تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 14-8-2023 سلسلة من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
البناء:
صواريخ روسية استراتيجية على داعش في سورية… والمقاومة السورية: قصفنا المواقع الأميركية
الراعي: نتألم لسقوط الضحايا… ويجب تطبيق الطائف والوقوف وراء الجيش… وانتخاب رئيس
نصرالله اليوم… ورعد: من لا يريد المقاومة لا يريد الطائف والمسألة في الشحن وليست في الشاحنة
كتبت صحيفة “البناء”: كما في لبنان في سورية، يجمع الأميركي أوراقه للتخريب والضغط، وفجأة يستعيد تنظيم داعش حضوره العسكري، وقدرته على تنظيم عمليات قرب القواعد الأميركية، وبالقرب من القواعد الأميركية تستأنف الميليشيات الإرهابية نشاطها على الحدود السورية العراقية، لكن كما في لبنان في سورية أيضاً، حيث قوى المقاومة والدولة السورية وحلفاؤها روسيا وإيران ليسوا ضعفاء ولا غافلين عما يجري، فكان الرد سريعاً على عمليات داعش بقصف تدميري من البوارج الروسية بصواريخ استراتيجية دقيقة استهدفت معاقل التنظيم الإرهابي في بادية الشام، بينما كانت المقاومة الشعبية السورية تصدر بياناً تقول فيه، إنها استهدفت القواعد العسكرية الأميركية في منطقة شرق الفرات، بعدة ضربات صاروخية.
وأوضحت المقاومة الشعبية في بيان أن الضربات، استهدفت قاعدة حقل العمر بـ 4 قذائف صاروخية، وقاعدة حقل كونيكو بـ 5 قذائف صاروخية، وقاعدة الشدادي بقذيفة صاروخية واحدة. كما قامت المقاومة الشعبية بإطلاق عدة مسيرات متفجرة، أصابت ضرباتها المتتالية قاعدة مطار الشدادي العسكري، الذي تتمركز فيه قوات الاحتلال الأميركي. ونقلت مجموعات الرصد التابعة للمقاومة أخباراً أن النيران تشاهد من المراكز المستهدفة، في ظل سماع أصوات سيارات الإسعاف والطيران المروحي الأميركي. وأكدت المقاومة الشعبية في سورية، أنها مستمرة في دكّ معاقل القوات الأميركية المحتلة أينما وجدت، حتى تطهير كامل التراب السوري من المحتل الأميركي.
لبنانياً، تواصلت المواقف المتصلة بحادثة الكحالة، حيث جاء موقف البطريرك بشارة الراعي بعد موقف المطران بولس عبد الساتر يؤكد أن الكنيسة متنبهة لخطورة التحريض الطائفي، وأنها تدرك أن وضع البلد الدقيق لا يحتمل المخاطرة برفع مستوى التصعيد السياسي والطائفي بوجه سلاح المقاومة، والسعي لنقله الى الشارع، فدعا البطريرك الراعي الى التهدئة ونبذ الأحقاد الطائفية، مؤكداً على الحاجة لتطبيق اتفاق الطائف وإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، معلنا الأسف لسقوط الضحايا.
من جهة مقابلة يطل الليلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006، ويتناول القضايا المتصلة بالصراع مع كيان الاحتلال من جهة، والأوضاع الداخلية من جهة مقابلة، بينما تحدّث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن حادثة الكحالة فقال إن المسألة ليست في الشاحنة بل في الشحن السياسي والإعلامي الذي تحركه الغرف السوداء، معتبراً أن من لا يُرِد المقاومة لا يُرِد اتفاق الطائف.
فيما لا تزال حادثة الكحالة ترخي بظلالها على المشهد السياسي، في ظل سلسلة مواقف محلية صدرت في عطلة الاسبوع فإن الترقب سيد الموقف لإطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة للانتصار في حرب تموز، وستكون له مواقف إقليمية ومحلية داخلية يتصل ابرزها بحادثة الكحالة وبالعلاقة مع التيار الوطني وما يمكن ان يبنى عليها في الملف الرئاسي.
رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن «تداعيات الحادث المؤسف الذي حصل في الكحالة كان بسبب التحريض والحقد الذي ينفثه الآخرون، والتزامهم طريقا غير طريق الاستقامة الذي يصلح للبلد وللوطن ولمجتمعنا بكل طوائفه ومناطقه».
وبينما اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي تعليقا على حادثة الكحالة أن «لبنان اجتاز قطوعاً كبيراً إثر هذا الحادث»، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال تدشين مذبحي كنيسة أم المراحم وكابيلا القديس شربل في القعقور، كل مكونات البلد والأحزاب الانتظام تحت لواء الدولة خصوصا بشأن استخدام السلاح، وشدد على أنه لا يمكن العيش على ارض واحدة فيها اكثر من دولة وجيش وسلطة.
