نظمت منفذية بيروت في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالا بذكرى “تحرير العاصمة بيروت في 29 أيلول 1982 وتحية للشهيد خالد علوان وشهداء الحزب والمقاومة”، في قاعة الشهيد خالد علوان، حضره رئيس المجلس الأعلى في القومي سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعدد من المسؤولين الحزبيين وممثلو الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية وفاعليات. وبالتزامن توجهت ثلة من القوميين ووضعت إكليل زهر “باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان” على ضريح علوان في جبانة الشهداء.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني والحزبي، وقدمت له وكيلة عميد الاقتصاد في الحزب إنعام خروبي. وألقى الصحافي والكاتب السياسي غسان جواد كلمة “اللقاء الإعلامي الوطني” استهلها بالقول: “ان عملية الشهيد البطل خالد علوان بقوتها وجرأتها ودلالاتها كانت أول التقاط للأنفاس وأول انعتاق من الخوف وأول تحرر في وجه أعتى الطائرات والصواريخ المجنحة والدبابات. هم قرروا ضرب المقاومة الفلسطينية وإخراجها من دائرة التأثير والصراع، فجرى التسليم والتسلم بين ثورة أكملت طريقها نحو فلسطين وبين مقاومة ثورية راكمت على كل عوامل القوة والتجربة، لكنكم قررتم استكمال المواجهة حتى التحرير الكامل. قرروا محاصرة سورية وتطويق الرئيس حافظ الأسد وقطع طريق المقاومة، وقررتم فتح كل طرق المقاومة وربط الشام ببيروت بالجنوب، بفلسطين. وها نحن حتى اليوم نواجه العدو نفسه ونقطف ثمار الحرية والانعتاق الذي وفرته لنا هذه المقاومة”.
أضاف: “نريد رئيسا للجمهورية مقاوما يحمي إنجازات المقاومة وهذا الإرث القومي والوطني. نريد رئيسا يكون أمينا على تاريخ بيروت والمقاومة”، داعيا “إلى إعادة فتح طريق بيروت الشام لأجل التعاون والتكامل ومواجهة الأزمات”.
وتابع: “نريد رئيسا يمثل أحلام الوطنيين المقاومين، لا لرئيس يبيع البلد لصندوق النقد الدولي وللفاسدين والطائفيين”. وحيا “بطولة الشهيد خالد علوان وكل شهداء المقاومة”، مؤكدا أن تحرير بيروت شكل نقطة تحول في الصراع الوجودي، الذي لن ينتهي إلا بانجاز التحرير كاملا وزوال الاحتلال عن فلسطين كل فلسطين”.
رميض
ثم تحدث عضو اللجنة المركزية في “حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح ـ الانتفاضة” رفيق رميض، متحدثا عن “عملية الويمبي البطولة وتحرير بيروت وانتصار سوريا على الارهاب ومعركتي سيف القدس ووحدة الساحات”. وقال: “ها هو لبنان المقاوم يرسي قواعد جديدة للاشتباك ويضع معادلة صعبة لا يستطيع العدو تخطيها ولا كسرها”.
وقال: “محور المقاومة سيسقط الاتفاقيات الخيانية من اتفاقية كامب دايفيد إلى اتفاقية أوسلو إلى اتفاقية وادي عربة، فالاتفاقيات المزعومة تحت ما يسمى اتفاقيات سلام، جميعها سيتسقط تحت أقدام المقاومين”.
ووصف أحداث مخيم عين الحلوة الأخيرة بـ”العبثية، لأنها لا تخدم مسار النضال الفلسطيني ولا تليق بشعبنا. فهذه جزء من المؤمراة على هذا الكيان لضرب وحدة الساحات”.
