وفي اليوم الرابع من الطوفان، طوفان الأقصى وكل فلسطين، وفي وقت قام به جيش العدو الاسرائيلي بتوسيع رقعة غاراته ضد قطاع غزة مما ادّى إلى سقوط المزيد من الشهداء جلّهم من الأطفال، صعدت المقاومة من عملياتها ضد العدو مواصلة التصدي واطلاق صليات كبيرة من الصواريخ وصلت تل أبيب وأبعد.
ثمن باهظ
في السياق، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن العدو الإسرائيلي “سيدفع ثمنا باهظا لجرائمه وإرهابه”.
هذا وقال هنية إن الحركة “أبلغت الجهات التي تواصلت معها بشأن أسرى العدو أن هذا الملف لن يفتح قبل نهاية المعركة”، مشيراً إلى أن عملية طوفان الأقصى “فلسطينية القرار والتنفيذ وهذا لا يقلل قناعتنا بوجوب مشاركة كل أبناء أمتنا”.
وبيّن أن “وحشية الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، في غزة تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة”.
وفي حين واصل الطيران الحربي للعدو قصف مدينة غزة يشكل مكثّف، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن الجيش “سيطر بالكامل على منطقة غلاف غزة”.
لكن وبالرغم من ذلك، فإن ذلك لم يمنع المقاومين من التسلل إلى زيكيم اليوم الثلاثاء من البحر، مع استمرار الاشتباكات في بعض أنحاء الغلاف بين المقاومين وقوات الاحتلال. كما استمر اطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات بشكل كثيف لا سيما على عسقلان.
وبينما تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين الـ 1000، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء الى 830 شهيدا و4250 جريحا في غزة و19 شهيدا ونحو 110 جرحى في الضفة الغربية منذ بداية العدوان الصهيوني.
وفي وقت سابق اليوم، كشف المتحدث العسكري لدى العدو أن “العمل جار لإغلاق الفتحات والثغرات التي أحدثها أفراد كتائب القسام في السياج الأمني مع غزة فضلا عن ترميم البنى التحتية مثل الكاميرات والمجسات”، وفق زعمه.
يأتي ذلك، بعد يوم كثف فيه الاحتلال قصفاً على غزة أوقع عشرات الشهداء كما أحدث دمارا كبيرا في البنى التحتية. وأفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة باستشهاد 7 صحفيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
وفجر اليوم أدى صحفيون فلسطينيون، صلاة الجنازة على جثماني زميلين لهما قُتلا فجراً أثناء تغطيتهما لقصف الطائرات الإسرائيلية لبناية سكنية في حي الرمال غرب مدينة غزة.
هذا واعتبرت حماس أن “مواقف بعض الأطراف الداعمة للاحتلال تشكّل غطاء لتشجيعه في حربه على الشعب الفلسطيني”، داعية “أحرار العالم للنفير تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال”.
ونشر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، قائمة جديدة بأسماء قتلاه ضمت 38 جنديا وضباطا آخرين قتلوا منذ بدء المواجهات مع المقاومة الفلسطينية السبت الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 124 قتيلا.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن مجلس الوزراء صادق على طلب وزير الحرب تجنيد 360 ألف جندي من قوات الاحتياط. يأتي ذلك في وقت قالت فيه القناة 12 الإسرائيلية إن سلاح الجو نقل مئات الجنود النظاميين والاحتياطيين من جميع أنحاء أوروبا إلى الكيان المحتل.
تل أبيب وغيرها تحت النار
في سياق التطورات ايضاً، أعلنت كتائب عز الدين القسام قصفها مطار بن غوريون بالصواريخ، ودوت صفارات الإنذار في محيط المطار ومناطق واسعة في تل أبيب وعموم الكيان.
وقالت الكتائب إن استهداف بن غوريون يأتي ردا على استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في قطاع غزة. إلى ذلك، أدّى قصف صاروخي للمقاومة على مستوطنة تلمي إلياهو في غلاف غزة الجنوبي إلى وقوع إصابات في صفوف الصهاينة.
وأطلقت دفعة صواريخ تجاه سديروت شمال شرق قطاع غزة.
وفي السياق، فإن إصابة مباشرة وقعت في مبنى جنوب عسقلان في دفعة صواريخ أطلقت من غزة. هذا وأعلنت كتائب القسام قصفها موقع رعيم العسكري. وكانت الكتائب قد أعلنت قصفها موقع زكيم إضافة لقصفها بالصواريخ حشودا لقوات الاحتلال في مستوطنة ياد مردخاي.
كما قصفت بئر السبع بدفعة صاروخية، ونفّذت هجوما صاروخيا على مستوطنة سديروت.
يُذكر أن مساحة مستوطنة سديروت تبلغ 5 كيلومترات مربعة، وتقع على بُعد كيلومتر واحد من قطاع غزة وبلدة بيت حانون بفلسطين. وقد أنشئت المستوطنة عام 1951 على أراضي قريتي نجد وهوج المهجرتين.
لمغادرة المستوطنين لعسقلان وإلا…
الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة قال إنه “رداً على “جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة، فإننا نمهل سكان مدينة عسقلان المحتلة لمغادرتها قبل الساعة الخامسة من مساء اليوم، وقد أعذر من أنذر”.
“إسرائيل” تهدد بقصف أي شاحنات تتوجه إلى غزة عبر مصر
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن “إسرائيل” هددت مصر بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات تحاول الدخول إلى غزة من معبر رفح.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة قالت إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد قصف معبر رفح البري الحدودي مع مصر، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت به من قصف يوم أمس الاثنين”. وقد أصيب اثنان من موظفي المعبر جراء القصف.
ويربط معبر رفح البري، قطاع غزة بمصر، حيث يتم فتحه لمدة 5 أيام أسبوعياً ويسمح خلاله بالمرور لقدرة استيعابية محددة.
الأونروا: تصاعد النزوح الجماعي من غزة
أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم الثلاثاء، بتصاعد النزوح الجماعي في مختلف أرجاء قطاع غزة خلال الساعات الماضية ليصل لأكثر من 187 ألف شخص، ومن المتوقع أن يزداد أكثر.
وقالت الوكالة الأممية إنه لا يزال حوالي 3000 فلسطيني في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد السابق. كما أفادت بتعرض مبنى يضم مقر رئاسة الوكالة في مدينة غزة لأضرار جسيمة نتيجة الغارات الإسرائيلية.
وقد أعلن الاحتلال فرض حصار كامل على القطاع، وقطعاً كلياً للمياه عنه.
المصدر: المنار + مواقع