دعا زعماء دول مجموعة “بريكس” التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، في ختام قمتهم الخامسة عشر في جوهانسبيرغ جنوب إفريقيا اليوم الخميس، 6 دول للانضمام إليها، وذلك بالتزامن مع دعوة قادة عدد من دول المجموعة إلى إرساء نظام عالمي متعدد وإنهاء هيمنة الدولار. وقد انعكس ذلك على البيان الختامي للقمة الذي أوعز فيه قادة “بريكس” لوزراء خارجيهم بإعداد قائمة الدول الشريكة المحتملة للقمة المقبلة. إضافة إلى تأكيد ضرورة تعزيز تنسيق الاقتصاد الكلي، وإصلاح الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، من أجل جعل المنظمة أكثر ديمقراطية وكفاءة.
وشملت قائمة الدول المدعوة للانضمام إلى “بريكس” 3 دول عربية وهي السعودية والإمارات ومصر. وأعلن رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوز، في جلسة عقدت خلال “قمة البريكس” وبمشاركة ممثلي وقادة الدول التي تريد الانضمام إلى المجموعة، أن “بريكس” دعت الأرجنتين ومصر وإيران والسعودية والإمارات وإثيوبيا للانضمام إليها. وأضاف رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، أن العضوية للأعضاء الجدد ستكون سارية انطلاقا من مطلع العام المقبل (1 كانون الثاني/يناير 2024).
بوتين: إطلاق عملة “بريكس” مسألة ليست بالسهلة لكننا سنتحرك في هذا المسار
من جهته، هنأ بوتين الدول الجديدة التي انضمت إلى “بريكس”، قائلاً “أهنئ الأعضاء الجدد الذين سيعملون معنا في السنة المقبلة، سنستمر بما بدأنا به بشأن توسيع “بريكس”، وأعني بناء العمل الفعال مع الأعضاء الجدد وكل من يعمل في نطاق “بريكس” والراغبين في العمل معنا ننظر إليهم باهتمام واحترام كبير”.
الرئيس الروسي أكد، خلال القمة التي تختتم أعمالها اليوم، أن “الغرب يحاول استخدام قواعده بدلاً من القوانين ليسرق الموارد من الدول النامية”، لافتاً إلى أن لدى بلاده “الكثير مما يمكنها تقديمه للشركاء”. وقال الرئيس الروسي إن “الغرب يتبع سياسة استعمار جديد”، موضحاً أنه “يستخدم في بناء عالمه الجديد عمليات للقضاء على التقاليد ومنها بناء الأسرة، وأغلبية الدول الموجودة هنا اليوم ترفض هذا التطرف الجديد والكراهية ودعم الإرهاب، وتتبنى الاحترام المتبادل والمساواة”.
وفي السياق، اشار إلى أن “روسيا لها مصلحة في تعزيز العلاقات مع إفريقيا، وننجز المشاريع المختلفة في القطاعات المختلفة، ونولي اهتماما كبيرا لتوفير المواد الغذائية والأسمدة، ونستخدم كل الوسائل الممكنة لضمان الأمن الغذائي، مضيفاً أنه “خلال أشهر قليلة سنقدم لـ 6 دول في إفريقيا من 25-50 ألف طن من الحبوب، على الرغم من جميع العراقيل والعقوبات المفروضة علينا”.
هذا وأشار بوتين إلى أن “عدد السكان في 2030 سيزداد بنسبة 1.7% وسنواجه احتياجاً للطاقة”، متابعاً أن ذلك يتتطلب الانتقال إلى الطاقة المتجددة، “ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي ومتوازن، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية”.
وتابع بوتين أن “بعض الدول تواجه نفس الأخطاء عند الانتقال إلى الطاقة الخضراء، يجب الاستفادة من جميع وسائل الطاقة، ونحن نعمل على تعزيز التعاون في خفض الانبعاثات، واستخدام الطاقة المتجددة”.
كما لفت إلى أن “تصدير الحبوب والأسمدة والطاقة والتبادل الثقافي والتعليم والرياضة لا يخص إفريقيا وحدها، ولكن مناطق أخرى، بما في ذلك الدول المدعوة للانضمام إلى “بريكس””.
وأعلن الرئيس الروسي العمل في العام المقبل خلال رئاسة “بريكس” سنعمل مع الدول في صيغتي “بريكس+” وOutreach”. وأشار بوتين، إلى أن إطلاق عملة موحدة لمجموعة “بريكس” “مسألة معقدة للغاية، لكن دول المجموعة ستتحرك في هذا المسار”.
رامافوزا: “بريكس” شراكة متكافئة
وفي تفاصيل كلمته في اليوم الأخير من القمة، أعلن رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الايعاز لوزراء الخارجية بناء شراكة “بريكس” وتشكيل قائمة للدول الشريكة في القمة المقبلة.
رامافوزا أكد أن “بريكس” “شراكة متكافئة للدول التي تتبنى آراء مختلفة لكنها ترى مستقبلا مشتركا”، مضيفاً أنه “اعتمدنا الإجراءات المطلوبة لإجراء عملية التوسيع، وسوف تكون هناك مراحل لاحقة”.
دا سيلفا: تنوعنا يعزز مطالبنا بعالم متعدد الأقطاب
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أشار إلى أن “تنوعنا يعزز مطالبنا بعالم متعدد الأقطاب، وأنه في العالم المتغير “بريكس” تفسح المجال لإيجاد حلول جديدة”. وأعلن الرئيس البرازيلي في السياق، اتخاذ قرار بشأن التعامل بالعملات الوطنية، “التي يمكن أن تقلص من ارتباطنا بتقلب الأسواق”.