حمدان
وألقى أمين الهيئة القيادية في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون” العميد مصطفى حمدان كلمة استهلها بالحديث عن مرحلة مواجهة العدو الصهيوني في العام 1982، والتضحيات التي بذلت من الحزب القومي والمرابطون وقوى عديدة. ورأى أن “الخماسية لن تاتي برئيس للجمهورية في لبنان، وأن لبنان باق في الفراغ طالما ليس هناك ارادة لانجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وعن أحداث مخيم عين الحلوة، اعتبر أن “ما حصل هو قتال مع الارهابيين، لأن هناك من يريد تحويل مخيمات الشتات الى قواعد تخريب ضد سورية.. خصوصا أن هناك بعض المسؤولين العرب لا زالوا يحرضون ضد سورية، وبعضهم أدلى بتصريحات علنية تجاهلها الاعلام عندنا”.
وتحدث عن عملية علوان. وقال: “اليوم نخوض صراعا جديا في وجه هذا النظام الطائفي لإسقاطه، ولا مجال للهدنة معه. فهل يعقل أن الفاسد والمفسد والملياردير اللص، يصبح خشبة الخلاص للبنانيين؟. نحن والقوميون في مقدمة الثوار الاجتماعيين من أجل لقمة العيش ورفع الظلم المادي عن أهلنا”.
وختم: “باسم المرابطون وباسم اهل بيروت وباسم كل اللبنانيين، نقول لكم يا ابناء النهضة، يا رجال الحزب السوري القومي الاجتماعي، كنتم دوما مقدمة المناضلين والمقاومين وبكم نفتخر وبزعيمكم”.
فيصل
وحيا نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، “الشهيد علوان وشهداء فلسطين ولبنان وأمتنا وأحرار العالم والاسرى والمعتقلين ورجال المقاومة اللبنانية بكافة أطيافها ومكوناتها والحزب السوري القومي الاجتماعي والمقاومة المشتركة للشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة الغزو الاسرائيلي للبنان الذين حروروا لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000 واسقطوا اتفاق 17 أيار ومشروع الشرق الاوسط الكبير في تموز 2006”.
واعتبر أن “المخطط الاسرائيلي المدعوم اميركيا والمغطى من المطبعين بات يتطلب أكثر من اي وقت استعادة الوحدة الوطنية في اطار استراتيجية فلسطينية موحدة تقوم على تشكيل قيادة وطنية للمقاومة الشعبية الشاملة والالتزام بالغاء كافة الاتفاقات مع العدو”.
ولفت إلى أن “المخيمات بيئة مقاومة لذلك هي مستهدفة، ونقدر لكل من تحرك لوقف الاحداث في عين الحلوة وخاصة مبادرة الرئيس نبيه بري”.
أبو زينب
وألقى عضو المجلس السياسي في “حزب الله” غالب أبو زينب كلمة أشار فيها إلى أن “الطلقات التي أطلقها الشهيد خالد علوان، كانت إيذانا ببدء مرحلة جديدة عنوانها الأساسي إسقاط العصر الإسرائيلي ومنعه من أن يصبح واقعا حقيقيا”. وقال: “أيها القوميون، نحن معا من الطلقات الأولى، نحن معا في المقاومة، في مواجهة المشروع الصهيوني ومعا في المحافظة على لبنان وأهله، ومعا في مواجهة المحاولات الأميركية والغربية لمصادرة القرار الداخلي اللبناني وتحويل لبنان إلى حظيرة أميركية، ومعا من أجل النهوض والخلاص من كل موبقات هذا النظام، والإصرار على بناء الدولة، دولة المواطن الحقيقي لا دولة الزعماء ولا دولة المحاصصة ولا دولة المحظيين، ولا دولة الطوائف، بل دولة المواطن اللبناني الذي هو لبنان أولا وأخيرا”.
أضاف: “نواجه اليوم معا للحفاظ على حقنا في أن يكون لدينا رئيس للجمهورية يمثل التطلعات الوطنية لشعبنا وألا يكون ممهورا بختم أميركي وأن يحمل هموم الناس وقضاياها وألا يرتهن لمصالحه في الخارج، لقد اكتفينا من الذين يأتون ولديهم مصالح اقتصادية في الخارج وحين يجب أن يأخذ موقفا وطنيا يعمد إلى وضعه في الزاوية ويأتي بمصالحه الخاصة بهدف ترتيب أوضاعه مع الأميركيين وكيف عليه إرضاؤهم ويكون طائعا لهؤلاء”.
