في ما يتعلق بالوضع اليمني الذي تنطبق عليه مقولة “لا حرب ولا سلم” منذ توقيع اتفاق الهدنة بين أنصار الله والسعودية برعاية أممية في نيسان/أبريل 2022، والذي بقي ساري المفعول لجهة وقف إطلاق النار بالرغم من عدم تجديد الهدنة فعلياً بعد ستة أشهر على توقيعها، تلوح بوادر حل جدية في الأفق عكسها حراك دبلوماسي لافت، تمثل بوصول الوفد الوطني اليمني المفاوض برفقة الوسيط العماني إلى الرياض على متن طائرة عمانية خاصة، لاستكمال جولات التفاوض.
هذا التطور سبقه مسار دبلوماسي مؤخراً، عكس تفاؤلاً واضحاً في إمكانية قرب التوصل إلى انهاء العدوان على اليمن.
المسار تمثل بداية بزيارة للموفد الأميركي، تيم ليندركينغ، لسلطنة عمان، حيث سمع العمانيون منه، للمرة الأولى، موافقة بلاده على معالجة مشكلة الرواتب مع بقاء عقدة كيفية صرفها (تريد أنصارالله أن تتولّى هي توزيع المبالغ). وقد شكّل ذلك تطوراً لافتاً، إذ إن الولايات المتحدة كانت من أبرز المعرقلين في الفترة الماضية لأي حلول تؤدي إلى تجديد الهدنة القائمة تمهيداً لإنهاء العدوان الذي بدأ عام 2015.
لكن التطور الكبير في سياق تحقيق على هذا الصعيد كان زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لسلطنة عمان الأسبوع الماضي، الذي أكد قرب استئناف المفاوضات بين السعودية وأنصار الله.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر سياسية في حكومة عدن، تلقّي الأخيرة طلباً سعودياً عاجلاً، عقب زيارة بن سلمان، لتشكيل وفد مفاوض للقاء وفد صنعاء بهدف الاتفاق حول آليات صرف المرتبات، وفتح الطرقات، وتوسيع رحلات مطار صنعاء إلى خمس وجهات بدلاً من وجهة واحدة، فضلاً عن الرفع الكلي للحصار عن مطار العاصمة.
وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن التحرك السعودي ترافق، بحسب المصادر نفسها، مع تحذير أنصارالله من أن “مهلة الهدنة تنتهي آخر هذا الشهر، وتحديداً بعد احتفالات ذكرى المولد النبوي، وأنهم جاهزون لضرب منشآت سعودية حساسة، ومن ضمنها ما يجري العمل عليه في نيوم، وأنهم سيعمدون إلى خطوات تعرقل الملاحة في البحر الأحمر، والقيام أيضاً بعمليات مباشرة ضد كل السفن التي تحمل النفط والغاز من الجنوب”.
وحسب “صحيفة الأخبار” فإن “البحث عن الاستقرار في هذه المنطقة صار مطلباً أميركياً وسعودياً بعد قمة العشرين، وأنهم مستعدون لدفع الأثمان اللازمة لهذا الاستقرار”.
إذاً غادر الوفد الوطني المفاوض برفقة الوسيط العماني العاصمة صنعاء، مساء أمس الخميس، إلى الرياض.
وقبيل المغادرة، أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن “جولة التفاوض الحالية تأتي في إطار النقاشات التي قام بها الوفد الوطني مع الطرف السعودي في لقاءات عديدة في مسقط ولقاءات متكررة في صنعاء، آخرها اللقاء في شهر رمضان الماضي”.
وأوضح أن “الملف الإنساني على رأس الملفات التي يعمل عليها الوفد الوطني، والمتمثل في صرف مرتبات جميع الموظفين وفتح المطار والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين”.
وأضاف “من الملفات التي نعمل عليها خروج القوات الأجنبية وإعادة إعمار اليمن وصولاً إلى الحل السياسي الشامل”، لافتاً إلى أن “النقاشات في الملف الإنساني مهمة أساسية للوفد الوطني في التفاوض مع الطرف السعودي ودول العدوان والمجتمع الدولي”.
وأكد عبد السلام أن “الوفد الوطني يعمل في المسار للحصول على حقوق شعبنا العادلة، والوصول لحلول تنهي الحالة القائمة التي لا تمثل أي استقرار ولا تعالج المتطلبات الإنسانية لشعبنا”.
وسبق أن وصل وفد الوساطة العماني، برفقة رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، إلى العاصمة صنعاء، والتقى بالرئيس مهدي المشاط لاستكمال النقاش حول جولة المفاوضات المرتقبة.
وخلال اللقاء جدد الرئيس المشاط “الشكر والتقدير لجهود سلطنة عمان الشقيقة المستمرة لإحلال السلام في اليمن.”
وبحسب “وكالة سبأ”، قال الرئيس المشاط “استجابة لوساطة سلطنة عمان الشقيقة سيتوجه الوفد الوطني برفقة الوفد العماني إلى الرياض لاستكمال المشاورات مع الجانب السعودي”.
وأكد أن “السلام كان وما يزال خيارنا الأول والذي يجب العمل عليه من قبل الجميع”.
المصدر: موقع المنار+صحيفة الأخبار+موقع المسيرة