الهند: انضمام أعضاء جدد سيعزز الثقة في تشكيل عالم متعدد الأقطاب
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رأى أن “انضمام أعضاء جدد سيعزز ثقة الدول المختلفة حول العالم في مجموعتنا، وفي تشكيل عالم متعدد الأقطاب. مودي رحب بإثيوبيا والسعودية والإمارات وإيران والسعودية في صفوف مجموعتنا، قائلاً “أنا على يقين أننا سنقوي ديناميكية التطوير والتفاعل. لدى الهند علاقات وطيدة مع هذه الدول، وبفضل “بريكس” ستكتسب هذه العلاقات بعداً آخر”.
وأضاف أن “توسيع “بريكس” رسالة يجب أن تسمعها المؤسسات الدولية، حيث يمكن أن تكون هذه المبادرة مثالاً لإجراء إصلاحات في مختلف هذه المؤسسات”.
الصين ترحب بتوسيع “بريكس”
أما الرئيس الصيني شي جين بينغ فقد هنأ الدول التي انضمت إلى “بريكس” والتي “حسمت قرارها بالتعامل مع الدول المتقدمة والصاعدة”.
مصر: للعمل على إعلاء صوت دول الجنوب
وعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قبول مصر، اليوم في مجموعة “بريكس”، قائلاً “أثمن إعلان تجمع “بريكس” عن دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 2024، ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها جميعاً علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة، وكذا مع الدول المدعوة للانضمام لتحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا، والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية”.
الامارات: نتطلع إلى العمل معاً
من جهته، أعرب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم، عن تقديره لموافقة مجموعة “بريكس” على ضم بلاده إلى المجموعة.
وقال آل نهيان، في تغريدة على منصة “X”، “نتطلع إلى العمل معا من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم”.
وانطلقت الثلاثاء في جنوب إفريقيا قمة “بريكس” التي تستمر حتى اليوم وبحث ممثلو الدول الأعضاء تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية.
السعودية: لمواجهة التحديات التي تعيق التنمية المستدامة واحترام سيادة الدول
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن المملكة تعتبر أكبر شريك تجاري لمجموعة “بريكس”، مؤكداً “ضرورة مواجهة التحديات التي تعيق التنمية المستدامة واحترام سيادة الدول واستقلالها”.
كما لفت بن فرحان، خلال كلمته في مقر انعقاد مجموعة “بريكس” إلى أن “إمكانياتنا ومقوماتنا الاقتصادية في المملكة واعدة ونعمل على استقرار أسواق الطاقة”، وفق تعبيره.
وعقب دعوة مجموعة “بريكس”، ست دول للانضمام إليها من بينها السعودية، أكد الوزير السعودي أن بلاده “تتمتع بصداقات قوية وعلاقات تجارية وشراكات استراتيجية مع دول مجلس مجموعة ”بريكس”.
يأتي ذلك، عقب دعوة مجموعة “بريكس”، 6 دول للانضمام إليها، وشملت القائمة 3 دول عربية وهي السعودية والإمارات ومصر.
أبرز نقاط “إعلان جوهانسبورغ”
اعتمد زعماء دول “بريكس” بياناً في ختام القمة التي عقدت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة. وفي ما يلي أبرز النقاط التي وردت في “إعلان جوهانسبورغ” الذي تم تقديمه اليوم الخميس:
- تنظر دول “بريكس” إلى الأمم المتحدة باعتبارها حجر الأساس في النظام الدولي، ويدعم زعماء المجموعة إصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي، من أجل جعل المنظمة أكثر ديمقراطية وكفاءة.
- تؤيد دول “بريكس” رغبة البرازيل والهند وجنوب إفريقيا في لعب دور أكبر في مجلس الأمن الدولي.
- تدعو دول “بريكس” إلى زيادة تمثيل الدول النامية في المنظمات الدولية والمنتديات متعددة الأطراف.
- شدد زعماء “بريكس” على أهمية مجموعة العشرين باعتبارها المنتدى الدولي الرائد.
- تشير “بريكس” مع التقدير إلى المبادرة الإفريقية لحل النزاع الأوكراني.
- ترحب “بريكس” بمقترحات الوساطة الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا.
- تدعو دول “بريكس” إلى تعزيز آلية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وإلى تسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني عبر السبل الدبلوماسية.
- تدعو مجموعة “بريكس” إلى إصلاحات لمنظمة التجارة العالمية ومؤسسات بريتون وودز المالية.
- يعرب زعماء “بريكس” عن قلقهم إزاء استخدام العقوبات الأحادية وعواقبها السلبية على البلدان النامية.
- تلتزم دول “بريكس” بتعزيز تنسيق الاقتصاد الكلي وتعميق التعاون في مجال الاقتصاد.
- تعارض دول “بريكس” الحواجز التجارية، بما في ذلك تلك التي تفرضها الدول المتقدمة بحجة مكافحة تغير المناخ.
- تدعم “بريكس” استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية، وكذلك بين دول المجموعة.
- تدعم “بريكس” أجندة الاتحاد الإفريقي لعام 2063، بما في ذلك إنشاء منطقة تجارة حرة قارية.
- تدعو مجموعة “بريكس” إلى إيجاد حل جماعي لمشكلة الديون الدولية.
- تشير دول “بريكس” إلى أن التعافي الاقتصادي غير المتوازن من الوباء يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة.
- اتفقت دول “بريكس” على العمل على زيادة التدفقات السياحية المتبادلة.
- تلتزم دول المجموعة بتعزيز التعاون الزراعي لتعزيز الأمن الغذائي.
- تعرب دول “بريكس” عن دعمها الكامل للرئاسة الروسية للعام 2024 وعقد القمة المقبلة في مدينة قازان الروسية.
- أوعز قادة دول “بريكس” لوزراء خارجيهم بإعداد قائمة الدول الشريكة المحتملة للقمة المقبلة.
المصدر: موقع المنار