في التصرف الإسرائيلي، إذ إنه بعد قصف العدو نقطة مراقبة للمقاومة عصر الاثنين، ما تسبّب باستشهاد ثلاثة مقاومين، حاول العدو تهدئة الموقف وأبلغ ممثلي القوات الدولية أن القصف لم يكن بقصد القتل، وأن قواته افترضت أن المقاومة أخلت هذه النقاط كما جرت العادة. لكنّ العدو كان يدرك أن المقاومة في صدد الرد على العملية، وأمس، كمن المقاومون وأطلقوا صاروخَي كورنيت باتجاه ملالة في مستوطنة صلحة (أفيفيم)، وأصابوها مباشرة، ووُزع ليلاً شريط فيديو يوثّق العملية. وردّ العدو بقصف خراج بعض البلدات.
وعلمت «الأخبار» أنه في قرابة السابعة والنصف من مساء أمس، وصل رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إلى المنطقة، وعقد اجتماعاً مع قيادة المنطقة بحضور رجال الاستخبارات، وأُجري تقدير موقف، تقرر في ضوئه الطلب إلى سكان مستعمرة المطلة إخلاء المنازل فوراً، وتولّت آليات تابعة لقوات الاحتلال المساعدة في نقلهم إلى مكان في وسط إسرائيل، بينما نفّذ 75% من سكان جميع المستعمرات الحدودية مع لبنان، عملية إخلاء شاملة نحو وسط فلسطين المحتلة.
شيا تهدّد: احذروا دعم حماس
في بيروت، تولّت جهات دبلوماسية عدة نقل التهديدات الأميركية والتحذير من تدخل حزب الله في الحرب. وكانت لافتةً عودة السفيرة الأميركية دوروثي شيا على عجل إلى بيروت بطلب من إدارتها، وهي التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، وأبلغته بأن على لبنان «تخفيف التوتر»، ونُقل عن زوار عين التينة، أن شيا قالت لبري: «لا نريد تورط لبنان في الحرب، وطلبنا من القوات الدولية القيام بمهامها، كما طلبنا من الجيش اللبناني تولي حفظ الأمن ومنع انتشار عناصر فلسطينية في المناطق الحدودية. وواشنطن ستحمّل لبنان مسؤولية أي اعتداءات تُشن على إسرائيل من الأراضي اللبنانية»، وقالت إن «واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجيْن في حال تورّط حزب الله في الحرب ضد إسرائيل». وعُلم أن بري ردّ على السفيرة الأميركية بالقول: «إننا غير معنيين بالتصعيد، اذهبوا وتحدّثوا مع الإسرائيليين».
وعلمت «الأخبار» أن شيا طلبت من قيادة الجيش منع أي تحركات في الجنوب وعلى الحدود مع فلسطين المحتلة دعماً لغزة، خصوصاً يوم الجمعة المقبل الذي دعت حركة حماس لأن يكون يوماً للتوجّه صوب الحدود مع فلسطين في كل دول الطوق”.
المصدر: الصحف اللبنانية