أدانت كتلة الوفاء للمقاومة التوتير المبرمج والظهور الميليشاوي المسلح الذي شهدته بلدة الكحالة يوم أمس عقب انقلاب شاحنة عند أحد منعطفاتها، وتعرض أفرادها للاعتداء في محاولة للسيطرة عليها وإطلاق النار الموجّه الذي أدّى إلى استشهاد أحد الإخوة، وإعاقة تدخّل الجيش اللبناني ومحاولة منعه من ضبط الاستفزاز.
وخلال اجتماعها الدوري بمقرها المركزي برئاسة النائب محمد رعد، رأت الكتلة أنّ ذلك هو نتاج التحريض والتعبئة الغبيّة والحاقدة التي تشكّل مادّة فتنويّة يعمد إلى توظيفها قاصرو النظر أو المتورطون في المشاريع المعادية لمصالح لبنان واللبنانيين.
وأكَّدت الوفاء للمقاومة أنَّ هذا التوتير وما نجم عنه هو بعهدة التحقيقات الجارية لتأكيد الوقائع وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة، وتوجَّهت بأحرّ التعازي والتبريكات لذوي الشهيد المغدور المجاهد أحمد علي قصاص المتميّز برباطة جأشه ومناقبيّته وشجاعته، راجيةً له من الله عظيم الأجر والثواب وعلو الدرجات في جنان الخلد والنعيم الدائم ولأهله جميل الصبر والسلوان.
وأعربت الكتلة عن دعمها كل الجهود التي بُذلت وتُبذل لإعادة الهدوء إلى مخيم عين الحلوة في صيدا، مشددةً على أنَّ مصلحة الفلسطينيين عمومًا والمقيمين منهم في المخيمات خصوصًا، تكمن في التهدئة وحلّ النزاعات والاختلافات عبر الأطر والمرجعيات المعتمدة والمتفق عليها والمعنية بالتنسيق مع السلطات اللبنانية الرسميّة.
وأشارت إلى أنَّ زعزعة الأمن في المخيمات هو مطلب أعداء الشعب الفلسطيني وإشغال استنزافي للساحتين الفلسطينية واللبنانيّة، داعيةً الجميع إلى توخي التنبُّه والحذر من كل ما يخدم أهداف العدوّ الصهيوني وعملائه، مؤكدةً ضرورة تعزيز وحدة وتماسك الصف الواحد الملتزم نصرة الشعب الفلسطيني وقضيّته المشروعة والعادلة.
واعتبر الكتلة أنَّ الحوارات الثنائيّة والجامعة مفيدة دومًا لبلورة الأفكار وتقريب وجهات النظر واعتياد التوصّل إلى الحلول عبر التفاهمات المتبادلة التي لا يُعكّر صفوها استعراضات أو تحدّيات، لافتةً إلى أنَّه ليس هناك حوار يلغي حوارًا آخر خصوصًا إذا كان ممهدًا أو مكمّلًا.
وبيَّنت الوفاء للمقاومة أنَّ ما يجري بين حزب الله والتيار “الوطني الحرّ” اليوم من حوار هدفه توضيح المواقف وشرح دوافعها والتوصل إلى قناعة مشتركة تعزز الموقف الوطني السليم وتدفع باتجاه تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وجدَّدت الكتلة تأكيدها أنَّ الشغور الرئاسي لا يُعطّل أعمال المجلس النيابي التشريعيّة أو الرقابيّة ولا أعمال مجلس الوزراء لكنّه يستدعي منهما مراعاة بعض الأحكام والمواد القانونيّة المتصلة بالصلاحيّات الممنوحة حصرًا لرئيس الجمهوريّة بموجب النص الدستوري وما يترتب عليه.
وأضافت: “بناءً عليه فإنّ لمجلس الوزراء المستقيل أن يتابع إدارة مصالح الدولة واللبنانيين في الحدود الدنيا لتصريف الأعمال وتسيير المرافق العامة، فيما يتابع مجلس النواب عمله التشريعي والرقابي وعند إصدار القوانين يطبق المواد الدستوريّة التي تنظّم ذلك”.
وأوضحت أنَّ “استخدام البعض لسلاح العقوبات أو التحريض عليه في إطار الضغط والابتزاز وما تتوعد به بعض الجهات الاستكباريّة الضالعة في جرائم التدخل في شؤون الآخرين لمصادرة المواقف والمصالح وممارسة التهويل على الحكومات والدول والشعوب، لن يثنينا عن مواصلة السعي لتحقيق تفاهمٍ وطني بغية إنجاز الاستحقاق الرئاسي بأفضل طريقةٍ ممكنة وبحسب مقتضيات الدستور”.
ودعت الكتلة الحكومة وأجهزتها الأمنيّة والرقابيّة إلى بذل أقصى الجهود الممكنة وسط الظروف الصعبة الراهنة من أجل ضبط الأمن ومنع التوترات الآخذة بالاتساع في معظم المناطق اللبنانيّة والتي لا يتورّع المتورطون فيها عن إطلاق الرصاص وارتكاب الجرائم.
