ولست أبالغُ
أنك وحيٌ
تواصلَ
بعد الرسولْ
ومن المسك أجنحة وفضاءٌ
كأني أعلو…
ويجذبني أن ترابك هيهات يُعلى عليه
الشاعر العراقي مظفر النواب/ قصيدة “في الوقوف بين السماوات ورأس الإمام الحسين”
الكل سار إلى الحسين. روحاً، قلباً وجسداً، الكل سار إلى الحسين. والحسين هنا ليس ضريحاً دُفن فيه الجسد الشريف، هو الملاذ الآمن، سفينة الهدى، مصباح النجاة، رحمة الله الواسعة، فكيف لا تحج إليه الملايين (أعلنت العتبة العباسية المقدسة أن أعداد زائري الأربعين لهذا العام بلغت أكثر من 22 مليون زائر) في أربعينيته؟
العراق
في العراق، شهد مقاما الإمام الحسين وأخيه أبو الفضل العباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة، منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الأربعاء، تدفقاً لملايين المعزين من المسلمين، لإحياء زيارة الأربعينية التي تصادف العشرين من شهر صفر.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نجاح زيارة اربعينية الامام الحسين (ع)، فيما وجه رسالة للقوات الأمنية والعتبات وأصحاب المواكب من المواطنين.
وقال السوداني “من كربلاء البذل والعطاء والإباء والوحدة، نحيي جهود القوات الأمنية والوزارات وإدارات المحافظات والعتبات وأصحاب المواكب من المواطنين، التي أسهمت في إنجاح مراسم الزيارة الأربعينية، وضربت أروع الأمثلة في الكرم المنقطع النظير”، مضيفاً “احتضنت مدينة الحسين (ع) ملايين الزائرين من داخل البلد وخارجه”.
وقد استنفرت العتبة الحسينية المقدسة بجميع أقسامها وملاكاتها لتقديم أفضل الخدمات للمعزين والوافدين إلى محافظة كربلاء لغرض أداء مراسم زيارة الأربعينية المليونية.
وكشف قسم الصيانة التابع للعتبة عن تجهيزه لمواكب الخدمة الحسينية الواقعة على امتداد طول الطريق الرابط بين (كربلاء المقدسة – النجف الأشرف) من جهة، و(كربلاء المقدسة – بابل) من جهة أخرى، بالماء الصالح للشرب والثلج النقي.
وقال رئيس القسم المهندس عبد الحسن محمد مظلوم في حديث للموقع الرسمي للعتبة الحسينية “إنه منذ بداية تطبيق خطة زيارة الأربعين يستمر قسم الصيانة وعلى مدار الساعة بإرسال مجموعة من الحوضيات والآليات الخاصة بالماء الصالح للشرب، فضلًا عن الحوضيات التي تحمل المياه العادية المخصّصة للطبخ والغسيل وغيرها للمواكب الحسينية الممتدة على طريق (كربلاء المقدسة – النجف الاشرف) و(كربلاء المقدسة – بابل)”.
وتابع أنه “لغاية صباح أمس الثلاثاء (التاسع عشر من شهر صفر) جهزنا المواكب الحسينية بـ(5) مليون ليتر من الماء الصالح للشرب، إضافة إلى أكثر من (7) مليون لتر من الماء العادي، وما زلنا مستمرين بتقديم هذه الخدمة”.
ويُحيي ملايين المسلمين حول العالم ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع)، وتعتبر أكبر تظاهرة بشرية في العالم، حيث تخرج مواكب العزاء، ويتوافد الملايين من العراق وكافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام).
ويتواصل الزحف المليوني الى كربلاء لإحياء أربعينية الإمام الحسين (ع) في مشهد يتكرّر ويزداد توسعًا عامًا بعد عام.
ووصلت حشود الزائرين في مدينة كربلاء المقدسة إلى الذروة، عشية ليلة اربعين الإمام الحسين (ع)، وسط إحصاء أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون زائر من خارج العراق، بالاضافة الى الملايين من داخل العراق.
ايران
وانطلقت مسيرات الاربعين المهيبة صباح اليوم في العديد في المناطق الايرانية.
في طهران انطلقت المسيرة من ساحة الإمام الحسين (ع)، حيث يسير محبو الامام الحسين (ع) على طريق بطول 17 كيلومتراً وصولاً إلى مرقد “السيد عبد العظيم الحسني (ع)” في مدينة ري جنوب العاصمة.
وتقاطرت الجموع الى ساحة “الامام الحسين (ع)” منذ ساعات الفجر للتهيؤ للمشاركة في هذه المسيرة.
ومن بين المسؤولين المشاركين في المسيرة، القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء حسين سلامي ومستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي وقائد فيلق “محمد رسول الله (ص)” التابع للحرس الثوري العميد حسن حسن زادة.
