أكد مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، في المجلس العاشورائي الذي أقيم في النادي الحسيني في مدينة صيدا، أن “ثورة الإمام الحسين عليه السلام، هي وقفة مع الذات وإصلاح للنفس، وهي كتاب مفتوح إلى المؤمنين بالتطور الخلقي سبيلاً لإصلاح شعوبهم وشعوب العالم أجمع”.
وشدد المفتي عسيران أنه “لا يغيب عن بالنا القضية الأساس، قضية فلسطين، فلا يستخفن أحد بالعدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تشنه “إسرائيل” على الشعب الفلسطيني، فتدنس المقدسات وتصب حمم وحشيتها على الأهالي العزل، نساءً وأطفالاً”.
وعن “الأزمة في لبنان والوضع الاقتصادي الذي أضحى في غاية الانهيار بسبب المديونية التي زادت الأزمة السياسية من حدتها، وانهيار الخدمات العامة الأساسية واستمرار الخلافات السياسية الداخلية المنهكة، ونزيف رأس المال البشري، وهجرة الكفاءات”، لفت المفتي عسيران إلى أن كل ذلك “يهدد الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد، لذلك نناشد المسؤولين أن يلتفتوا إلى معاناة الناس، والجلوس إلى طاولة الحوار بغية الوصول إلى حل للأزمات التي يتخبط فيها البلد وتكاد تزعزع كيانه، عساهم يرجعون إلى مدرسة عاشوراء ويستقون منها أسمى معانيها”.
أعلن راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس حداد أن “ذكرى عاشوراء هي بالمفهوم القانوني جريمة قتل جماعي معتمد عن سابق تصور وتصميم، وما يعيد الحسين وأبطال كربلاء هي الأمانة للذكرى، هي جريمة أصبحت سلماً للقيم، العطاء والتضحية والاستشهاد لحماية الآخرين، لقد كتب المسيحيون مجلدات ثمينة حول واقعة كربلاء”.
وقال المطران حداد إنه “نريد لبنان كما يحبه الحسين، سيرضى الحسين عن لبنان المقاوم في الجنوب، لكنه سيسمع في بيروت والشمال والبقاع والجبل أنات الناس المرضى ويرى النفايات المتكدسة في الطرقات، وسيبكي لاكتشافه أن اللبنانيين يؤجلون الاستحقاقات المصيرية، وأن لا رئيس للجمهورية ولا حكومة فاعلة ولا قضاء منزها”.
وأضاف “وحدهم اللبنانيون باستطاعتهم أن يدركوا عمق المؤامرة على الأديان، ويعطوا العالم أمثولة الشراكة في التصدي، فبعض عائلاتنا اللبنانية المهاجرة قررت العودة للبنان، منعاً لتعرض أولادهم لهذه الموجة اللاإنسانية في الغرب، بلادنا هي أجمل البلاد وأكثرها أماناً للإنسان، شرط أن نعيد الكرامة إلى المواطن بالقدر الذي يستحق”.
المصدر: الوكالة الوطنية