وأهابت “بالأجهزة والإدارات المعنيّة والمختصّة وبالبلديّات عمومًا أن تتشدّد في تطبيق معايير السلامة العامّة في البناء والطرقات والآليّات تجنّباً للمزيد من الكوارث التي شهدناها ونشهدها في أكثر من منطقة والتي لم يكن آخرها الحريق الذي اندلع في مستودعاتٍ تجاريّةٍ سفليّة داخل بناءٍ سكني جهد الإطفائيّون البواسل لإخماده على مدى أيّام بسبب المخالفات والموانع المعيقة التي حالت دون استنقاذ ما يمكن استنقاذه، وكانت الأضرار والخسائر بالغةً وضخمة على المستوى المادّي فضلاً عن تشرّد العديد من العائلات من منازلهم”.
وتابعت: “الكتلة تتابع هذين الأمرين بجدٍّ واهتمام مع الحكومة والجهات المعنيّة فإنّها تتضامن مع أهلها المتضررين وتحيّي أبطال الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت عمومًا وفي الضاحية الجنوبيّة خصوصًا وتتقدم من أسرة الإطفائي الشهيد محمد جهاد بيدي بأحرّ التعازي والمواساة”.
ومع اقتراب ذكرى هزيمة العدو الصهيوني في حرب تموز العدوانيّة ضدّ لبنان وشعبه في العام 2006 وانتصار المقاومة، قالت إنّ “ذاكرة اللبنانيين طافحة ومتوقدة بمعاني هذا اليوم الوطني الجليل. إذ يمثّل يوم الرابع عشر من شهر آب يوم العزّ والمجد والفخار للبنان ولشعبه المقاوم، بل يوم تكريس معادلة الظفر على الأعداء واستعصاء الهزيمة على مثلث النصر الذي تصوغه معادلة الشعب والجيش والمقاومة”.
وأضافت الكتلة: “لا بل إنه يوم الفصل بين زمن طغيان الصهاينة والغزاة وغطرستهم وإرهابهم المدعوم، وبين زمن سقوطهم وضمور دورهم وبدء العدّ التنازلي لأفول كيانهم المؤقت والذميم”.
وأكَّدت أنَّ الرابع عشر من شهر آب، هو يوم اعتزاز اللبنانيين بإيمانهم بالله وبالوطن وبقدرتهم على الصمود والدفاع ببسالة عن بلدهم وتحرير أرضهم وأسراهم، والذود عن حقهم المشروع في حماية سيادتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم والتزام خيارهم السياسي الوطني دون أي تدخلات أو تهديدات أو ضغوط أو وصايات.
وبيَّنت أنّه “اليوم الذي تنطوي فيه كل هذه المعاني والدلالات والمضامين، وهو اليوم الذي أسقط فيه اللبنانيون وَهمَ التفوّق الصهيوني وزيف أسطورة جيشه الذي لا يُقهر، وخابت فيه كل مراهنات الداعمين للكيان المفتعل والمستثمرين على عدوانيته وإرهابه كي يتخلّى اللبنانيون عن معادلة النصر التي التزموها للدفاع عن وطنهم وحقوقهم”.
وتابعت الكتلة: “لعل العبث باستقرار لبنان وتفاقم المشكلات فيه منذ ما بعد 14 آب 2006 إلى يومنا هذا، ليس إلا التعبير الانتقامي المتوالي عن خيبة الدول والقوى التي رعت الإرهاب الصهيوني وحربه العدوانية على لبنان لإخضاع شعبه وإرغامه على الانخراط في مسار التطبيع بهدف تعزيز دور الكيان الصهيوني في منطقتنا وانتزاع الشرعية لاحتلاله ولتدنيسه مقدسات المسلمين والمسيحيين.. وفي الوقت نفسه فإنّ تسلسل المشكلات الداخلية المربكة في لبنان كشف عن الفرصة الزمنية التي كان ولا يزال العدو الصهيوني بحاجة إلى التقاطها لإشغالنا من جهة وللاستفادة منها لترميم بنيته التي تصدّعت وإعادة تزيين صورته التي كشفت المقاومة قُبحها من جهةٍ أخرى”.
وشدَّدت كتلة الوفاء للمقاومة على “التزامها المعادلة الوطنيّة التي كرّسها الانتصار التاريخي للبنان في يوم 14 آب رغم محاولات أعداء لبنان وأدواتهم طمسها أو الاستخفاف بها وتهميشها، وتعتبر أنّ هذه المعادلة لتحقيق النصر هي الإشراقة الوطنيّة التي تحرس لبنان وتحمي أرضه وشعبه وسيادته ومصالحه ويتعزز في إطارها موقعه ودوره أيضًا”.
المصدر: موقع المنار