الامام الخامنئي: كونوا في طريق التوحيد… عيشوا حسينيين وابقوا حسينيين
الامام السيد علي خامنئي أكد في كلمة مقتضبة قبل ظهر اليوم في ختام مراسم عزاء المواكب الطلابية من جامعات عموم البلاد بمناسبة الأربعين الحسيني في حسينية “الامام الخميني (رض)، أن “عوامل الجذب للانحراف عن هذا الخط المستقيم ليست قليلة، هذه العوامل كانت موجودة على الدوام وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى”.
وأضاف أن “الإرادة القوية ضرورية لتتمكنوا من المقاومة والثبات امام عوامل الجذب الشيطانية هذه. إن قاومتم فسوف تتسلقون القمة حينها”.
وقال السيد “انتم شباب اليوم مبعث الامل، اسعوا للاحتفاظ بهذا الأمر واسعوا للثبات في هذا الطريق”، مضيفاً “كونوا في طريق التوحيد، أقوياء وذوي إرادة ايضاً، وعيشوا حسينيين وابقوا حسينيين دوما”.
مظهر من مظاهر حب ومودة الإمام الحسين (ع)
وفي السياق، رأى الرئیس الايراني السید إبراهیم رئیسي، أن “مشارکة 20 مليون زائر في مراسم أربعينية الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة وفي جمیع أنحاء ایران مظهراً من مظاهر حب ومودة الإمام الحسين (ع)”، مضيفاً أن “مراسم الأربعين تحمل رسالة الحرية والاستقلال للعصور والأجيال”.
وقال رئیس الجمهوریة خلال مشارکته في مراسم عزاء أربعينية الإمام الحسين (ع) بمدینة بیرجند مرکز محافظة خراسان الجنوبية، “استشهد الامام الحسين (ع) وأصحابه حتى لا يبقى اسم وذكرى الامام وعاشوراء ولكن الله أراد أن يبقى عاشوراء عبر العصور والأجيال”.
وتابع “أراد الحسين (ع) أن يزول الجهل بعاشوراء حتى يتمكن الناس من تمييز الصديق من العدو، والحق من الباطل، وعدم سیطرة الجهل على المجتمع لكن قوة العدو الإعلامية جعلت الحق يبدو باطلاً والباطل یبدو حقاً”.
كما أكد الرئيس الايراني أن “نقطتنا المشتركة مع أهل السنة ونقطة الوحدة بيننا وبين جميع الأديان، حتى الأديان الإبراهيمية، هي حب الإمام الحسين (ع)”.
لبنان
وتوافد صباح اليوم الى دوار الجبلي في بعلبك الالاف من محبي الحسين (ع)، للالتحاق بمسيرة الاربعين في بعلبك على أن تختتم بمجلس عزاء حسيني عند الساعة التاسعة والنصف في مقام السيدة خولة .
سوريا
كما انطلقت منذ صباح اليوم الأربعاء مسيرة مشياً على الأقدام، من مرقد السيدة رقية بنت الحسين (ع) إلى مرقد السيدة زينب بنت علي (ع) في دمشق في إحياء لذكرى أربعين الإمام الحسين (ع).
وسار الآلاف “مشاية” من مرقد السيدة رقية (ع) في وسط دمشق نحو مرقد السيد زينب (ع) في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، وتقدر المسافة بين المرقدين بأكثر من 14 كيلومتراً.
وشارك أبناء مدينة حلب شمال سوريا، في مراسم إحياء ذكرى الأربعين، بمجلس عزاء أقيم في مقام مشهد النقطة في المدينة.
وتخلل المجلس الذي شهد مشاركة واسعة لأبناء حلب على اختلاف طوائفهم، خطبةً دينية روت جانباً من التضحيات الكبيرة التي قدمها الإمام الحسين (ع) وأهل بيت رسول الله (ص) في سبيل الدفاع عن الإسلام الصحيح والحق ونصرة المظلومين.
كندا
وتحت شعار “الحسين يجمعنا”، أحيا أبناء الجالية الاسلامية، في مدينة لافال، الواقعة في مقاطعة مونتريال الكندية، ذكرى أربعينية الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، بتنظيم مسيرة عاشورائية، وإقامة مراسم العزاء الحسيني، تخللها دعوات لتوحيد الجهود من أجل مقاومة الأخطار التي يتعرّض لها، أبناء الأسر الإسلامية.
ومواساة لسبايا أهل بيت النبّوة ( ع)، سار المحبّون من أبناء الجالية اللبنانية والاسلامية، الذين يمثلون مختلف الأعمار، من أمام “تجمّع شباب لافال”، باتجاه “مقبرة حمزة”، يتقدّمهم علماء دين، وحملة الرايات الحسينية ومواكب اللطم من “كشافة ومرشدات المسلم”، حيث أقيمت مراسم زيارة الإمام الحسين (ع).
المسيرة الحسينية، أعقبها احياء المناسبة، شارك فيه ممثلو الهيئات الاسلامية في مونتريال وعلماء دين، ورئيس بلدية شمال مونتريال بالوكالة عبد الحق ساري، ورئيسة مقاطعة سان برينو “ايزابيل بيشيه”، والقنصل العام للقنصلية العراقية في مونتريالاغادير نقيب، وأبناء الجالية الاسلامية.
المصدر: موقع المنار