في المنتصفِ الاولِ من آبَ تصلُ منصةُ الحفرِ العائمةُ الى سواحلِنا لتبدأَ التنقيبَ عن النفطِ في المياهِ اللبنانية – بحسَبِ وزيرِ النفطِ والشركاتِ المعنية، اما التنقيبُ عن رئيسٍ في المياهِ السياسية ِالـمُعكَّرةِ فغيرُ متوافرٍ حتى الآنَ بحسَبِ العارفين، رغمَ مساعي الحفّارِ الفرنسي المصطدمِ بطبقاتٍ من العنادِ السياسيّ والتشكيكِ غيرِ المسبوق .. والازمةُ بانحرافِ الاولويات، فبدلَ السعيِ لانتخابِ رئيسٍ لانتظامِ المؤسساتِ باتَ الاهتمامُ بالبحثِ عن من يديرُ مصرف لبنانَ وسطَ تضاربٍ بالآراءِ والاجتهاداتِ بينَ مختلفِ القوى المعنية ..
ولمن يعنيهم الامرُ كانَ كلامُ الرئيسِ نبيه بري واضحاً عبرَ نقابةِ المحررين في شتى الملفات :
لا مناصَ لانهاءِ الفراغِ الا بالتوافقِ والحوار، اما التدويلُ – معَ الاحترامِ للبطريرك الراعي – فيحتاجُ الى توافقٍ داخلي، ودعواتُ البعضِ لتغييرِ النظامِ تضعُ لبنانَ في مهبِّ مخاطرَ لا تُحمدُ عُقباها – بحسَبِ الرئيس بري الذي قال لمن يريدُ تغييرَ الطائف: اقعد عاقل احسن لك ..
وان كان الرئيس بري يَستحسنُ تطبيقَ قاعدة اِنَ الضروراتِ تبيحُ المحظوراتِ في موضوعِ حاكمِ مصرفِ لبنان، لكنه أكدَ احترامَ ما اعلنَه رئيسُ الحكومةِ لجهةِ اَلّا تعيينَ ولا تمديدَ في هذا الموقع ..
ومن موقعِه الوطني اَطلَّ الرئيس بري على الخِيَمِ اللبنانيةِ التي تم رفعُها في شبعا، معتبراً انَ المطلوبَ من المجتمعِ الدولي الزامُ الكيانِ العبري بتطبيقِ القرار 1701 والانسحابِ من الشطرِ الشمالي لقريةِ الغجر ومزارعِ شبعا وتلالِ كفرشوبا ..
اما في الاوديةِ السياسيةِ والامنيةِ الصهيونيةِ فتخبطٌ وضياع، واقتحامُ متظاهرينَ للكنيست، واصواتٌ تنذرُ من الخطرِ غيرِ المسبوقِ في ظلِّ انقسامٍ حادٍّ وتمردٍ داخلَ الجيشِ وسجالٍ حادٍّ مع البيتِ الابيض..
وبالعودةِ الى التاريخِ اللبناني الاسود، الى ايامِ الحربِ والمجازرِ التي لا يتوانى مرتكبوها عن المحاضرةِ اليومَ بالسلامِ والقيمِ الانسانيةِ وادعاءِ القداسةِ والطوباوية، الى الذكرى الواحدةِ والاربعينَ لاختطافِ الدبلوماسيين الايرانيين الاربعةِ من قبلِ القواتِ اللبنانية، والتي اَحيتها السفارةُ الايرانيةُ في بيروتَ باحتفالٍ طالبت كلماتُه الجهاتِ المحليةَ والدوليةَ بالزامِ الخاطفِ بالكشفِ عن مصيرِهم ..
المصدر: قناة المنار