إن كنت أبًا أو أمًا لطفل يتمتع بخيال واسع، لا بد أنك قد لاحظت أنه بارع في اختلاق الحكايات والقصص، والتي قد تظنها لوهلة أقرب للحقيقة. ربما هذا يجعلك تشعر بالضيق، لكن ذلك ليس بالأمر السيئ!
فقد وجدت دراسة منشورة في “Journal of Experimental Child Psychology ” بأن الأطفال البارعين في الكذب يتمتعون بذاكرة قوية وفعالة، خاصة الذاكرة اللفظية، بشكل أفضل من الأطفال الذين ليس لهم القدرة الجيدة على الكذب.
ووجد الباحثون بأن الأطفال الذين لهم القدرة على قول الأكاذيب في سن الثانية علامة على تطور الدماغ، كما تعني أنهم على الأرجح سيتمتعون بحياة ناجحة. ووجدوا أنه كلما كانت الكذبة منطقية، كلما دلّ ذلك على سرعة بديهة الطفل مستقبلًا.
وبحسب الدكتور “كانج لي” مدير مركز دراسات الطفل في جامعة تورنتو: “على الآباء ألا يخافوا من قول الطفل للأكاذيب، فجميع الأطفال يفعلون ذلك. وأولئك الذين لديهم تطور معرفي يكذبون بشكل أفضل؛ لأنهم يستطيعون إخفاء آثار ذلك، وربما يصبح هؤلاء مدراء بنوك!”.
ينطوي الكذب على عمليات الدماغ المتعددة، مثل: دمج مصادر المعلومات، التلاعب في البيانات حسب المصلحة. كما أن هناك علاقة بين الكذب وتطور مناطق في الدماغ “الوظائف التنفيذية” التي تستخدم منهج التفكير والاستنتاج.
تعاون الدكتور لي وفريقه لإجراء اختبار على 1200 طفل بين 2 – 16 عامًا. معظم المشاركين قالوا الأكاذيب، لكن الأطفال ذوي القدرات المعرفية كان لديهم أفضل الأكاذيب! بعمر العامين، 20% من الأطفال يكذبون، هذه النسبة ترتفع إلى 50% في سن الثالثة، وإلى 90% في سن الرابعة. يبدأ هذا الأمر بالتلاشي تدريجيًا بعمر 16 عامًا حيث تكون النسبة 70%. وقال الباحثون بأنه لا صلة بين قول الأكاذيب في مرحلة الطفولة، والغش في الامتحانات أو القيام بأعمال الاحتيال في وقت لاحق من الحياة.
و بحسب الدكتور لي كشف كذب الطفل أمامه ليس أمرًا سيئًا إنما يجب أن يستغله الوالدان كلحظة تعليمية، فيجب ألا تصفع طفلك أو تصرخ بوجهه، إنما تحدّث إليه عن أهمية الصدق، وسلبيات الكذب.
المصدر: مواقع