وتخشى أوساط ديبلوماسية من انعكاس هذه التطورات على الموقف اللبناني، عندما يجتمع مجلس الأمن في 31 آب لبحث التمديد للقوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل».
ويترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، اجتماعًا لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في ظل الأحداث المستجدة، وذلك عند الساعة 12:00 من قبل ظهر اليوم في مكتبه بالوزارة.
الى ذلك، يعقد مجلس الوزراء في السراي الحكومي جلستين الاولى الاربعاء، مخصصة لاستكمال دراسة مشروع قانون موازنة العام الحالي والثانية الخميس لدرس جدول أعمال عادي من ضمنه بنود كان قد تم ارجاؤها من الجلسة الماضية.
وخلال هذا الاسبوع ايضا يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس لمناقشة اقتراح قانون الصندوق السيادي الذي أنجزته لجنة المال والموازنة النيابية مع تسجيل عودة اقتراح الكابيتال كونترول مجددا للبحث فيه. وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّ «الجلسة التشريعية قائمة في موعدها، وأنا حاضر وجاهز».
وأشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام الى ان «القبول برئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا وارد جداً إذا قبل الحزب بشروط التيار الوطني الحر الثلاثة، أي الصندوق الائتماني وبناء الدولة واللامركزية ونطمح الى اتفاق مع الحزب قبل أيلول».
ولفت درغام الى ان «التيار لن يقبل إلا بأن تكون اللامركزية الادارية ماليةً أيضاً، ولم نسمع رفضاً مبدئياً من الحزب على هذه النقطة، وننتظر ملاحظاته على ورقتنا المكتوبة».
واستمع وفد مصغر من هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان من لجنة التحقيق التي شُكلت برئاسة رئيس هيئة المتقاعدين العسكريين الفلسطينيين معين كعوش إلى آخر ما توصلت له لجنة التحقيق بعملية الاغتيال التي استهدفت قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في صيدا واخوانه ابو اشرف العرموشي، وكذلك عملية الاغتيال التي استهدفت عبد الرحمن فرهود.
وأكدت لجنة التحقيق أنها ماضية في عملها وقطعت شوطاً كبيراً من المهمة الموكلة لها، مشددة على أن هناك تعاونا كبيرا وتسهيلات من جميع الفرقاء.
وكشفت أنها ستقدّم بأقرب وقت تقريرها النهائي إلى هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان لتبت بالامر.
وكشفت الشرطة الإسبانية، امس عن تفكيك منظمة إجرامية هرّبت مهاجرين سوريين من لبنان إلى إسبانيا وألمانيا والنروج عبر ثلاث قارات وذلك بالتعاون مع يوروبول والشرطة الفدرالية الألمانية.
وبحسب عناصر التحقيق الأولى، كان المهاجرون ينطلقون من لبنان حيث يمرون من مطار بيروت إلى مصر مقابل 4000 يورو، ومن هناك، يمر السوريون براً إلى ليبيا وتونس والجزائر مقابل 3500 يورو. وثم من مدينتي وهران ومستغانم الجزائريتين، ينقلون في قوارب إلى الساحل الإسباني مقابل 10 آلاف يورو.
الأخبار:
تحشيد أميركي ورسائل روسية: حرب تصعيد بتوقيع «داعش»
سرعان ما ظَهر التصعيد المتوقّع لتنظيم “داعش” في الساحة السورية، إنْ عبر زيادة نشاطه في تفخيخ العربات، أو في تلغيم طرق نقل رئيسة، أو حتى في تنفيذ هجمات دامية، طاولت آخرها حافلة مبيت عسكرية في ريف دير الزور، أدّت في محصّلتها إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود، في وقت تواصل فيه واشنطن حشْد المزيد من قواتها في قواعدها غير الشرعية في المناطق النفطية السورية شرقاً، أو في قاعدة “التنف” في أقصى الجنوب الشرقي، والتي تعدّها كل من دمشق وموسكو قاعدة دعم وإمداد للتنظيمات “الإرهابية”، بما فيها “داعش”. ويفسّر البيان العاجل الذي أصدرته الخارجية السورية، واتّهمت فيه الولايات المتحدة بالوقوف وراء التصعيد الأخير، ما تقدَّم؛ إذ أعقب تصريحات كان وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قد أطلقها من إيران، ودعا فيها القوات الأميركية إلى مغادرة البلاد “قبل إجبارها على ذلك”، ما يوضح حجم التوتّر المتزايد في الشرق والجنوب الشرقي السوري، ولا سيما أنه يترافق مع زيادة الولايات المتحدة حجم قوات الفصائل العربية التابعة لها، والحديث المتزايد حول مخطّط أميركي لوصل منطقة التنف بالقواعد الأميركية في ريف دير الزور، وبالتالي السيطرة على المعبر الرئيس الذي يصل سوريا بالعراق.