وتابع: “نريد رئيس جمهورية يبدأ من خلاله تصحيح الوضع الداخلي على كل المستويات وليس رئيسا مع امتداد الأزمة يرتهن للخارج ولهذا وذاك والقيام بتسويات على حساب الناس، هذا ما لا نريده أبدا، لذلك نحن نريد رئيسا يقدم مصلحة الوطن وصيانة حدوده والحفاظ على ارتكاز قوته في مواجهة العدو وعلى معادلته الذهبية (…) نحن لا نريد كذلك رئيسا يمكن أن يقبل بالتطبيع أو يرتضيه بأي شكل من الأشكال، نحن نريد رئيسا مع فلسطين”.
وقال: “أيها القوميون، يستمر الضغط علينا في الداخل بأشكال مختلفة، ضغط اقتصادي وما عداه والهدف الوحيد إخضاع القرار في لبنان وبالتالي أضيف إليها في الفترة الأخيرة محاولة لاستغلال ما نشهده من نزوح سوري نتيجة الأزمة التي تتحمل مسؤولياتها الإدارة الأميركية التي تحاصر سورية حصارا شديدا تكاد تزهق الأرواح له، فتحية للشعب السوري وللرئيس السوري ولكل مناضل سوري يقبض على الجمر ويبقى صامدا في وجه هذا العدو الأميركي”.
وختم: “أيها القوميون السوريون الاجتماعيون، معا في المقاومة معا في بناء الوطن، معا شهداء ومعا مقاومون، ومعا أصحاب قضية لا تموت”.
سرحان
واعتبر مسؤول العلاقات السياسية لحركة “فتح” في لبنان سرحان سرحان أن “عملية الويمبي ورصاصات الشهيد خالد علوان اضاءت كل لبنان بل كل العالم”. وحيا “الحزب القومي وشهداءه والمناضلين الأبطال القابضين على الزناد والمتسلحين بالارادة الصلبة والايمان المطلق لتحرير كل فلسطين.
الناشف
واختتم الاحتفال بكلمة لرئيس الحزب السابق حنا الناشف أشار فيها إلى أن “رصاصات الشهيد علوان التي أطلقها على جنود العدو فجرت فوهة البركان في بيروت”. وقال: “لن نقبل بالسقوط والخضوع مهما عظمت التضحيات، ولن نقبل بأي تنازل عن اي شبر من أرضنا، أرضنا المجبولة بدمائنا وبدموعنا وبتضحياتنا. وهي أغلى وأثمن وأقدس ما ورثناه ممن سبقنا، وأغلى وأثمن وأقدس ما سنورثه لمن سيأتي بعدنا”.
وقال: “نحن وطن واحد وأمة واحدة، لا فرق بيننا ولا تفريق، جمع من دون طرح، هذه هي هويتنا، وعاصمتنا هي بيروت والقدس ودمشق وبغداد وعمان. لا خلاص لنا ولا قوة لنا، إلا بالوحدة في رحاب الأمة الواسع”.
وعرض للوضع اللبناني الداخلي، لافتا إلى أن “غالبية السياسيين لا يزالون يتلهون بخلافهم على نوع الملائكة”. وقال: “مع أن النيران تحيط بهم من كل جانب، والمخاطر تحدق بهم والانهيار الكامل على قاب قوسين منهم وأدنى والناس ترمقهم بعين الغضب والازدراء وقد عض الجوع والعوز والفقر غالبيتهم، فهم لا يزالون يستولدون من كل مطلب مطبا ومن كل موقف قضية، ومن كل استحقاق أزمة”.
وختم: “لكل الشهداء تحية اعتزاز وإكبار، ولهم منا وعد بأننا سنبقى وإياهم على درب النضال والجهاد حتى تحقيق النصر الكامل وستبقى وحدة الشعب والأرض طريقنا والمقاومة طريقتنا ومنارتنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام