فيما الساحة اللبنانية على خرابها السياسي، فان الساحات الفرنسية استحالت ميدان حرب اظهر حجم الخراب المجتمعي والاقتصادي والطبقي والسياسي الذي تعيشه البلاد.
فالوضع الآن اصبح غير مقبول بحسب الرئيس ايمانويل ماكرون الذي قطع سفره الى بروكسيل وعاد الى البلاد على عجل دون قدرته وحكومته على علاج شرارة الاحتجاجات التي اشعلها مقتل فتى من اصول جزائرية برصاص شرطي بسبب مخالفة سير، ما جعل الامور تسير نحو مؤشرات حرب اهلية كما وصفها بعض المتابعين، تركت خشية حقيقية لدى بعض الدول الاوروبية كألمانيا القلقة من تطور الاحداث ، وبريطانيا التي طلبت من رعاياها عدم السفر الى فرنسا.
اما الفرنسيون فيتابعون اجتماعات خلية الازمة المفتوحة ومقرراتها بتعزيز الاجراءات والغاء العديد من الفعاليات التي كانت مقررة، وامكانية الذهاب الى فرض حال الطوارئ مع تمدد اعمال العنف والاشتباكات بين الشوارع والمدن مع توالي الايام ..
اما ايام المسلمين فليست باحسن حال، مع النيران التي احرقت هيبة دولهم ومجتمعاتهم يوم احرقت نسخة من القرآن الكريم في السويد بترخيص من حكومتها، فيما علت بيانات الاستنكار العربية والاسلامية والدولية، دون ان تترجم فعلاً رادعاً على ارض الواقع لاي عملية عدوانية مماثلة على الاسلام واهله..
وبالعودة الى لبنان فان أهلّة موسم الصيف تبشر بايجابية انعكست حركة سياحية واقتصادية ومالية لا تشبه الحال السياسية المعلقة محركاتها الى ما بعد العيد، لتعاود حركتها ان توفر وقود جديد، كمعاودة مناورات البعض، او ايجاد افكار للتقارب ان بفعل فاعل داخلي او انتظار عودة الفرنسي ، اما ربط الحوار في البلد باسقاط خيار سليمان فرنجية فهو اقصاء مرفوض بحسب نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، وتحد لا يمكن ان نقبل به..
المصدر: قناة المنار