اليونان بلاد الإغريق وملاحم هوميروس والإلياذة والأوديسة، عادت من جديد بحصان طروادة للإنقلاب على مناضلة لبنانية اسمها سهى بشارة قاومت الإحتلال الصهيوني وسجنت في زنازينه المظلمة، حيث تعرضت لتوقيف تعسفي بحقها في مطار أثينا وحجز وتقييد لحريتها دون وجه حق، وخلافاً للمواثيق والشرائع الدولية وفي مقدمتها شرعة حقوق الإنسان، ومنعت من دخول اليونان.
وخضعت بشارة لاستجواب سريع بعد نقلها إلى مركز احتجاز خارج المطار، قبل ترحيلها إلى لبنان. وذكرت معلومات صحافية أن” بشارة بعد وصولها إلى سويسرا التي تحمل جنسيتها وتقيم فيها، تواصلت مع محامين في سويسرا واليونان وقررت رفع دعوى لاستيضاح خلفية القرار وطلب إبطاله، فيما ستبدأ وزارة الخارجية في بيروت تحركاً في هذا الاتجاه.
احتجاز حريتها انصياع لكيان العدو الصهيوني
وفي بيروت صدرت مواقف عديدة مندّدة بتوقيف بشارة، إذ استنكرت العلاقات الاعلامية في حزب الله قيام السلطات اليونانية بتوقيف بشارة ومنعها من متابعة سفرها، معتبرة ان”هذه الخطوة مرفوضة بالكامل وغير مُبرّرة وتتعارض مع القوانين الأوروبية التي تدّعي حماية حقوق الإنسان”.
واضافت أن” احتجاز حرية الأسيرة المُحرّرة سهى بشارة هو عمل غير قانوني وانصياع لكيان العدو الإسرائيلي ”.
وختمت”إنّنا إذ نُوجّه التحية ونُعبّر عن تضامننا مع المناضلة بشارة، ندعو الحكومة اللبنانية إلى القيام بواجباتها الوطنية والأخلاقية تجاه بشارة واتخاذ الخطوات والإجراءات المناسبة حيال التصرف غير المقبول للسلطات اليونانية”.
كما وصف الحزب الشيوعي اللبناني توقيف بشارة بأنه “سابقة خطيرة تشكّل اعتداءً صارخاً على بطلة وطنية لبنانية ساهمت في تحقيق التحرير والحرية للبنانيين”، وطالب الحزب وزارة الخارجية اللبنانية بـ”المبادرة الفورية لتأمين الدعم السياسي للمناضلة سهى بشارة، واستدعاء السفير اليوناني بشكل فوري واتخاذ تدابير صارمة، واعتبار التوقيف اعتداءً على سيادة لبنان الوطنية وحرية وأمن مواطنيه”.
واستنكرت “الحملة الوطنية لتحرير الأسير جورج عبدالله” توقيفها ورأت في بيان، أن “أوروبا الاستعمارية تستمر بالتباهي بالخلط بين صفتي المقاومة والإرهاب لتطمس تاريخها الاستعماري ودعمها المستمر حتى اليوم للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والجولان السوري ومزارع شبعا في لبنان، واحتجازه آلاف الأسرى ومنهم الأطفال وكبار السن والنساء وذوو الاحتياجات الخاصة، إضافة الى احتجاز جثامين الشهداء المقاومين”.
النائب الياس جرادة كتب في تغريدة له “تمثّل سهى بشارة بالنسبة إلى اللبنانيّين عمومًا وللجنوبيّين خصوصًا رمزًا للنضال ونجمة للحرّية وأيقونة وطنيّة،لا بلّ تمثّل للإنسانيّة جمعاء مثالًا للصدق في حمل القضايا الإنسانيّة دفاعًا مستدامًا عن الحقوق والحرّيّات والقيم”.
واضاف”نطالب وزارة الخارجيّة بالتحرّك ديبلوماسيًّا لشجب تعرّض أيّ مواطن لبنانيّ لإجراءات تعسّفيّة تحدّ من حرّيّة حركته القانونيّة حول العالم، كما نترقّب موقفًا من الاتّحاد الأوروبيّ وبرلمانه من هذه الإجراءات التي تمّ اتّخاذها بحقّ مواطنة سويسريّة من قبل إحدى دوله، ينسجم مع قيمه ومبادئه وقوانينه”.
هيئةُ ممثلي الاسرى والمحررين تحركت باتجاه وزارة الخارجية اللبنانية التي وعدت باستدعاء سفيرة اليونان في بيروت للسؤال عن الخلفيات.
ويذكر ان بشارة قامت في عمر العشرين بِمُحاولة اغتيال أنطوان لحد قائد ميليشيا العملاء ونجا لحد من مُحاولة الاغتيال وتم اعتقالها وحبسها في معتقل الخيام، تم إطلاق سراحها في الثالث من أيلول/ سبتمبر عام 1998م.
المصدر: موقع المنار