وفي أول ردّ فعل روسي على التصعيد الميداني الملحوظ لتنظيم “داعش”، أَطلقت بوارج حربية روسية ترسو قبالة السواحل السورية في طرطوس، قذائف صاروخية نحو بنك أهداف جرى تسجيله عبر طائرات مسيّرة في وقت سابق في البادية السورية، قالت مصادر ميدانية إنها نقاط يتمركز فيها مقاتلون تابعون للتنظيم. وفيما يرتبط الردّ الروسي بشكل مباشر بتصعيد “داعش”، رأت مصادر ميدانية سورية، تحدّثت إلى “الأخبار”، أن استعمال البوارج الحربية في تنفيذ هذه العملية “يحمل في طيّاته رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة، مفادها بأن الحضور الروسي محصّن، وبأن جميع المحاولات التي تجرّبها واشنطن للعودة بالزمن إلى ما قبل عصر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي قلّص الحضور العسكري الأميركي إلى أدنى مستوى ممكن، ووضع القوات في المناطق النفطية وقاعدة “التنف” فقط، لن تجدي نفعاً”.
نفت مصادر سورية معارضة نقل قوات من فصائل المعارضة من الشمال السوري إلى منطقة التنف
وبعد أيام من تسجيل “مركز المصالحة الروسي” في سوريا ظهوراً هو الأول من نوعه لطائرة “إف-35” الشبحية الأميركية في الأجواء السورية، أعلن المركز أن الاختراقات الجوية الأميركية ما زالت مستمرّة، حيث تمّ تسجيل 14 خرقاً يوم الجمعة الماضي، في انتهاك مباشر لبروتوكولات “منْع التصادم”، موضحاً أنه “تمّ تسجيل 18 انتهاكاً من قِبَل طائرات التحالف الذي تقوده واشنطن في سماء مدينة التنف، التي تعبرها خطوط جوية دولية، وذلك من قِبَل 4 مقاتلات إف-35، ومقاتلتين من طراز تايفون، وطائرتَي رافال، بالإضافة إلى مسيّرتَين من طراز إم كيو-1 إس”.
في غضون ذلك، نفت مصادر سورية معارضة نقل قوات من فصائل المعارضة من الشمال السوري إلى منطقة التنف، موضحةً أنّ تواصلاً جرى بالفعل بين القوات الأميركية وبعض قادة الفصائل، بعلمٍ من أنقرة. غير أن هذا التواصل لم يفضِ، إلى الآن، إلى أيّ نتائج، في ظلّ استمرار الأوضاع الميدانية القائمة، وحملة التصعيد المستمرّة بين فصائل المعارضة التابعة لأنقرة في الشمال السوري و”قسد”، بالإضافة إلى تكثيف أنقرة طلعاتها الجوية عبر طائرات مسيّرة، وزيادة وتيرة الاستهدافات الجوية. وينذر ما تقدَّم باشتعال خطوط التماس في الشمال السوري، بالتوازي مع التسخين المستمر في الشرق والجنوب الشرقي الذي يشهد تدريبات يومية من قِبَل القوات الأميركية والفصائل التي قامت بتشكيلها، وآخرها تدريبات عملياتية جرت في محيط بعض المواقع النفطية، من بينها حقل “كونيكو”، واستعمال بعض الأسلحة الثقيلة، وتنفيذ مناورات تتعلّق بحماية القواعد الأميركية من هجمات مفترضة بالطائرات المسيّرة الانتحارية، وهي إحدى الوسائل التي تستعملها فصائل المقاومة في شنّ هجمات على المواقع الأميركية بين وقت وآخر.
ad
في ظل هذه الأجواء المتوتّرة، وحملة التصعيد المستمرّة، توقّعت مصادر ميدانية سورية محاولة تنظيم “داعش” شنّ مزيد من الهجمات، الأمر الذي قد يقدّم مبرّرات للولايات المتحدة لتوسيع حضورها العسكري الميداني تحت مظلّة “محاربة الإرهاب”، بالإضافة إلى إشغال الجيش السوري بهجمات جانبية تسبّب نزفاً مستمراً للقوات وتصرف الانتباه عن التحشيد الأميركي المستمرّ.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام